facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




دروب الطيب


د. محمد عبدالكريم الزيود
30-06-2017 12:25 AM

ثمة طريق تربط ما بين قرى " المسّرات" جارات " العالوك " وما بين "إسعيدة" (الهاشمية لاحقا) ، كخيط حرير يحيكُ ويرتقُ قرى الزرقاء الغربية بشرقها ، ذاك الطريق الذي خطّها الناس رغم وعورتها وهم يرتادونها سيرا على أقدامهم أو محمولين على الدواب ، ينقلون ما تيّسر من تجارة الحطب والحليب ويعودون وقد ملأوا جيوب "الخرج" بحاجيات مشتراه لا يجدونها في بساتين ومروج القرية .
عادة تكون السروة مع الفجر ، يعبر الذاهبون سناسل القرية نحو " صروت " إلى " الحوايا " ثم ينزلون مسيل الماء ما بين التلال والأودية إلى " عين أبو خشيبة" حتى يصلوا إلى " سيل الزرقاء" .. وهناك من يتجه إلى " السّحارة " التي تغفو على كتف " وادي الطبل" ، ثم يقطعون" سيل الزرقاء" الذي كانت ترتفع مياهه حتى يكاد بصعوبه أن تجتازه ، وهناك يقف القصّيب مع الشجر على حواف السّيل ويشكّلان صفّين من الحرس ، ثم يمرّون من "طواحين عدوان " حارسة السيل هي و"خريسان " حيث ينام (فيلها ) في خيال الأطفال ويظل مستيقظا في حكايات المساء ، ثم يصعدون نحو تلال "المطوّق" وعيون " القنيّة" حيث تنتصب قبور (الدولمن ) كمآذن صامتة ، تشرف على المارين نحو " الحصب" ومراعيها حتى تطلّ على "ودعة" وعلى بساتين وكروم "غريسا " وبيادر " المضينيّة" ... أو ربما ينعطفون جنوبا نحو " حسيّة " و عين "السخنة " ويسلّمون على رعيان " الشيشان " هناك وهم يسقون أبقارهم .
كان الناس مخيّرين في شراء حاجاتهم وفي تنقلهم نحو المدينة إما الذهاب شرقا إلى الزرقاء ، أو غربا نحو جرش وزيارة أسواقها وتجارها من " الشوام " و" العقدات " ، يصعدوا إلى " المصطبة " مرورا "بجبّة" ، أو يذهبون نحو عمّان لإكمال معاملة في دوائر الحكومة ، مرورا " بالمنط" نحو " مرصع " وإنتهاءا بطريق " البقعة " ثم " صويلح " ... هكذا كانت العالوك والمسرّات تتوسط المدن كالقلب ، تارة يتبعونها لجرش وتارة إلى الزرقاء حتى إستقرّت مع الاخيرة في بداية الثمانينات عندما تم فصل لواء الزرقاء عن محافظة العاصمة وتم إنشاء محافظة الزرقاء .

كلما مررتُ بهذه الدروب والأماكن ، تذكرتُ أبناء ذاك الجيل الطيب من جدودنا وآبائنا من عاشوا شظف الحياة وكيف تعبوا وكدّوا ، وحافظوا على الأراضي والبساتين والمروج من البيع .. ذهبوا ولم يبق إلا ذكرهم الطيب .. فسلام عليهم وعلى من حافظ إرثهم .





  • 1 صدقت وحسرة 01-07-2017 | 11:04 AM

    إنه يا عزيزي الإنفجار الإنجابي والسكاني + تدمير الحياة الريفية المنتجة على يد سماسرة الآراضي المتحالفين مع موظفي الأمانة والبلديات ......


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :