facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




يحدث في عصر «الإهانة»!


حسين الرواشدة
25-05-2017 12:51 AM

إذا سألتني عن كلمة تختصر حالة الانسان العربي الآن سأجيبك على الفور: الإحساس “بالإهانة”.
لا أحتاج -هنا- للتذكير بما جرى على مدى السنوات الست الماضية من أحداث استهدفت إطفاء “حلم” الشعوب العربية باستعادة كرامتها وحريتها، ولا بما فعلناه بأنفسنا من جرائم تقشعر لها الابدان، ثم ما فعله الآخر المتربص بنا حين اجهز على كل بارقة امل تلوح في فضائنا الملبد بغيوم اليأس والإحباط..
اريد ان اشير فقط الى مسألة “الإهانة” هذه التي أصبحت عنواناً لحياة المواطن العربي، سواءً وهو يعيش في بلاده أو حين تدفعه الظروف للهروب منها الى الخارج، صحيح ان درجة هذا الإحساس تختلف من مكان لآخر، ومن شخص لآخر ايضاً، لكن اعتقد ان اغلبية الذين قادهم القدر ليصبحوا جزءاً من سكان هذه البلدان المنكوبة يشعرون بجرح “الإهانة”، ليس فقط لأنهم يرون بأعينهم العواصم والحواضر التي تسقط، او الأعداء الذين يشمتون بهم، ويرقصون على جراحهم، او الانحناءات المخجلة التي يرسمها مسؤولون يتمنون رضى الاخر للحفاط على مقاعدهم، وانما أيضا لأنهم من داخلهم يشعرون بهذه “الإهانة”، يرونها في عيون أبناء تمردوا على وصايتهم، وفي وجوه زوجات ادركهن التعب والخوف وفي مقررات وخطابات تحولت الى “صفعة” في وجوه الجميع.
لا يوجد أسوأ من لحظة يشعر منها الانسان “بالإهانة”، عندها يمكن ان يفعل أي شيء، الذين يحرقون انفسهم كما فعل البوعزيزي والآخرون الذين ينتحرون او ينحرون اقرب الناس اليهم، هؤلاء لم يتحركوا الا بفعل الإحساس “بالإهانة”، الفقر الذي هو اقرب صديق للكفر لا يشعرك “بالإهانة” الا اذا غابت موازين العدالة وتحولت المقررات الى وحوش كاسرة تستهدف فئات دون أخرى، التبعية التي لا تشعرك بالإهانة الا اذا كانت خياراً تتنازل معه طوعا عن كرامتك لحساب الحفاظ على مكاسبك، حتى القتل لا يولد فيك الإحساس بالإهانة الا اذا كان رخيصا، ببندقية مستأجرة يستأجرها اقرب الناس اليك.
كل التحولات التي شهدها التاريخ وراؤها سرّ واحد وهو “الإهانة” : حين اهانت الكنيسة الانسان الأوروبي، خرج في الشوارع لكي ينتصر لعقله الذي هو عنوان “كرامته” وحين داهمنا الربيع العربي لم تكن الشعارات التي رفعها الناس في الميادين الا ارتداداً لصوت واحد وهو الإحساس بالإهانة..
هنا فقط، ارجو ان لا يقول لي أحد ان الأخر الذي استعمر بلداننا، والأخر الذي ساهم في قتل شعوبنا، والأخر الذي ضحك علينا كما فعل نابليون في مصر، او كما فعل سايكس وبيكو، او كما فعل بوش في العراق او ترامب حين استضفناه، هم الذين اهانوا ذاتنا العربية، لا اننا فعلنا بأنفسنا ما فعلناه من اهانات حين تولدت لدينا “القابلية” لاستثمار اهانتهم لنا، والدفاع عنها ايضاً.
ما الذي يملكه الانسان “المهدور” الكرامة حين يشعر ان ذاته مجروحة ومهانة، هل يمكن ان نفهم الآن لماذا يقتل الأخ اخاه على تخوم الطائفة والمذهب والوطن الواحد، هل يمكن ان نفسّر هذا “التخلف” الذي ما زال يطاردنا منذ قرون، هل بوسع أحد ان يدلنا على تفسير مقنع لما حدث او يحدث في مجتمعاتنا من “تسفل” أخلاقي، ومن دمار على جميع المستويات وفي مختلف المجالات؟
لا إجابة ابداً سوى الإحساس “بالإهانة” فهي وحدها كفيلة بأن تجرد الانسان من انسانيته، وفاعليته، وقدرته على التفكير، وان تعيده الى عصر “الحيوانية” التي لا يوجد فيها وازع او ضمير او اعتبار للكرامة، او حتى رغبة في الحياة.

الدستور





  • 1 ابو ابراهيم 26-05-2017 | 01:06 AM

    هاو تقول لي ساسالك اين عندهم بو عزيزي عندهم تونسي عندهم ارهابي نحن عندنا كثيرل عمرنا راينا اجنبي بريطاني امريكي فرنسي الماني نمساوي حرق نفسه في الشارع كما نفعل نحن العرب عندما تجيبني


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :