facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




كفالة ما بعد البيع .. وانعدام المصداقية


مالك نصراوين
13-12-2008 12:33 AM

شهد العقدين الاخيرين تطورا هائلا في انتاج الاجهزة الكهربائية المنزلية ، سواء من حيث الكم او النوع ، كما شهدت ايضا هبوطا في اسعارها مقارنة مع ما مضى من عقود ، وقياسا الى دخل المواطنين ، بحيث اصبح استبدالها اكثر اقتصادية وانجع من اصلاحها ، فقبل عشر سنوات مثلا ، حدث عطل في جهاز تلفزيون تطلب اصلاحه مائة دينار ، لكننا الان نستطيع شراء تلفزيون جديد ، واكثر تطورا بنفس المبلغ .


لكن ما نلاحظه مع هذا التوسع في انتاج هذه الاجهزة الكهربائية ، والمنزلية منها بشكل خاص ، هو انخفاض مستوى الجودة ، وانخفاض مستوى مراقبة النوعية Quality Control لدى منتجي هذه الاجهزة ، بحيث لم يعد مستغربا تعطل احدها ، بعد عدة اسابيع من الاستخدام فقط ، وغالبا ما يكون العطل ، ناتجا عن تجميع قطع الجهاز من مصادر مختلفة ومن نوعية سيئة ، فقد مضى العصر الذهبي لاتقان هذه الصناعة ، بعد ان توقفت الدول التي اشتهرت بانتاجها عن صناعتها ، واوكلت هذه المهمة الى مصانع اقيمت في دول اخرى ، تنخفض فيها تكلفة الايدي العاملة ، فانخفضت تبعا لذلك جودة المنتجات ، فمن المستحيل ان تجد اليوم جهاز تلفزيون من صناعة اليابان ، حيث كانت عبارة Made in Japan المدموغة على الجهاز ، هي علامة الجودة العالمية ، وهي شهادة ثقة بجودته .


هذا لا ينفي ابدا وجود صناعات عالمية جيدة ، ونفس الحال للصناعات الوطنية ، التي اثبتت اغلبها جودتها العالية ، لكن المشكلة هو في التوسع الافقي لهذه الصناعات ، بحيث اصبح المواطن يجد خيارات عديدة ، ومن اسماء مشهورة ايضا ، سواء محلية او اجنبية ، ليفاجأ بعض المواطنين بسوء هذه الصناعة بعد الاستخدام ، فيعيش بعد ذلك معاناة "كفالة ما بعد البيع " التي فقدت مصداقيتها مع تجربة الكثير من المواطنين لها ، بل ليجد انها عند البعض ليست الا نصبا واحتيالا ، لاغراء المواطن بشراء المنتج ، ثم تتوالى مبررات التهرب من الصيانة حسب الكفالة ، فلم تعد السمعة ذات اهمية عند المنتج او الوكيل ، فالطلب يتزايد على هذه المنتجات ، واغراء الاسعار احيانا ، يجعل المواطن يغض النظر عن النوعية وعما سمعه من عيوبها .


يختلف الضرر الذي يلحق بالمواطن نتيجة سوء المنتج ، فعندما يحدث العطل في جهاز تلفزيون مثلا ، يكون الضرر معنويا فقط ، اما عندما يحدث العطل في جهاز فريزر او ثلاجة ، فالضرر معنوي ومادي ، فعند حدوث عطل في الفريزر الذي يحوي كل مستلزمات المنزل لاسابيع واشهر قادمة من مختلف الاغذية ، فانها تصبح غير صالحة للاستهلاك وتتلف ، فقد تكون خسارة المواطن معادلة لثمن الفريزر نفسه ، وان استمر تعطل الجهاز لعدم نجاعة الصيانة ، تستمر الخسارة لفترة اطول وتتصاعد قيمتها ، اضافة الى الأذى النفسي والمعنوي ، والذي بدوره يتضاعف ، عندما يكتشف المواطن نصب واحتيال الوكلاء والمنتجين لهذه الاجهزة .


لقد عشت هذه التجربة بنفسي ، عندما اشتريت نهاية العام الماضي فريزر من صنع ايطالي ، وثمنه يعادل تقريبا ضعف ثمن الانواع الاخرى ، وتوهمت انه سيكون من نوع ممتاز ، ثم بدأ يجمع الثلج مع ان مواصفاته عكس ذلك ، المشكلة عندما اتصلت مع الوكيل بالكرك ، ثم المماطلة من الوكيل في عمان ، ولم يحضر احدا منهم الا بعد اسبوعين ، اضطررت خلالها للعودة الى الفريزر القديم ، ويبدو ان من حضر هو السائق ومساعده ، وليس فني الصيانة ، لقد اكتشفت انه يفهم بالفريزرات بمقدار فهم جدتي بعلم الفضاء ، يسأل عن فتح الباب باستمرار، وعن بعده عن الحائط وعن ضعف الكهرباء ، وعن امور تافهة ومن البديهيات ، واكتشفت ، وانا مهندس لي معرفة جيدة بهذه الامور ، انه فقط قادم مع السائق الى محافظات الجنوب لنقل البضاعة للوكلاء ، وان حضوره في وقت متاخر بعد اتمام جولته ، هو فقط لرفع العتب ، طبعا تكرر الامر مرات ومرات ، وتكررت المماطلة في الحضور ، الى ان دامت اشهرا ، والوضع على حاله ، الوكيل في عمان يماطل ولا يحل المشكلة ، وكذلك الوكيل بالكرك ، ولقد سمعت ايضا عن حالات كثيرة مشابهة ، اختلفت تفاصيلها ونهاياتها .


انني هنا اطالب وزارة الصناعة والتجارة ، ودائرة المواصفات والمقاييس ، ان تتدخل في مثل هذه الامور ، فمن غير المعقول ان تحال مئات الحالات المشابهة او اكثر الى القضاء ، ويستمر الضرر على المواطن بانتظار الفصل فيها ، لا بد ان يكون هناك دائرة معينة تتابع شكاوي المواطنين ، او على الاقل تاخذها بعين الاعتبار عند الموافقة على استيراد المنتج ، الذي تتكرر الشكوى حوله .

m_nasrawin@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :