لم اعتد متابعة مسلسل " باب الحارة " على مدى اجزائه الطويلة، ولكن هذا الموسم الرمضاني شاهدت حلقات مشتتة ومتفرقة من المسلسل. و اعتقد أن الجمهور المتابع للمسلسل مصاب بالبلادة و الخواء الذهني ، فالمسلسل مليء بالتشوه التاريخي و الضعف الدرامي بل الرداءة .

المسلسل الذي يقدم سنويا على شاشة mbc ويدر ذهبا على لصناعه ، لا يقدم الا خواء درامي يعيد تدوير التخلف و انتاج الهبل على شاشات التلفزيون ، احداث خرقاء ، لا تم بصلة بالواقعية الدرامية و لا تشبه الفنتازيا ، مجرد ضحك سخيف على الدقون .

لمجرد متابعتي القصيرة للمسلسل اكتشفت عيوبا درامية في بناء الشخصيات الفنية والحوار وصناعة الحبكة وغيرها .فهل وصل الاستهزاء بالمشاهد العربي لهذا المستوى ؟ فالمسلسل يقدم صورة تاريخية واجتماعية مشوهة عن البيئة الدمشقية .

فأين باب الحارة من مسلسل بمستوى "ابو كامل وحمام القيشاني" واعمال اخرى وثقت في الذاكرة الدرامية العربية صور سياسية و اجتماعية من تاريخ دمشق الحديث ؟

بالطبع ، أكثر ما هو لافت في متابعة باب الحارة أن الزمن ثابت و متوقف ومعطل ، وأن الشخصيات لم يطرأ عليها أي تغير فسيولوجي ، والرؤية الاخراجية معدومة لنص مشتت ومبعثر و لا يمت بأدنى صلة بالفن الدرامي .

وكما يبدو فانه في كل موسم رمضاني يجيد صناع المسلسل تدوير اوهام وخرافات درامية تعرض تحت سطوة جماهيرية mbc التي لا ينازعها منافس على الاقمار العربية ، وبث المسلسل في اوقات الذروة و انفتاح شهية المعلن لكذا اعمال درامية استهلاكية هابطة ، وقبل كل ذلك سخافة و سطحية جمهور المشاهدين .