facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نصابون خمس نجوم


فهد الخيطان
13-07-2017 12:43 AM

لم أعلم أن فنون النصب عن طريق التسول قد بلغت هذا الحد، إلا عندما تبادلت قصتي مع زملاء وأصدقاء.

رجل خمسيني يقود سيارة مرسيدس حديثة وبرفقته ما يزعم أنها زوجته بالإضافة إلى طفلتين. يستوقفك في الشارع بسؤال عن الطريق المناسب لوجهته المقصودة، ثم يبدأ بعرض مطالبه؛ السيارة فرغت من الوقود، وأفراد عائلته لم يذوقوا الطعام منذ الصباح بعد دفع كل ما يملكه للعلاج في إحدى المستشفيات الخاصة.

للوهلة الأولى يخيل إليك أنها قصة إنسانية كاملة المواصفات وتستدعي منك مد يدك على جبيبك فورا وتقديم ما تستطيع من مساعدة مادية. لكن بضعة أسئلة تقفز إلى ذهنك على الفور تجعلك تراجع نفسك قبل أن تقوم بعمل الخير؛ كيف لمالك سيارة مرسيدس لا يكون بحوزته ما يسد نفقات لا تتعدى قيمتها 50 دينارا؟ وإن كان فعلا لا يملك الدفع النقدي، أفيعقل أن شخصا مثله لا يحمل بطاقة الصراف الآلي؟

عندما سردت القصة لأصدقاء تيقنت مما أفاضوا من قصص مشابهة بأننا أمام ظاهرة جديدة للنصب عن طريق التسول تنتمي لفئة الخمس نجوم، ومنتشرة على نطاق واسع.
قال أحد الأصدقاء إنه ذهل ذات مرة عندما توقفت بجانبه سيارة جيب من طراز حديث جدا لا يقل ثمنها عن 70 ألف دينار، يتوسل سائقها مساعدة مادية بعد أن دفع كل ما في جيبه لتصليحها!

وروى لنا عن نصابين يرابطون في سياراتهم عند بوابات البنوك التجارية ومحطات الصراف الآلي ليضمنوا القبض نقدا وعلى الفور حال تمكنوا من كسب تعاطف المراجعين.

الظاهرة تبعث على الحيرة فعلا، ولم أسمع بمثلها في بلدان غير الأردن. وتطرح أسئلة تثير فضولنا كصحفيين وتتطلب جهدا استقصائيا لكشف تفاصيلها وهوية المتورطين فيها. هل يملك النصاب السيارة الحديثة فعلا؟ وإذا كان قادرا على دفع ثمنها فما الذي يجبره على النصب والتسول؟

يمكن التكهن أيضا بأن السيارة عبارة عن أداة نصب مشتركة لبضعة أشخاص، يتقاسمون العائد منها، أو أنها مؤجرة من أصحابها الأصليين بحسن نية أو بالشراكة مع سائقها.

المؤكد أن رجال الأمن العام ودوائر الأمن الوقائي والبحث الجنائي، وبحكم خبرتهم الطويلة مع ظواهر النصب يعرفون حقيقة الأمر، ولا بد أنهم تعاملوا مع مرتكبيها، خصوصا أن السيارات المستخدمة تتنقل في الشوارع وهى تحمل لوحات أرقام تبدو حقيقية، هذا إن لم يكن أصحابها من الدهاء ليستبدلوها بلوحات مزيفة أو مسروقة.

لكن على المستوى الاجتماعي يبدو أننا امام ظواهر فريدة للتحايل والنصب، تتجاوز ما عهدناه من أشكال تقليدية. ولو لم يكن الأمر على هذا النحو، لما كان أحد ليصدق بأن الحال بلغ حدا صار معه أبناء الطبقة الوسطى والأغنياء يتسولون أيضا. أو أن النصابين باتوا أغنياء إلى الحد الذي يمكنهم من ركوب سيارة فارهة، وممارسة "مهنتهم" بطريقة مريحة بدلا من الركض حفاة وراء الناس في الشوارع.

الغد





  • 1 متابعة 13-07-2017 | 06:52 PM

    ممكن أن يكون الشخص سائقا لدى عائلة ميسورة ويستخدمها للإستجداء


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :