facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عشرون ساعة

14-04-2007 03:00 AM

قبل عامين من الآن وتحديداً في أواخر نيسان كنت قد اعتزمتُ السفر إلى القاهرة، وبالرغم من سماعي في النشرات الإخبارية حول عملية التفجير التي استهدفت ميدان عبد المنعم رياض وسط المدينة، إلا أنني لم أكترث ولم يغير النبأ من اعتزامي السفر في الصباح الباكر، ولم أكن أشعر حينها بأن الخطر يجلس على مقربة مني، وفي اليوم التالي وعند دقة الساعة التاسعة صباحاً كنا نحلق عالياً فوق سماء القاهرة.. حيث كانت تفصلني عن وقوع التفجيرات في المدينة عشرون ساعة فقط، وعند وصولنا المدينة التي باتت حزينة رغم استعدادها لإحتفالات شم النسيم في ذلك الوقت، كان الجنود ورجال الشرطة بزيهم الأبيض اللون ينتشرون كطوق امني على طرفي الطريق الطويل، وحواجز حديدية في وسط المدينة، ونقاط تفتيش منتشرة في كل مكان.. وبدا يومي الأول وكأنه يوم اجازه في القاهرة، فالشوارع تبدو خالية من الناس.. والأسواق غير مزدحمة.. وتفتيش دقيق في كل مكان نذهب إليه.. وكان من اكثر المشاهد التي استوقفتني ذلك الخوف الذي كان يملأ عيون الناس، وللحظات أدركتُ بأن الخوف كان في استقبالي هناك، إذ كان الوضع في المدينة على غير عادته.. وكانت القاهرة على غير عادتها في ذلك اليوم.

أذكر بأنها كانت زيارتي الأولى ووجدت في القاهرة بعضاً مما أحب، مدينة كل شيء فيها يشدك بقوة ويردك عنه.. مدينة يأسرك سحر شوارعها بالرغم من اضطرابها.. وتثير دهشتك زقاقها.. وجدرانها.. وحكاياتها التي لا تنتهي، وتسائلت طويلاً فيما إذا كان التفجير قد تأخر ولو ليوم واحد وكنتُ بذلك الوقت أمرُ من هذا المكان تحديداً قبل عشرين ساعة، ماذا كان سيحصل؟ فهل كانت حياتي ستنتهي قبل أن أكتشف المدينة وقبل أن أتعرف على معالمها.. وشوارعها.. وأهلها.. هل كانت ستفوتني مشاهدة النيل.. وسماع صوت الباعة المتجولين.. هل كانت حياتي ستنتهي هنا في وسط الميدان، حيث كانت الحياة ظاهرياً تبدو طبيعية للوهلة الأولى وكأن شيئاً لم يحدث، لكنك سرعان ما تكتشف توترها، كان أشخاص يمرون.. ورجل يأكل الفول السوداني.. وبائع العسل الأسود متجه إلى عمله.. أحدهم كان متوجهاً لزيارة السيدة زينب.. وأخر يعتزم شراء شيء ما من العتبة.. كنت أرى في كل الوجوه ذات الصور التي تحمل وجوه جميع الأبرياء الذين ماتوا بحجة عملية تفجيرية صغيرة، تماماً كما حدث مؤخراً في الدار البيضاء والجزائر فما هي إلا صور ومشاهد متكررة لعمليات تفجيرية عشوائية تحدث في كل عام.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :