facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العموش يكتب: السياسة بين الإسلام والإسلاميين


د. بسام العموش
13-07-2017 05:12 PM

إن كل مطلع على الإسلام يدرك فورا" أن الإسلام دين شامل " ما فرطنا في الكتاب من شيء "، "اليوم أكملت لكم دينكم "، فهو دين مختلف عن الأديان الأخرى حيث جاء رسالة خاتمة ولهذا كان لا بد أن ينظم شؤون الحياة، ولهذا وجدنا فيه التوجيه الاعتقادي والأخلاقي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والقانوني وغيرها من جوانب الحياة.

( اعبدوا الله ما لكم من إله غيره )، ( وقولوا الناس حسنا" )، ( وفي أموالهم حق معلوم )، (وبالوالدين إحسانا)، ( وان احكم بينهم بما انزل الله )

ولهذا كانت كل المحاولات الهادفة لجعل الإسلام مجرد دين روحي كبقية الأديان ، فاشلة ومنها محاولة علي عبد الرازق في كتابه الإسلام وأصول الحكم الذي لم يستطع تفسير البيعة ولا الهجرة ولا الرسائل النبوية لملوك عصره الفرس والروم الأفارقة والقبط وغيرهم .ولم يستطع تفسير قيادة النبي الجيوش وخوضه المعارك بنفسه وما تبع ذلك من اتفاقات عهد أو صلح أو تعاون أو تصادم .

وقد بذل العلمانيون العرب محاولات كثيرة في هذا الاتجاه تقليداً لأوروبا التي خرجت على الكنيسة وقامت بتحجيمها وجعلت سلطة البابا في الفاتيكان، متناسين اختلاف العقيدة والمضمون والتشريع في الإسلام مع غيره .

ولم تنجح العلمانية الا بفرض نفسها بالقوة فحكمت أنظمة بالحديد والنار وصارت تطارد كل من يدعو لتطبيق الإسلام الشامل في بلاد المسلمين . إذن الإسلام لا يقبل ما نادوا به من تحجيم وجعله كهنوتا" وهنا جاء دور الجماعات الإسلامية وبخاصة بعد سقوط الدولة العثمانية تدعو لعودة الإسلام إلى إدارة الدولة.

نعم الدولة في الإسلام دولة مدنية أي لا يدعي الحاكم أنه ناطق باسم الله وأن كلامه مقدس لكنه يستند لأحكام الإسلام ومن ضمن ذلك الاجتهاد في المستجد وما لا نص فيه ضمن القواعد الكلية والمقاصد الشرعية والمصلحة العامة .

ولعلنا بحاجة إلى التنبيه الفرق بين الإسلام الذي هو دين الله، وبين الإسلاميين الذين هم مجموعات بشرية تخطئ وتصيب، نقبل منها ونرفض . وهنا نكون أمام فسحة نقد الناس للإسلاميين فهو حق للكافة لأننا أمام جهد بشر وليسوا ملائكة وكل ما هو مطلوب هو الإنصاف فلا تزيين للخطأ ولا تحامل وكذب وتزوير ( ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى ) .

أما أن يجعل البعض هجومه على الإسلاميين قنطرة الهجوم على الإسلام فهذا أمر مكشوف لم ينجح تاريخيا" ولم ينجح مستقبلا" .

وإن تقييم التاريخ الإسلامي غير ممنوع لكن علينا أن لا نتهم دون دليل ، فالخلافة الراشدة انتزعت وصف الرشد عبر ممارسة الخلفاء الذين بذلوا أموالهم ودمهم ووقتهم فكانوا عادلين غير طامعين ولا متآمرين . ثم انتقل الحكم من الراشدية الى العائلية وشكل ذلك انحرافا" عن النهج الذي يريده الإسلام .

إن الذين لا يريدون الحكم الإسلامي مطالبون بتقديم ما يدعون إليه فهل تجارب الحكم الحالية منذ خروج المستعمر تجارب ناجحة ؟ هل الحكم الفردي الدكتاتوري هو الحل؟ هل الحكم الحزبي البوليسي هو الحل ؟

اعتقد اننا مطالبون بتحديد تصورنا لطبيعة الدولة التي نريدها اليوم وما طبيعة علاقتها بالإسلام بعيداً عن تقليد الآخرين وبعيداً عن إدارة الظهر لديننا وثقافتنا مع التمسك بالمبادئ العامة من عدل وحق وشورى بمنطق العصر عبر الصناديق النظيفة والانتخابات الحرة وترسيخ مبدأ المواطنة للجميع.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :