facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الفن سعادة


محمد رضا
31-05-2017 05:28 PM

على عكس ما يعتقد كثيرون، هناك فن في كل جوانب حياتنا: فن المعمار، فن النحت، فن الرسم، فن التمثيل، فن الإخراج، فن التصوير، فن التأليف الموسيقي، في الهندسة وفي العلم وفي التجارة، وحتى في الكلام.
ليس هناك من فن رديء؛ لأنه إذا كان رديئاً فهو ليس فناً في الأساس. فالفن هو دفع كل عناصر عمل ما لكي يأتي أقرب إلى الذروة في التكامل.
الفن أوجده الله تعالى فيما خلق. انظر إلى نفسك وتمعن. انظر في الشجر على اختلافه، في الأصوات على تنوّعها، في الطيور وفي الأسماك وفي الطبيعة، سواء أكانت صحراء أم جبالاً شاهقة. ليس هناك من صدفة في هذا الخلق ولا زلة. حين تجلس الحمامة فوق بيضها فإن ذلك من فن الخلق، كذلك عندما يضب النورس جناحيه. لا يضبهما، حين يحط، وراءه دفعة واحدة، بل على دفعات مثلما يخلط اللاعب أوراق «الكوتشينة» إنما بجمال وبطبيعة، ومن دون أن يخسر ريشة واحدة.
لكن لماذا نحتاج للفن في حياتنا؟ ما قيمته؟
الفن يجعلك تشعر بأن هناك دائماً شيئاً آخر بجانب ما تراه. بعد جميل وحس أنيق في وجدانه. اللوحة الجيدة تجعلك تقف أمامها غير قادر على مغادرتها. شيء ما يخالجك أو يتواصل معك بسببها. إذا ما كانت وجهاً تريد أن تفهم نظرته، إذا ما كانت طبيعة تريد أن تكون جزءاً منها. كذلك التصوير، ملايين الصور تلتقط كل يوم، معظمها لا يصلح، لكن ما يصلح منها هي تلك التي يعرف المصوّر متى يلتقطها وكيف يلتقطها بحيث يمنحها بعداً.
الفن بالتالي يجعلك قادراً على التفكير.
هل تستطيع أن ترى فيلماً لفديريكو فيلّيني أو أكيرا كوروساوا، أو أن تشاهد لوحة من ريشة رمبرانت أو كلود مونيه أو تيتيان، أو أن تسمع موسيقى من بيتهوفن أو موتزار، أو قطعة جاز من هيربي هانكوك أو أوسكار باترسون أو أحمد جمال، من دون أن تفكر في العمل الذي تراه أو تسمعه وبمن أنجزه؟
طبعاً عليك أولاً أن تحب هذا الفن أو ذاك، لكن ليس هناك من داع لأن لا تحبه. كل شيء يتكون في حياتنا نتيجة الثقافة والعادة. الجموع التي تحب «الطقاطيق» الفنية هي التي تشاهد المسلسلات التلفزيونية العقيمة، وهي التي لا تستطيع أن تقترب من فن ما؛ لأنها حكمت على نفسها بالابتعاد عما هو أرقى.
الإنسان يخاف مما يجهل، حتى ولو كان ما يجهل هو فعل فني لا يمكن له مطلقاً أن يضر. إلى جانب أنه يجعلك تشعر بشيء إيجابي حول الحياة، وإضافة إلى أنه يدفعك للتفكير يؤدي بك أيضاً إلى مراجعة نفسك والعالم الذي تعيش فيه. تأخذ بالنظر إلى الأشياء على نحو مختلف وتقدر جمالها. هذه النملة وكيف تمشي، وتلك الفراشة وكيف تطير، وذلك الحصان وكيف يعدو. كل ما في هذا الكون خلق بفن رائع ومتجانس وراق. نحن الناس من لا ندرك ذلك ولا نحسن تذوقه وتقييمه. بعضنا بالطبع وليس كلنا، لكن هذا البعض كثير، ومع استمرار حياتنا على النحو الخالي من الفن نتيجة الابتكارات التقنية وتداخل مصالحها على حساب الفن والروح، فإن هذا البعض هو الغالب للأسف.
الفن متعة تمتد عبر الزمن. حياته طويلة. والفنان هو شخص سعيد حين ينجز عملاً ويهبه لمتذوق سيكون سعيداً حين يسمعه أو يراه. أليس هذا سبباً كافياً لكي نحبه؟
الشرق الأوسط اللندنية





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :