facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




زئير


ماهر ابو طير
25-12-2008 05:04 AM

هذه الدنيا عجيبة غريبة ، فالانسان المطابق للمواصفات والمقاييس هو ذاك الذي يموء ويموء وحسب ، وغير ذلك يصبح ، انسانا خارجا عن القانون ، مطلوبا رأسه ، وقد لايعرف البعض ، ان هناك فرقا يين واحد واخر ، وفرق بين ان تكون او لاتكون ، ايا كانت الارباح او الخسائر.

يروى في القصة الشهيرة ، لزكريا تامر... ان النمر حين تم اسره ذات يوم ، توعد وهدد الصياد ، وكان غاضبا بشدة في قفصه ، وفي صبيحة اليوم الأول زأر غاضبا يريد تناول اللحم ، فلم يرد عليه الصياد الذي احتقره بنظرة ، وعاد اليه في اليوم الثاني ، وهو يزأر بقوة مطالبا بتناول اللحم حتى وهو مأسور باعتباره "النمر"الذي لايجوز امتهانه ، فقال له الصياد ..لايوجد لحم ، وكل ماهنالك هو بضعة اعشاب اذا اردت ان تأكل ، فغضب النمر وزأر من هذه المهانة ، فكيف يأكل العشب ، ورفض بشدة ، وعاد اليه الصياد في اليوم الثالث ، وكان النمر قد بدأ يتضور جوعا ، وتمدد متعبا ، فسأله الصياد هل مازلت ترفض ان تأكل العشب ؟

فأجابه انه يقبل "مؤقتا" بسبب "ظروف المرحلة"صارخا صرخة سمعتها كل الغابة من شدة الغضب.

عاد اليه الصياد في اليومين الرابع والخامس ، بعد ان اعتاد على اكل العشب ، بل صار يميز بين انواع العشب ، ، ونسي اللحم بسبب "ظروف المرحلة" ، وطلب النمر بلسانه حصة جديدة من العشب ، غير ان الصياد قال له ، لن تأكل العشب حتى ترقص ، فزأر النمر غضبا ، فكيف يرقص ، وهو النمر المهاب المهيوب ، وهذه مهانة جديدة يرفضها بشدة ، فتركه الصياد وعاد اليه في اليوم السادس ، وسأله عن حالته مع الجوع ، بعد ان رماه الجوع ارضا ، فقال له النمر انه يقبل ان يرقص ، مقابل حصة من الحشيش ، ناسيا اللحم ، وناسيا رفضه ، جراء "ظروف المرحلة"..فأولم له الصياد كمية كبيرة من الاعشاب ، وجلس يتفرج عليه وهو يرقص..ثم تركه ورحل.

في اليوم الثامن ، عاد اليه الصياد مجددا ، وكان الجوع قد بلغ منه مبلغا ، فطلب منه النمر حصة جديدة ، من العشب ، بعد ان اعتاد عليه ، فقال له الصياد ، ان الشروط اختلفت ، وان على النمر ان يموء مثل القطط ، من اجل ان يحصل على كمية من العشب الاخضر ، حتى يأكل ، فجن جنون النمر وقال للصياد ، لقد قبلت وتنازلت عن اللحم ، وحولتني الى مجرد نمر نباتي ، ثم طلبت ان ارقص ، فرقصت مجبرا ، واليوم تريد ان اموء مثل القطط ، وهذه هي الاهانة الكبرى ، فأنا النمر وتريديني ان اموء مثل قطة ، وهذه اهانة بالغة لن اقبلها حتى لو مت في مكاني ، فأنا النمر ، ولاشيء مثل النمر...وصرخ صرخة سمعتها كل الغابات المجاورة.

عاد الصياد في اليوم العاشر ، وشاهد النمر جائعا هزيلا ، لايكاد يقوى على الحركة ، فسأله الى اين وصل به الجوع ، وهل مازال يرفض ان يموء مثل القطط ، فرد عليه النمر انه يقبل جراء "ظروف المرحلة"ومستعد ان يموء مثل القطط ، غير ان الصياد قال له ، عليك ان تنسى الزئير والغضب ، وان تموء بشكل دائم ، حتى تأكل ، ولا اريدك ان تموء فقط عند الحصول على الوجبة ، بل اريدك ان تموء وتموء ، بشكل دائم ، قبل الوجبة وبعدها ، وتنسى اللحم والزئير ، فأطرق النمر برأسه اسفا ، وقال حسنا انها "ظروف المرحلة"وسوف اموء بشكل دائم ، فقط اعطني حصتي من العشب حتى آكل ، وفي يومه العاشر ترك الصياد النمر في قفصه يموء مثل القطط ويأكل العشب...بل فتح له باب القفص بعد ان أمن شره وتأكد انه اصبح نمرا نباتيا يموء كقطة .

فرق كبير بين "النمور"التي ولدت لتزأر و"النمور"التي ولدت لتموء...أليس كذلك؟

m.tair@addustour.com.jo





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :