facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




انسداد الوحدة العربية الكبير


د. عاكف الزعبي
13-06-2017 03:36 PM

اليهود عقدوا قيام دولتهم واصلاح عالمهم على مجىء المسيح المخلص وانتظروا قروناً طويله دون ان يأتي ، ولا نعتقد ان احداً يرحب بمجيئه اليوم . المسلمون الشيعه ربطوا ادارة الدوله بوجود امام من نسل الامام علي ، ولما غاب آخر ائمتهم ( المهدي المنتظر ) ظلوا على طول انتظار لعودته ، وهو لليوم لم يعد ولا نظنه سيفعل . العرب فعلوا ما فعله اليهود والشيعه وظلوا ينتظرون عندما رهنوا تقدمهم وسيادتهم ومستقبل اجيالهم بقيام الوحده العربيه ، وهي في كل يوم تصبح ابعد من ذي قبل .

فعل العرب في انتظارهم للمجهول الذي لن يأتي مثلما فعل اليهود والمسلمون من المذهب الشيعي . لكنهم لم يفعلوا مثلهم في الرجوع عن مواقفهم لمواجهة الانسداد التاريخي بعد ان طال الانتظار وتبدد الامل. اليهود افتى كبير حاخامتهم موشيه بن ميمون منذ القرن الثاني عشر بعكس معتقدهم التاريخي فجعل قيام دولة اسرائيل شرطاً لمجىء المسيح المخلص وليس العكس ، ما سهل على العلمانيين منهم السعي لاقامة دولة لليهود دون ان يشن عليهم اليهود المتدينون حرباً مقدسه . والمسلمون الشيعه تبنوا نظرية النيابه العامه للفقيه لادارة الدوله بواسطة الولي الفقيه نيابة عن الامام الغائب بدلاً من انتظار عودته . وقد كان اول المفتين بها العالم الشيعي محمد العاملي 1384 م ، ثم من بعده العالم ابو الحسن الكركي العاملي الذي اسس الصفويون دولتهم في القرن السادس عشر بناء على فتواه ، وهي ذات الفتوى التي عمل بها الامام الخميني لاحقاً بعد ان طورها وزاد عليها بما جعل الولي الفقيه معصوماً .

اما العرب فقد ابقوا على الوحدة العربيه شرطاً مسبقاً لتقدمهم حتى اليوم . فلم يخرج من النخب الفكريه والسياسيه والاحزاب العربيه من يفتي للعرب بان تقدمهم يمكن ان يتحقق قبل الوحده العربيه ، ويمكن ان تكون التجربة العربيه القطريه الناجحه هي الطريق للتقدم والوحده كبديل لكون الوحده متطلباً سابقاً للتقدم في اي قطر عربي او في جميع الاقطار . ليتهم اسرعوا في حسم هذا الامر ولم ينتظروا ولا يزالون حتى اليوم. وليتهم فعلوا كما فعل اليهود والشيعه في تراجعهم عن اولوياتهم عندما واجهوا انسداداتهم ، او كما فعل المسلمون السنه عندما لم يجعل علماؤهم من الخلافه شرطاً لشرعية الدول العربيه بعد الدولة العثمانيه .

من قيام الدوله القطريه العربيه وحتى اليوم تعيش الاجيال العربيه المعاصره على ما دسه معلموهم القوميون في رؤوسهم يوم كانوا طلاباً ، ولا يزالون يوقفون عقارب ساعاتهم بانتظار قيام الوحدة العربيه لينطلقوا بعدها في دروب النهضة والتقدم . او على ما دسه في رؤوسهم معلموهم الاسلامويون فربطوا امال وطموحات شعوبهم بانبعاث الامة الاسلاميه وعودة الخلافه . وجميعهم لا يزالون ينتظرون القوميون والاسلامويون ومعهم من استمع اليهم . وفي كل يوم يمضى دون فتوى تنقض فتوى القوميين والاسلامويين تظل الوحده العربيه تبعد اكثر من السابق .

كيف لعاقل ان يجعل من وحدة تجمع 22 دولة لم تجمعها الوحده طوال تاريخها ولو لدقيقة واحده شرطاً للتقدم والنهوض ؟ وكيف له ان يتناسى موانع قيامها في ظل دول قطريه متخلفه ، وانظمة سياسيه مختلفه ، وخلافات سياسيه لا تتوقف ، وتفاوت في مستويات الثروه والتنميه ، وتعدد في القوميات والديانات والمذاهب ، واجندات خاصه لدى جيرانها ، وارادات معاكسه للهيمنه الدوليه ، وانحسار في الفكر التنويري والثقافه الديمقراطيه داخل المجتمع .

حتى ما جد لدى بعض المتنورين من التدرج بالوحده عن طريق التكامل الاقتصادي فهو وحده لا يكفي. ولا بد من الاعتماد على الدولة القطريه الناهضه كلبنة قويه في بناء الوحده بما تملكه من نجاحات سياسيه وتنمويه يجعلها نواة للوحدة ، ونموذجاً تحتذي بها اقطار اخرى ، وتقع تحت تأثيرها المعنوي والمادي والسياسي ، وتحترم توجهاتها للتعاون والتدرج في التكامل على طريق الوحده . بعد ذلك وليس قبله يمكن للدول العربيه ان تفعل ما فعلته الدول الاوروبيه في الترتيب لوحدتها .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :