facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عوز التفكير النظمي في مؤسساتنا التعليمية


د. عادل الهاشم
26-06-2017 04:52 PM

يعد التفكير النظمي ركيزة أساسية في اتخاذ القرارات وحل المشكلات في ظلّ التطورات المتسارعة في شتى الميادين سواء كانت أنظمة اجتماعية أو سياسية أو تعليمية، حيث أن التفكير النظمي يعتبر ضرورة حتمية للتعامل مع متطلبات العصر وما يشهده من ثورة في الاستثمار في تكنولوجيا المعلومات وبما أن النظام التعليمي إذا ما نظرنا إليه كنظام فرعي من النظام الكلّي ومدى مساهمة هذا النظام بشكل إيجابي في تطور الأنظمة الأخرى، الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، حيث أشارت عديد من الدراسات إلى الفجوة العميقة في الجسم التعليمي سواء كان على مستوى الجامعة الواحدة أو على مستوى الجامعات كجسد واحد.

تتقوقع مؤسساتنا التعليمية في اتخاذ قراراتها وحل المشكلات بمعزل عن العلاقات والتأثيرات المتبادلة مع الأنظمة الأخرى، إضافة إلى ذلك عدم وجود تكامل حقيقي وموائمة في التخطيط الاستراتيجي على المستوى الداخلي بين وحدات العمل ووحدة تكنولوجيا المعلومات، ناهيك عن التكامل في التخطيط الاستراتيجي التعاوني مع الأنظمة الأخرى وهذا ما ركز عليه جلالة الملك في الورقة النقاشية السابعة بأنه "لا بد من أن نعمل دون تردد أو تأخير يداً واحدة مؤسسات، معلمين، طلبة وأهالي لتحقيق مبتغانا" وهنا إشارة صريحة ونظرة شمولية ثاقبة للتفكير في أبعاد المنظومة ككل لكن للأسف ما زالت مؤسساتنا خجولة ومترددة في الرد على تحديات العصر والاكتفاء بمبادرات الترميم والترقيع بمثابة عمليات تجميلية لإخفاء التشوهات في جسم التعليم العالي ولا يخفي على أحد بأن هناك تشوهات كثيرة في الجسم التعليمي من أهمها الطرق التقليدية في التعليم والتلقين في نقل المعلومة ونقل المعرفة على الرغم من الاستثمار الكثيف في تكنولوجيا المعلومات في جامعاتنا ومؤسساتنا التعليمية وهذا يقودنا إلى افتقار الموائمة في التخطيط الاستراتيجي على المستوى الداخلي والخارجي وعدم استغلال التكنولوجيا المستخدمة بالشكل الصحيح من خلال إعادة هندسة عمليات العمل الأكاديمية مما يجعل الاستثمار في تكنولوجيا المعلومات هدر لأموال هذه الجامعات، وعلى الرغم من الاستثمار الكثيف في تكنولوجيا المعلومات وتوفر البنى التحتية لتكنولوجيا المعلومات في مؤسساتنا التعليمية ما زالت تمارس أعمالها التقليدية والورقية في عمليات العمل الإدارية والأكاديمية وهذه كلف مالية إضافية تزيد من أعباء الجامعات المالية كما أن عدم استغلال الأدوات التكنولوجية في صقل مهارات الطلبة لتبني أدوات اكتشاف وامتلاك ومشاركة وتطبيق المعرفة كعمليات أساسية في إدارة المعرفة خصوصاً أننا نعيش في عصر يعتمد على المعرفة كأساس للتطوير والنمو وهذا أيضاً ما تم الإشارة إليه في الورقة النقاشية السابعة لجلالة الملك بأنه "لن نستطيع أن نواكب تحديات العصر إلّا بأدواته المعرفية الجديدة وإن تحقيق الإصلاح الشامل يرتبط ارتباطاً وثيقاً من النهضة التعليمية كما أنه لا يمكن أن يتحقق ذلك إلا بمناهج دراسية تفتح أمام أبنائنا وبناتنا أبواب التفكير العميق الناقد"، فهل يا ترى ستبقى جامعاتنا خجولة في اتخاذ قرارات جريئة وخجولة في نظرتها الضيقة بعيداً عن التفطير النظمي في حل المشكلات التي تواجهها؟ وكذلك هل ستبقى مترددة في تطبيق وإفراز النقاط النقاشية على أرض الواقع كجهد تكاملي بعيداً عن الحلول الجزئية؟

على الرغم أن هناك خطوات ملموسة باتجاه تصويب الأوضاع الأكاديمية من قبل بعض إدارات بعض الجامعات كجامعة البلقاء التطبيقية فيما يتعلق بالتعليم الالكتروني والاهتمام بمعايير الجودة والتصنيفات العالمية التي تغفل عن أهميتها مؤسساتنا التعليمية إلّا أنه ما زال هناك قصور في المنظومة التعليمية في الجامعات ككل.

ليس هدفنا النقد أو المديح بقدر ما هو إبراز نقاط الضعف ومعالجتها، على الرغم من وجود نقاط قوة لا يمكن الإغفال عنها في مسيرتنا التعليمية على مستوى الوطن العربي حيث نصبو إلى مستقبل أفضل يحمل في طياته الابتكار والإبداع.

alhashemresearch@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :