facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لا نسامح من يضرب طفلاً في المدرسة


أحمد جميل شاكر
03-12-2008 02:54 AM

حتى عندما كنا تلاميذ في المدرسة كانت ظاهرة ضرب المعلمين للطلاب مألوفة ومنتشرة ، سواء لمن تأخر عن المدرسة ، او أحدث مشكلة ، او حتى قصر في احد الدروس.

على ارض الواقع ، كنا نحسب الف حساب للمعلم الذي يعاملنا باحترام كبير ، ويشجعنا على الدراسة ، وينمي في نفوسنا الكرامة ، والاعتزاز ويعزز فينا اسلوب الحوار.

كان في كلية الحسين استاذ ندعو له الان بطول العمر ، وهو الاستاذ احمد الحياري ، وقد تقلد العديد من المناصب كان آخرها مديراً لجمرك العقبة ، وكان يتولى تدريس مادة اختيارية لطلبة التوجيهي من المواد العلمية وهي مادة الكيمياء العضوية وقد كان متمكناً من مادته ، ومريحاً في الشرح ، وباذلاً كل جهده لايصال المعلومة الى قلوب الطلاب قبل عقولهم ، واذكر ان الاستاذ الحياري ، انضم اليه اكثر من 120 طالبا لدراسة مادة الكيمياء العضوية ، بينما تجمع نحو ثلاثين طالباً فقط في صف واحد لدراسة باقي المواد وهي الفيزياء والاحياء والرياضيات.

الاستاذ احمد الحياري لم يحمل في يده عصا ، او حتى مسطرة لكنه يحمل اكثر من ذلك ، وهو خلقه الرفيع الذي أسر الطلبة وجعلهم يقبلون على مادته بكل شغف ، حتى اننا طلبة تخصص الكيمياء العضوية كانت علاماتنا هي الاعلى في امتحان الثانوية العامة.

اما الذين كانوا يمارسون عملية الضرب ، فقد كانوا في عزلة ، وجسور الحوار معهم مغلقة ، وبعضهم من غير المتمكنين في مادتهم ، ويغطون عجزهم بسطوة العصا والضرب.

نقول هذا الكلام ونحن نشد على أيدي جلالة الملكة رانيا العبدالله ، وهي تعلن وبصوت عال ان ضرب الاطفال والطلاب يعتبر خطاً احمر ، وان السنوات الماضية جعلتنا نشعر بالألم العميق والدهشة ، ونحن نسمع عن قصص مؤلمة في مدارسنا ، فهذا معلم ضرب تلميذاً حتى اصبح في حالة الخطر ، وذاك معلم أقدم على ممارسة كل انواع الضرب ضد طالب صغير مما احدث معه عاهة دائمة او ارتجاجاً في المخ ، وهذا وهذا الى ان وصل الامر الى نتائج عكسية لا تتناسب والعملية التربوية والتعليمية ، وهي اقدام الطلبة على ضرب اساتذتهم ، ومن ثم توجه الاهالي لضرب الاستاذ بعد ان كان المعلم قبل عقود هو الاب ، والاخ الكبير ، والراعي لكل طلبة مدرسته.

لقد جاءت كلمات جلالة الملكة رانيا العبدالله لموقع عمون الاخباري في هذا الصدد قوية مدوية ، حيث دعت الى عدم الوقوف مكتوفي اليدين امام ظاهرة ضرب التلاميذ بدءاً بوزارة التربية والتعليم لان المرء يسامح نده ورديفه ، لكننا لا نستطيع مسامحة من يؤذي طفلاً.

وتساءلت جلالتها قائلة: متى اصبح الضرب في المدارس مقبولاً؟ ومتى قبلنا وتقبلنا به ، خفيفة ، وثقيلة ، جزء من تعليمنا ومشهد لا يستدعي التوقف عنده.

في المدرسة سيتعلم الطفل للمرة الاولى احترام الغير ، واحترام القانون ، ومن هم اكبر منه سناً وعلماً ، وهناك سيتعلم اطفالنا ان الاحترام يكتسب ولا ينتزع ، لكنه يعلم.. ولا يطبق بحد العصا ولا بالصراخ ولا بالتهديد وأي طفل يصبح العنف جزءاً من واقعه عار علينا جميعاً ، مسؤولين ومديرين ، ومدرسين واهالي.

اننا نأمل ان تصل رسالة الملكة الى كل معلم ومعلمة ، وان يبدأوا عهداً جديداً بنبذ الضرب ، والتهديد والتعنيف وان يبقوا حملة رسالة في التربية والتعليم والتهذيب ، وان يكونوا القدوة للاجيال القادمة.

** الزميل الكاتب مساعد رئيس تحرير صحيفة الدستور .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :