facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ارهاصات امتحان الثانوية العامة


فيصل تايه
03-07-2017 06:13 PM

يعود من جديد امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة وبوقائعه وأحداثه وشخوصه ، والمستهدف لأبنائنا الطلبة وبنفس السيناريو المعروف باحتياطات إجرائية معتادة لحماية الامتحان وأمنه ضمن الإجراءات الاحترازية المعتمدة ليسير الامتحان كما خطط له ، لكن نسبة كبيرة من طلبتنا الأعزاء ما زالت تستهويهم شهوة النجاح من أجل النجاح فقط وبأي ثمن كان ..

اذاً ستبدأ الجولة الثانية من امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة "الدورة الصيفية " للعام الدراسي ٢٠١٧م .. واغلب الأسر الأردنية - كما تعلمون - تعيش كالمعتاد حالة طوارئ وجوٍ من الخوف والتوتر ، دون مبرر موضوعي أو ذرائعي ، مع تكرار المنهجية التقليدية المفروضة على الطلبة بمنطق مستهلك ، معتبرين أن تلك المنهجية لا تأخذهم الى التحولات الاجتماعية ومنطق حسابات التفكير الأدائية أو الجوانب المهارية اليومية ، أو حتى مهارات التفكير الناقد أو الإبداعي أو الاستدلالي والتي أصبحت بحكم التغيرات التربوية الحديثة مطلب يفرض نفسه ، في ظل المتغيرات المعلوماتية والتكنولوجية ، وبقي الطلبة ايضاً يحملون الأفكار المتعلقة بمستقبلهم الدراماتيكي الذي يعتمد على تحصيلهم التراكمي في الثانوية العامة ، وحسب مقدرة كل منهم على الحفظ والتذكر ليصبحوا – أعانهم الله- مسيرين إلى مستقبل مجهول يُفرض عليهم بمنطق التنافسية (العادلة) والقبول الموحد في الجامعات ، والتي توجه مصير ابنائنا نحو مزيدا من البطالة الهيكلية المقنعة ، بعيداً عن تلبية حاجاتهم وطموحهم ورغباتهم ، فالعصف التساؤلي هو الذي يعيد الطريق نحو هذا المنطق المستشري .

لقد تأملنا الخير بالأفكار التي طرحها معالي د. عمر الرزاز وزير التربية والتعليم ، والمتعلقة بإعادة النظر مع تلك الفوبيا المتكررة والارتقاء بالثانوية العامة من خلال تطوير المنظومة الحالية ، وجميعنا ندرك أن الوزارة عازمة على المضي قدماً في ذلك اعتبارا من العام الدراسي المقبل ، بقصد الوصول إلى صيغ جديدة وتغيير قائم على أسس علمية ومداخل تقنية معروفة مبنية على التخطيط الاستراتيجي والجودة الشاملة وإعادة الهندسة وإدارة المعرفة وإدارة الإبداع اضافة الى الإدارة بالأهداف وكل ما تطلبه الألفية الثالثة من صياغات واستراتيجيات ونواحي تطويرية وما إلى ذلك ، على الرغم من خشية مؤسستنا التربوية الرسمية أن تواجه الكثير من التحديات التي تفرضها طبيعة التغيرات المتعلقة منها بالثانوية العامة ، حيث أن الأمر أكثر من انتهاج مداخل القصد من ورائها أي تغيير منشود ، لذلك عملت الوزارة على تهيئة مسبقة للمجتمع الأردني بشكل عام والمجتمع التربوي بشكل خاص ومجتمع التعليم الثانوي بشكل أكثر خصوصية ، لأننا نعي تماما ان التجارب التي كان هدفها النهوض بالثانوية العامة خاصة في دول الجوار كان مصيرها الفشل رغم جودتها ، إلا أنها لم تراع أبسط أبجديات التغيير المتمثل في التهيئة المسبقة وعدم إحداث التغيير بشكل فجائي ، ومن وجهة نظري الخاصة أجد حتماً أن الإعلام بكل وسائله يجب أن يمارس في ذلك دورًا كبيرا..

لقد ادركت وزارة التربية والتعليم ان امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة بإرهاصاته وصيغته الحالية يجرى سنويا لأغراض عديدة في مقدمتها قياس قدرة الطالب على كم المعرفة الحفظية والتذكرية ومحاسبته عليها ، لا من أجل تحسين العملية التعليمية والاعتماد عليها في القرارات التربوية وغيرها ، فأخذت بالمعايير التربوية الحديثة والقياس والتقويم التربوي المعتمد على الأسس والقواعد الفعالة معتبرة أن مصطلح المحاسبة التربوية ليس له وجود في قواميس التربية والتعليم ، لذلك فقد تنبهت الوزارة ووفق المعطيات الحالية الى ان الممارسات التقويمية المؤسسية لدينا هي ممارسات مكتبية شكلية تمارس بعيدة عن الواقع التعليمي الذي نحن بحاجته .

أما فيما يتعلق بالمنهجية التقليدية المتبعة للتحضير الجيد للامتحان ذلك ما يستوجب إعداداً للقاعات ولجان المراقبة والمتابعة والتصحيح والفرز وما إلى ذلك من طرق للهدر التربوي والتي يمكن معالجتها بطرق فنية فعالة وفق اليات عمل تقنيه حديثة ، وفي ذلك دعوني أتساءل : لماذا لا تجري عملية أتمتة لامتحانات الثانوية العامة ، ولماذا لا تكون منهجية امتحانات الثانوية العامة معتمدة على مجموعة من وسائل التقييم الحديثة المستندة إلى قواعد إجرائية واضحة ترقى إلى مستوى عال من التطور والتقدم ليقيم أداء الطالب بما ينسجم وطموحة وآماله ومسايره له في تحصيله الدراسي عبر مرجعيات تقويم أو بنوك أسئلة مقننة الخصائص السيكومترية باحتراف؟ تمامًا كما في اختبارات التوفل وغيرها.

وفي مقابل ذلك يكون هناك اختبارات للقبول في الجامعات ليتم قبول الطالب وفقها بناء على محكات تختلف باختلاف الكفايات المطلوبة لكل تخصص، بحيث تصبح معايير القبول مركبة من اختبار الثانوية بآليات جديدة، واختبار القبول في الجامعة.. بالإضافة إلى اختبار القدرات ، واختبار للاتجاهات والميول وغيرها من المتطلبات ، من هنا نجد ان المشكلة التربوية القائمة لدينا في الأردن أن الثانوية العامة تحولت من غاية العلم والتعلّم إلى غاية اجتياز الامتحان ..

واخيرا فإننا نأمل ان تصل وزارة التربية والتعليم الى الجودة الشاملة خاصة في الامور المتعلقة بالثانوية العامة والتي تفرضها الضرورات الحتمية ، سيرا بخطوات جادة نحو الأفكار التربوية التنويرية العميقة التي تلبي الطموحات المأمولة ، بعيدا عن كل الارهاصات التي نعيشها كل عام ، ونتحمل جميعا تبعاتها ، فثقتنا بوزارة التربية والتعليم ثقة عالية ، لان العمل الجاد الذي يولد من رحم التخطيط السليم ، هو الذي يبعث الاشراق الذي نثق انه ينطبع في وجدان الجميع ، داعين الله عز وجل ان يوفقنا ويوفق وزارتنا العتيدة لما فيه الخير لطلبتنا الاعزاء

والله ولي التوفيق





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :