ودع الاردن والوسط الرياضي قبل ايام نجما من نجوم رياضة الباسكيت بول وهو المرحوم احمد ابو شاما، الذي اختطفه الموت المفاجئ في عز شبابه وكامل صحته وذلك اثناء قيامه بالتدريبات المعتادة.

لقد اصاب الخبر الناس بالحزن والفزع واثار تساؤلاتهم : كيف يستقيم هذا الامروالمرحوم شاب رياضي محترف في قمة نشاطه وفجأة يتوقف قلبه ؟

ان الناس محقين في استغرابهم هذا، فنحن اطباء القلب طالما نصحنا الناس بممارسة الرياضة لاتقاء شر النوبات القلبية وهاهي النوبة ذاتها تقتل شابا افنى عمره في ملاعب الرياضة.

وهنا يأتي دوري كطبيب قلب لاوضح هذا اللبس .. ان الموت المفاجئ عند الرياضيين الناتج عن توقف القلب عن العمل دون سابق انذار وبدون اية اعراض , قد جلب اهتمام
العلماء والاطباء في كل العالم , ففي الولايات المتحدة لوحدها يموت كل عام حوالي 25 رياضيا محترفا في الملاعب او في صالات التدريب المكثف , ومن بينهم نجوم وابطال على مستوى العالم في مختلف انواع الرياضة مثل كرة القدم والسباحة والعاب القوى والمصارعة والجري والباسكيت بول وغيرها.

وقد قام العلماء باجراء ابحاث على مدى عشرات السنين تبين منها ان توقف القلب المفاجئ عند الرياضيين يعود لعدة اسباب اهمها اعتلال عضلة القلب والجلطة الحادة واختلال كهرباء القلب مثل متلازمة بروغادا وهو مرض وراثي ناتج عن اعتلال
احد الجينات في الكروموسوم الثالث وايضا متلازمة الجيب المريض ومتلازمة كيو -تي ونقص المغنيسيوم وغيره , وكل ذلك يؤدي الى تسارع بطيبني شديد يؤدي الى السكتة القلبية والى الوفاة الفورية.

من هنا فاني ارى ضرورة اخضاع الرياضيين لفحوصات دورية من اجل الكشف المبكر عن هذة الامراض القلبية الكامنة كالقنبلة الموقوتة ويكون ذلك بمراجعة اطباء القلب لعمل كل الفحوصات اللازمة مثل تخطيط القلب وفحص الجهد والايكو والصورة الطبقية للشرايين التاجية بالاضافة للقسطرة والنظائر النووية , ناهيك عن التحاليل المخبرية مثل دهون الدم والفحص الجيني اذا لزم.

هذا ما اردت ان اسلط الضوء عليه عسى ان تتخذ المؤسسات الرياضية المختلفة كل الاجراءات لحماية شبابنا الرياضيين من كل مخاطر.