facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الشيخ زايد ال نهيان … سيرة باقيه ومسيرة حافلة


علي اليامي
09-07-2017 02:27 AM

أصاب الرئيس الأميريكي الأسبق بيل كلينتون عين الحقيقة حين قال : (إن أي شيء يكتب عن هذا الرجل – الشيخ زايد آل نهيان – لن يفيه حقه .. إنه رجل مؤثر جداً ، و تستطيع أن تحس من ملامحه مدى قوته وأحلامه الكبيرة بمستقبل سعيد لبلاده)… هكذا تحدث كثير من الرؤوساء، والزعماء ، والمفكرين عن الراحل المقيم صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة وباني نهضتها الحديثة أثناء حياته وبعد رحيله، فالرجل لم يكن مجرد رئيس أو زعيم أو قائد وحسب بل كان رمزاً للشموخ والطموح والتحدي ، ونسخة إنسانية نادرة التكرار ، ومستودعاً لرجاحة العقل والفصل فاستحق بجدارة لقب ( حكيم العرب ) لذلك تكون الاحاطة بسيرته الغنية ، ومسيرته المشرقة ضرب من المستحيل إن لم يكن المستحيل عينه .. هنا تتلمس ( الجودة ) أطراف مبتسرة في حياة هذا الرمز العربي الإسلامي الضخم ، والنموذج الإنساني النادر .

صورة مقربة

… ولد الشيخ زايد بقصر الحصن في مدينة أبوظبي عام 1918م وسمي تميناً بجده الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان ( زايد الأول ) الذي حكم إمارة أبوظبي منذ العام 1855م ، وهو الإبن الأصغر للشيخ سلطان بن زايد بن خليفة آل نهيان من زوجته الشيخة سلامة بنت بطي القبيسي . ومنذ صباه كان الشيخ زايد مواظباً على حضور مجالس والده مع العامة والخاصة فشكل ذلك أساساً متيناً لشخصيته وفتح أمامه أبواب الزعامة والقيادة ، وكان زاده العلمي الأول في تلك الفترة القرآن الكريم ، والحديث الشريف، وأصول الدين، واللغة العربية فكان ذلك خير زاد له في مسيرة حياة العامرة .

محطة أولى

تولى الشيخ زايد في العام 1946 م حكم إمارة العين و كانت تعاني الإمارة حينها شحاً كبيراً في المياه والمال والإمكانات وبهمته العالية قام بإنشاء أول مدرسة وأول سوق تجاري وشبكة للطرق ومشفى طبي ، وأعاد النظر في ملكية المياه وجعلها متاحة للجميع وسخرها لزيادة المساحات الزراعية بالإمارة . يقول عنه كلود موريس مؤلف كتاب ( صقر الصحراء ) على لسان الممثل السياسي البريطاني في المنطقة العقيد هيوبوستيد ( أدهشتني الجموع التي كانت تحتشد لدى الشيخ زايد وتحيطه بالاحترام والاهتمام بعد أن شق الينابيع لري البساتين ، وكان يجسد مصدراً للقوة بين مواطنيه)

مرحلة جديدة

… في مايو 1962م عينه أخيه الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان مساعداً له لإدارة شؤون إمارة أبوظبي ، واستطاع الشيخ زايد خلال أربع سنوات في منصبه هذا تنفيذ برنامج تنموي نقل به الإمارة إلى مرحلة جديدة في تاريخها وأحدث اصلاحات غير مسبوقة في قطاعات التعليم والرعاية الصحية والإسكان والبنيات التحتية ، و تولى بناء مؤسسات الدولة الحديثة، والدوائر الحكومية معتمداً على عناصر بشرية وكفاءات من داخل وخارج الأسرة الحاكمة ، و وفر آلاف الفرص أمام الطلاب الإماراتين للدراسة بالخارج في أفضل الجامعات العالمية .

.. وكان الشيخ في العام 1953م انطلق الشيخ زايد في رحلة حول العالم ليعزز خبرته السياسية ويقف على تجارب الحكم عند الآخرين فزار بريطانيا ، و الولاياتالمتحدة، و سويسرا، و لبنان، والعراق، و مصر، و سوريا، و الهند، و باكستان، و فرنسا فزاده هذا الطواف العالمي قناعة بضرورة التطوير داخل الإمارة فبدأ العمل في تنفيذ برامج طموحة للتنمية الشاملة التي استهدفت شتى نواحي الحياة بالتغيير والتبديل، و كان – رحمه الله – يقول (لا فائدة من المال إذا لم يسخر في خدمة الشعب) وشهدت إمارة أبو ظبي بعد سنوات قليلة من تولي الشيخ زايد لمقاليد الحكم بها تحولات جذرية في زمن قياسي حيث تم تنفيذ مئات المشاريع في البناء والتشييد والخدمات التي شملت إنشاء التجمعات السكنية الحديثة، وبناء المستشفيات والعيادات، والمدارس، والجامعات، والهياكل الأساسية للبنية التحتية من طرق وجسور وكهرباء وماء ، وخدمات الاتصال والمواصلات.

قفزة كبرى

عقب إعلان الاحتلال البريطاني عن نيته في الجلاء عن الإمارات في يناير عام 1968م رأى الشيخ زايد ضرورة قيام كيان سياسي موحد يجمع بين أبوظبي ودبي فبدأ حركة مكوكية في هذا الاتجاه حتى انتهت جهوده باجتماعه المشهور مع الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي ( السمحة ) الذي مثل اللبنة الأولى للإتحاد حيث تم التنسيق بين الإمارتين في الأمن والدفاع والشؤون الخارجية ، والخدمات الصحية والتعليمية . ولم تقف طموحات الشيخ زايد عند هذا الحد بل سعى إلى توحيد جميع الإمارات الخليجية ضمن منظومة سياسية واحدة ، وفي العام 1969م تم انتخاب الشيخ زايد رئيساً لإتحاد ضم الإمارات وأعلن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة في العام 1971م من ست إمارات لتنضم لها رأس الخيمة في العاشر من فبراير عام 1972م وانتخب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كأول رئيس لهذا الاتحاد الوليد ، وتحقق الحلم الذي سعى له الشيخ زايد ، وهو الذي ظل يررد دائماً ( إن الإتحاد هو طريق القوة والمنعة والخير المشترك وإن الكيانات الهزيلة لا مكان لها في عالم اليوم ) وأعلن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – رحمه الله – منذ الأيام الأولى لتوليه مقاليد الحكم عن تسخير الثروات من أجل تقدم الوطن ورفع مستوى المواطنين، قائلاً : ( إننا سخرنا كل ما نملك من ثروة وبترول من أجل رفع مستوى كل فرد من أبناء شعب دولة الإمارات العربية المتحدة، إيمانا منا بأن هذا الشعب صاحب الحق في ثروته ) وتحولت دولة الإمارات العربية المتحدة خلال سنوات قلائل من قيام اتحادها إلى دولة عصرية مزدهرة ينعم مواطنوها بالرفاه والرخاء.

الإنسان أولاً

… آمن الشيخ زايد طيلة حياته العامرة بنهج الشورى في إدارة حكم الاتحاد وتسخير كل إمكانات هذا الإتحاد من أجل خير وسعادة المواطنين وجعل من نفسه نموذجاً يحتذى في إدارة الدولة ومتابعة الانجازات التي كان يقف على رأسها بناء الإنسان الإماراتي انطلاقاً من قناعته الراسخة بأن الإنسان هو أساس كل تقدم مسخراً كل مقومات الدولة المادية لتحقيق هذا الهدف ، وهو الذي ما أنفك يردد في كل حين وآن ( إن الثروة الحقيقية تكمن في الإنسان لأنه يمثل روح كل بناء مادي ) ، وتحقق هذا المبدأ في الرعاية الكاملة التي أولاها الشيخ زايد للشباب وحرصه المستمر على دعوتهم للتسلح بالعلم حتى يتمكنوا من خدمة وطنهم على الوجه المطلوب وتذكيرهم بالمحافظة على ما تحقق من انجازات كبرى في الإمارات . وفي المقابل أولى الشيخ زايد اهتماماً خاصاً بالمرأة وفتح أمامها كل الفرص حتى تشارك بفاعلية في نهضة وتقدم الدولة داخل كل المجالات .

آفاق أرحب

لم تقف جهود الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – رحمه الله – على ساحة دولة الإمارات الداخلية وحسب بل كانت تطلعاته أوسع وطموحاته أكبر في تحقيق وفاق عربي شامل وهو الذي يقول : ( إنني منذ بداية الخلافات في العالم العربي وحتى يومنا هذا لم أبت ليلة واحدة مسروراً لأي خلاف بين شقيق و شقيق ) . وقد بذل الشيخ زايد جهوداً مكثفة ومشهودة من أجل تنقية الأجواء العربية وتناسي الخلافات وتوحيد الصف العربي والإسلامي وإعلاء شأن الأمة العربية والإسلامية وتأكيد دورها ومكانتها في العالم. كما تحلّت مواقف الشيخ زايد – رحمه الله – بنظرة صائبة في التعامل مع القضايا الإقليمية والدولية و اتسم بالحكمة والصراحة والشجاعة والوقوف بصلابة إلى جانب الحق والعدل والتسامح من أجل إرساء القيم الإنسانية في العلاقات الدولية وكل ما يحقق خير البشرية جمعاء.

الرحيل المُر

بعد رحلة طويلة من البذل والعطاء حملت كل عناوين الخير انتقل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إلى ربه راضياً مرضياً في شهر نوفمبر من العام 2004م .. نعم رحل واحد من أبرز و أهم الرجال الحكماء الذين عملوا من أجل بناء الإنسان والأوطان، وبذلوا كل ما في وسعهم لخدمة البشرية جمعاء ، و خلفه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة – حفظه الله – ليكمل المسيرة على خطى والده ( زايد الخير) .

نقلاً عن صحيفة الجودة الالكترونية





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :