facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العموش يكتب: فتاوى الصراع السياسي


د. بسام العموش
19-06-2017 03:49 PM

الدين وحي السماء لا يجوز العبث به ولا بيعه ولا استخدامه منصة للقنص ولا الاغتيال ولا الترويج ولا الانتقاص. الدين رسالة العدل والمحبة والوحدة والحوار والتعددية والبناء والإعمار .

من هنا كان العلماء ورثة الأنبياء ينقلون المبادئ للمجتمع و العالم . إن المراقب لأداء البعض يجد أنهم يتلاعبون بالدين لصالح موقف تتخذه دولة أو دول أو حزب أو جماعة وهذا يعني أن الدين صار أداة بيد هؤلاء يستخدمونها وفق قانون المصالح الشخصية أو الفئوية أو السياسية .

ألم نسمع الفتوى التي تم إصدارها يوم طار السادات الى الكنيست مستدلين بالآية الكريمة ( وإن جنحوا للسلم فاجنح لها ) وترافق هذا مع صورة جناح الطائرة التي استقلها السادات !! ألم نسمع فتوى مؤتمر بغداد قبيل حرب الخليج والقاضية بتحريم الاستعانة بالمشركين !! بينما صدرت فتوى في مكة المكرمة تجيز الاستعانة بالمشركين !!!

واليوم ومع بروز الخلاف الخليجي الخليجي على السطح تطايرت الفتاوى هنا وهناك هذه تحيز قطع العلاقات وما تبع ذلك من إغلاق الحدود وتلك تحرم كل ذلك !! ولقد صارت المؤسسات الدينية تحت الأوامر الرسمية وكان الجدير بها أن تبقى في دائرة الخطوط العريضة للاسلام الداعي إلى وحدة الصف والحوار وحل المشكلات بعيدا" عن التدخلات الأجنبية التي يهمها أن نختلف ونتقاطع ونتحارب ونشتري السلاح ليقتل بعضنا بعضا" .

كان الجدير بالعلماء ورثة الأنبياء أن يكونوا مع وحدة الصف والاخوة والاحسان لا أن يصبوا الزيت على النار .

الشأن الإداري تقدره الدول وهي تتحمل مسؤوليته ولا ينبغي العلماء أن يكونوا تحت الطلب وتحت الأمر والتوجيه لأن مهمتهم مهمة الأنبياء وهي الاصلاح لا مهمة الحكام التي هي مهمة إدارية يقدرونها ويسألون عنها .

هل نقبل ان يصبح النص القرآني مستخدما" حسب الموقف ؟ لقد رأينا من يحرم خوض الانتخابات عند المقاطعة لقوله تعالى ( ولا يشهدون الزور ) بينما يستدل على الوجوب بالقرآن نفسه اذا كان الموقف مشاركة من خلال قوله تعالى ( ولا تكتموا الشهادة ) . إن الدين أسمى من هذه التصرفات سواء صدرت من فرد أو جماعة أو حزب أو دولة .

ولا تعني بهذا الإقرار بالعلمانية بل نعني أن لا يكون الدين تبعا" للهوى كما قال تعالى ( أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا" ) لأن طبيعة الإسلام الشمول لكن المطلوب عدم الخلط بين الثوابت وبين الأمر التقديري الذي يقرره الإداري المعني وليس المفتي .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :