facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ارحمونا ..


سالي الاسعد
20-06-2017 03:58 AM

عشرون عاما اتنقل بين عواصم الخليج العربي لم تزدني الا قربا روحيا من بلدي وتعلقا قلبيا بكل اخبارها الحلوة والمرة..
غربتنا كانت باختيارنا فيما غربة اولادنا كانت اجبارية فرضناها عليهم بحكم طموح مهني ولا اخجل بان اضيف طموحا ماديا أيضا الا ان ما يشفع لنا اننا سعينا دوما وأبدا لنكون سفراء مشرفين لبلادنا فلم ننس بل تشبثنا أكثر فأكثر بقيم الاصالة والكرم والمروءة التي تطبع الانسان الاردني منذ ميلاده .. فاستحق وبجداره ان يحمل شعبها لقب ((النشامي))

مغريات الحياة الحديثة في دبي التي تجعل ابناءنا مراهقين وشباب يعيشون التطور التكنولوجي وكأنهم في قفزة نحو المستقبل ما يلاقى هوى كبير في أنفسهم.. دقت العديد من أجراس الانذار في راسي .. الى متى
وهل يفيد ابناءنا الانغماس في الحداثة والمدنية فقط أين الجذور وهل يقف الواحد منهم شامخا صلبا في مواجهة أزمات وصراعات الحياة ان لم يكن عميق التعلق بجذوره؟؟؟
من هنا انطلقت فكرة "اعرف بلدك" لتعميق انتماء ابناءنا لوطنهم رغم الغربة الطويلة وبعد المسافات الزمنية المكانية بينهم وبين مسقط رأس آبائهم وأجدادهم.... الفكرة اثمرت مجموعة من الشباب الواعي بتاريخ وثقافة البلاد والاجداد متشبث بالعودة سنويا لبلده صيفا وشتاء وكلما أمكنه ذلك وسنستمر بعون الله .
من يومين وفي حوار مع مجموعة من الشباب اثناء استعدادنا لترتيبات جولة (5) من "اعرف بلدك" تناقشنا فيها حول الوطن والتنمية والتطوير وطموحاتهم فوجئت بكم الحزن واليأس الذي أطل من بين كلماتهم ..
خالتو كيف بدك ايانا نحب نرجع عالاردن ونعمل مشاريع بالاردن ونستثمر بالاردن وكل يوم في أخبار وتقارير عن فساد ووواسطات ومحسوبيات تسد النفس وما في محاسبة..
ليش أنا أفكر أرجع عالاردن أعمل مصنع او شركة هناك وانا ممكن اعملها هون ولا بتركيا ولاحتى اهاجر عاميركا والاقي مليون فرصة أفضل... عالأقل رح يقيموني على كفائتي وتعبي وشهادتي مش على أنا ابن مين ومين واسطتي...

لا استطيع ان اصف لكم شعوري وصدمتي فهؤلاء الشباب الذين تحولوا من اندفاع ملحوظ نحو الوطن تحولوا لكتلة احباط ... شباب شغوف بمتابعة الشأن الاردني يوميا عبر السوشيال ميديا رغم انه يجيد الانجليزية اكتر من العربية شباب أفحمني واضاف عقدة للساني الملسون بطبيعة عملي والحقيقة لم استطع الاجابة وقصص الاسبوع الماضي وتداعياتها غير خافية عليكم ...

جلست أفكر بيني وبين نفسي الى متى يبقى جانب لا يستهان به من الكبار سببا في سد نفس الشباب الطموح عن الابداع في بلادهم او حتى مجرد احياء فكرة العودة لبلدهم بما اكتسبوا من مهارات وخبرات بالخارج.. وبما جمعه اباءهم من رؤوس اموال بلدهم أولى بها.

ولم يمض نهاري وأنا في حيرة من امري حتى اطل علينا خبر مشاركة جلالة الملك بنفسه بقوامه الممشوق وجسمه الرياضي الذي لطالما كان مثار اعجاب الشباب في محيطي كقدوة ومثل أعلى وهو يطفئ بنفسه حريق الكمالية الى جانب نشامي الدفاع المدني... ليضيء المشهد الأردني ويعيد للشباب ايجابية الروح والحماسة أن بلاده بأمان وفي أيد أمينة..وأن رأس الهرم فيها مستعد للتضحية بنفسه من أجل بلده... في حين يحرق حكام بلادهم من أجل مصالح شخصية

هنا عادت لي الروح مجددا وتأكدت أن الأمل في بلادي لايزال موجودا.. وأن عمالقة الواسطات والمحسوبيات الذين أسهموا بتطفيش أجيال من الشباب الأردني المؤهل وأضاعوا على بلدي فرصا لاتعد ولا تحصى ... هؤلاء الديناصورات لن يزيدوا عن كونهم قلة ... لن تفلح في زعزعة الوطنية والانتماء التي نعمل جاهدين كآباء وأمهات في الغربة على زرعها في نفوس ابناءنا.. ما دام رأس الهرم يسطر التاريخ بتفانيه من أجل شعبه.

حمى الله بلادي ودام عزك يا أردن.

* الكاتبة إعلامية أردنية /دبي.





  • 1 عيسى المعاني 20-06-2017 | 04:38 AM

    انا لست مغتربا ولكنني اتعاطف مع المغتربين واتعاطف مع ما تفضلتي به اخت سالي ، فأنت ذهبتي الى الفكرة مباشرة وبدون مجاملة واعترفتي ان فكر شبابنا في الخارج هزمك لانه يتحدث من واقع معاناة وخيبة امل لما آلت اليه اوضاعنا ، نسأل الله عز وجل ان يهيظ لنا من امرنا رشدا

  • 2 السفير الدكتور موفق العجلوني 20-06-2017 | 04:52 AM

    بوركت ايتها الاردنية الاصيلة ، و بار الله فيك على جهودك الطيبة المباركة ، نعم ان ما تفضلت به واقع نعيشه و يعيشه ابناؤنا في الخارج .

  • 3 انداري 20-06-2017 | 12:08 PM

    انداري

  • 4 حسين القطش 20-06-2017 | 03:23 PM

    مقال في منتهى الروعه بارك الله فيك يا اخت سالي

  • 5 مواطنة 20-06-2017 | 04:56 PM

    شكرًا سالي، الحنين للوطن لا ينقطع


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :