facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الدعاية الانتخابية وفن إقناع الجماهير


د. تيسير المشارقة
04-07-2017 10:25 AM

انطلقت الحملات الانتخابية والدعائية لمرشحي البلديات والمحافظات. نحن مقبلون على انتخابات أمانة عمان وبلدية وانتخابات محافظات (لا مركزية) ومقبلون أيضاً على انتخابات نيابية برلمانية بعد حين. لهذا يحتاج المرشحون لتشغيل ماكينات دعايتهم من أجل التأثير والإقناع. وهذا الأمر ليس بالأمر الهيّن، وإنما يحتاج لتجنيد خبراء في الدعاية والإعلام وفنون الإقناع، وخبرة في الانتخابات وشؤونها. فالنجاح في كسب الناس لعبة يتقنها الأذكياء اجتماعياً، والمختصون في سيكولوجية الجماهير.

ليس بالأمر الهيّن إقناع الجماهير العريضة بالخروج من بيوتهم إلى الشارع والذهاب إلى صناديق الاقتراع من أجل انتخاب شخص ما. هناك عوامل كثيرة تُقرر ذلك. ومنها كاريزما المال والنفوذ الاجتماعي والثقافي والغموض السياسي. كما أن مهارة الإقناع تحتاج إلى أشخاصٍ، وعلى درجة عالية من المهنية، فالإقناع فن ودراية وتدريب وخبرة. ـ

هناك أربعة عوامل نحتاجها لإقناع الآخرين. إذا اختل ضلعٌ منها اختلت الموازين، وفقد الناس المستهدفون بوصلتهم. فلا يمكن بناء بيت دون جدرانه الأربعة، وإلا صار البيت مسرحاً مكشوفاً. الناس يحبون الأقوياء، ومن يشبههم. والجماهير العريضة والفقيرة والمسحوقة، تتعلّق بمن يُقدّم لها طوق النجاة، ويفتح لها طاقة الأمل على المستقبل. كما أن الجماهير تبحث عن مرجعية حقيقية.ـ
المرجعيات التاريخية الذكية (الحقيقية: طقس الأسلاف) هي التي تحافظ على المسافة مع كل شخص يقترب منها بحيث تبقى بحاجة إليه. إنه طقس غريب ومدهش، أشبه بـ "الطقوس" لدى الشعوب الوثنية أو القبلية أو البدائية. ما يحدث أحياناً، أن بعضنا لا ينظر في عيون الناس ليقرأ ماذا يريدون، نراهم يخفّضون عيونهم إلى الأسفل.. فيسقطون تحت أقدام الجماهير.ـ
إنهم (أي هؤلاء الناس) يريدون ذلك النموذج الذي يمسك بأيديهم وينقلهم إلى بر الأمان. يريدونه إنساناً ساحراً وجذاباً (خبيراً وصادقاً). الجماهير تحب الخوارق وتنشد إلى الغريب والمدهش. ما يدهشهم يُغريهم ويجذبهم. والدهشة هي صنارة الصيّاد الجماهيري. ومن لا يمتلك عنصر الإدهاش لا يصيد سمكاً. ومن يريد سمكاً "طازجاً" يذهب إلى البحر لا إلى السوق. ـ
الجماهير كتلة صماء كالحائط، أما عملية النفاذ إليها فإنها تحتاج لمهارات متعددة. وإذا لم يمتلك هؤلاء القادة الخوارق قوّة اقتصادية ينبغي عليهم أن يمتلكوا قوّة الإلهام. والإلهام يحتاج لسحر اللغة وصفاء الأفكار وقوّة الخطابة. كذلك لا بد من إضافة الذكاء السياسي في تقديم كل ذلك [ الأفكار في قالب خطابي لغوي رائع ] ضمن سياق يشبه الطقوس الاجتماعية التي فيها لون من القداسة.ـ
هذه الطقسية تحيل الجماهير إلى مرجعياتهم التاريخية وإلى هؤلاء الملهمين من القادة الذين يشبهون الفرسان الذين لا يترجلون عن أحصنتهم إلا نادراً.. تارة ليُربّتوا على رؤوس العوام ، وتارة أخرى للإمساك بأيدي المعشوقات التي خلعت قلوبهم. ـ







  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :