facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"الطلق الهدام" كيف نوقفه؟


م. أشرف غسان مقطش
01-07-2017 09:22 PM

في ظل الجهود الجبارة التي يبذلها المسؤول والإجراءات الشديدة التي ينفذها لمكافحة ظاهرة إطلاق الأعيرة النارية في المناسبات الاجتماعية، أتساءل: هل نجح المسؤول بتقليص حجم هذه الظاهرة؟ وهل استطاع المسؤول تخفيض نسبة عدد حالات إطلاق الأعيرة النارية الى عدد المناسبات الاجتماعية؟

لا أعتقد بذلك، بل لربما حصل العكس تماما لمراده ومرامه!

إن تشخيص الداء يحدد الدواء. والتشخيص يبدأ عادة بأسئلة "لماذا وأخواتها"، ثم يجري الفحوصات اللازمة والصور المطلوبة، وبناء على إجابات الأسئلة ونتائج الفحوصات ومخرجات الصور يقرر التشخيص العلاج الناجع والدواء النافع للداء الشائع، وآخر الدواء الكي.

وما يناظر التشخيص بالنسبة للظاهرة مدار البحث هو الدراسة العلمية والإحصائية،

فهل قام المسؤول بدراسة هذه الظاهرة؟ أقصد هل جلس المسؤول مع كل شخص أطلق العيارات النارية وسأله: لمادا تفعل ذلك؟ ما الدي دفعك إلى القيام بذلك؟ بماذا تشعر حبن تتصرف هكذا؟ ما هو مستواك التعليمي؟ أأمي أنت أم أنك تركت المدرسة في الصف الخامس الأساسي مثلا؟ أم أنك جامعي؟ هل انت عاطل عن العمل؟ وان كنت تعمل فما هو عملك؟

هل طلب المسؤول من أطباء نفسيين وباحثين اجتماعيين ومختصي علم نفس الجلوس مع كل من أطلق العيارات النارية ليقوموا بتحليل شخصيته ودراسة الحالة النفسية والاجتماعية له؟

أكاد أجزم بأنه لم يفعل ذلك قط!

يقول المثل: ادا عرف السبب بطل العجب! وسبب استفحال هده الظاهرة المشؤومة سوف يظل لغزا في ظل غياب دراسة علمية موضوعية حيادية تحلل شخصية كل نشمي أرعن تسول له نفسه العبث بسلاحه لغرض التباهي والتفاخر، وتدرس الحالة النفسية والاجتماعية له، لتوضح لنا الدوافع التي دفعته للقيام بمثل هذا العمل المتهور والحوافز التي حفزته على مثل هذا التصرف الطائش.

وسوف يظل السبب وراء هده الظاهرة الممقوتة حزورة المواطن وفزورة المسؤول طالما انه لا توجد دراسة احصائية تبين لنا الفئة العمرية التي تنتمي إليها النسبة الأعلى من مطلقي العيارات النارية، وتظهر لنا المستوى التعليمي للنسبة الأعلى منهم، وتحدد لنا فيما ادا كانت النسبة الاعلى منهم عاطلة عن العمل ام لا. وتشير لنا الى المناطق التي تكثر فيها هده الظاهرة والمناطق التي تقل فيها، وماهية بيئات كل من هده المناطق ريفية كانت ام بدوية ام مدنية.

يقول الفيلسوف الإنجليزي فرانسيس بيكون: لكي تسيطر على الطبيعة، يجب عليك دراستها أولا. لكن المسؤول عندنا بدلا من دراسة هذه الظاهرة كما اقترحنا اعتقد أن القانون الرادع سيردع النشمي عن هذا الفعل اللامسؤول، متناسيا ان حب النشمي الى لفت الأنظار وخلب الأبصار "شوفوني يا ناس" ربما يكون أشد تأثيرا في نفسه من القانون! وخيل للمسؤول ان سوط الفتوى سيجلد ضمير النشمي إذا ما فكر بحشو مسدسه بالرصاص متجاهلا الأبحاث الاجتماعية الحديثة التي أكدت مرارا وتكرارا ان الضمير والدين امران اعتباريان ونسبيان عند كل الناس. وحسب المسؤول ان ذر التوجيه والتوعية سوف يخمد النار التي تستعر في صدر النشمي وهو يطلق العيارات النارية غافلا عن أن رغبة النشمي في استعراض القوة والعضلات ربما تكون هي الوقود التي تشتعل بها تلك النار و"يا أرض إنشقي وما حدا قدي".

وربما كان هذا النشمي يعاني من عقدة نقص ما تجعله يصول ويجول بسلاحه يطلق منه النار في الهواء غير مبال بنفس قد يهلكها أو عين قد يدميها أو طرف قد يبتره ليشعر بالرجولة والفحولة، أو ربما كان لديه شخصية انفعالية غير متزنة أو شخصية إستعراضية تدفعه الى الضغط على الزناد ليثير في العباد الشعور بالفخر والاعتزاز بالنفس!

ربما نعم، وربما لا، وما أدرانا؟ هل توجد دراسة علمية موضوعية تؤيد أو تعارض ما أقوله؟

كل ما هو موجود هو تطبيل على طبل القوانين وتزمير بزامور الفتاوى و"نفخ بقربة مخزوقة"، بينما الطلق الذي كان عزاما فيما مضى وأصبح هداما فيما نرى ما زال حرا طليقا لا يردعه قانون ولا تصده فتوى ولا يحده نصح أو إرشاد!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :