facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ثغراتنا الكثيرة في "الثغرة وأخواتها"


خولة العرموطي
15-07-2017 08:07 PM

خاص لـ عمون

دعوني أخبركم قصة قصيرة للغاية..

قبل نحو سبع سنوات زار جلالة الملك عبد الله الثاني قرية نائية جدا في محافظة معان تدعى "الثغرة"، زيارة الملك في ذلك الوقت شكلت مفاجأة لكل المسؤولين ولأهالي المنطقة أيضاً، كونهم ومن معرفتي بهم يعتبرون أنفسهم خارج الجغرافيا الأردنية بصورة كاملة.

أوعز جلالة الملك بالكثير من التحسينات للمنطقة وبمتابعة مشاكلها كلها، والتي تعتبر مشاكل اساسية ولا غنى عن حلّها مثل ايجاد شبكة مياه وصرف صحي وغيرها، فجلالة الملك- كما عوّدنا- لا يقبل أقلّ من الجغرافيا الأردنية كاملة وغير منقوصة لتكون تحت رعايته، ولكننا- كما اعتدنا ايضا- هناك من يتجاهل هذه الرؤية الملكية، للأسف.

انتهت القصة، وأهالي المنطقة لا يزالون منذ سبع سنين بانتظار من ينفذ الأوامر الملكية، التي هي عمليا انصافهم في مجال الخدمات وفي الحياة الكريمة. لا أدري لماذا تُهمّش الثغرة ولا أحد يسعى لإنصافها، لا هي ولا المناطق المجاورة لها، رغم أن تمثيل الجنوب في مراكز صناعة القرار يكاد يكون الاكثر في الدولة الاردنية، وأبناء الجنوب اليوم حاضرون وبقوة في معظم مفاصل صنع القرار.

"ما علينا".. أفضل أن أركّز على بعض مشاكل المنطقة التي لا يعرفها كثيرون، فقد زرت منطقة الثغرة عدّة مرات لذا سأستعرض سريعا أخطر المشاكل التي عاينتها ولا نتحدث طبعا عن كماليات بل عن أساسيات العيش.

أولى المشكلات التي تعاني منها المنطقة تتمثل بافتقار المكان الكبير للمياه، وهو أمرٌ يؤثر على كل مناحي الحياة للأسر القاطنة في المنطقة، فالمياه حياة كما نعلم جميعا، ونقصها الحاد أدّى إلى العديد من الاشكالات، فبالحديث عن الأمراض مثلا يمكن لنا أن نجد سوء التغذية والجفاف بصورة واسعة لدى أهالي المنطقة، كما قد نجد الامراض الجلدية المختلفة المتأتية عن قلّة المياه منتشرة وبصورة أكثر بكثير مما يمكن تخيّله وبين الأطفال بشكل أساسي.

ثانيا، تعاني المنطقة من شبه انعدام للخدمات الصحيّة والطبيّة وبنسبة تصل لـ 80%، إذ يتواجد في المنطقة مستوصف صحّي واحد، يشكو المواطنون من عدم وصول خدماته إليهم بصورة منتظمة، ومن تسيّب بعض الموظفين فيه، وهذه قصّة أخرى طبعا.

ثالثا، المنطقة تكاد تكون نهبا لهجمات بعض الحيوانات الضالّة، وهو ما قد يخيف ويرهب ويؤذي السكان الذين يتضاءل عددهم باضطراد كلّما زادت الخدمات سوءا.

رابعا وقد يكون الاهم، ان في منطقة كهذه باتت نسبة الفقر عالية جدا وطبعا البطالة ما قد يؤسس لبؤرة خارجة عن القانون- لا سمح الله- أو حتى انتماءات متطرفة، إن وصلت اليهم المغريات بحياة كريمة من قبل أي جهة قبل الدولة الرسمية.

ليس ما قلته هو كل مشاكل "الثغرة" والمناطق المجاورة لها ولا يمكن لأيّ شخص يتردد على مكان أن يعرف مشاكله كأهله مهما كان لمّاحا وقادرا على التقاط الاشكالات.

المهم، أظن كثرا يتساءلون عن ما وراء اثارتي اليوم تحديدا لموضوع الثغرة، وهنا أستطيع أن أقول أن ذلك يأتي بعدما عرفت ان جهد مجموعة من المتطوعين والمتبرعين للمنطقة قد أوقف، رغم انهم حاولوا جهدهم ليقدموا مساعدات كبيرة خصوصا في مجال المياه.

طبعا سبب الايقاف محقّ، وهو ان خزانات المياه التي تم جلبها ليست خاضعة للرقابة، وقد تصبح عرضة للتلوث وبالتالي- لا سمح الله- قد تؤدي لتسمم بعض السكان. ولكني مع اتفاقي مع المنع، لا زلت اتساءل ما البديل، خصوصا مع معاينتي المباشرة كيف تلتهم الامراض اجساد الاطفال في الثغرة، وكيف يلتهم الفقر والبطالة عقول بعض كبارهم.

تزامن هذه الحادثة مع إظهار ممثلي المناطق اليوم "أفضل ما لديهم" كونهم على اعتاب انتخابات بلدية ولامركزية جديدة، كانت دافعا اضافيا لي لأشير لهذه المنطقة، والمناطق حولها (طاسان والمريغة وقطر وغيرهم)، كأولويات وطنية يجب الانتباه لها وتقديم الخدمات المحلية الفعلية لها.

وهنا أظن أن المجالس المحلية في الجنوب عليها العبء الاكبر لتوثق احتياجات هذه المناطق وتطالب برصدها كأولوية وطنية، ثم تضغط لتنفيذ المشاريع بها، وهذا جهد أعلم ان هناك متبرعين لا يزالون مستعدين للمساهمة فيه وبما يقدرون عليه، إن كان هناك أي تنسيق حقيقي بينهم وبين المديريات المسؤولة هناك وعبر الحكومة.

العبء على كاهل الجميع، وبالأخص ممثلي المناطق، ثقيل، وعلى جميع الاطراف التكاتف لألا يستمر وجود مناطق مهمشة في مملكتنا الحبيبة، وحتى لا نظلّ في دوامة ظلم سكّان الأطراف لصالح العاصمة أو المحافظات الكبيرة، فهؤلاء أهلنا الذين نتباهى أنهم لا يزالون صامدين في أماكنهم على جميع علّاتها.

آسفة أن أضطر للتذكير أن القوى المتربصة في وطننا كثيرة، وأننا بغنى عن محاولاتها أن تأتينا من هذه المناطق المنكوبة- لا سمح الله-.

*وزيرة التنمية الاجتماعية السابقة





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :