عمون - ان مضمون ما نشر في رسالة النائب حياة المسيمي والذي تطرق الى موضوع قرار مجلس نقابة الاطباء بالدفاع عن الطبيب، للأسف اخرج عن سياقه الصحيح وهو كلام مجتزأ سلط الضوء على قضية التدخين- نحن اصلا متفقين على محاربتها ونبذها!

في المقابل تجاهل قضية اهم الا وهي التعدي على كرامة الانسان وخصوصيته والتشهير به وذمه على الملأ ، وان كان الدافع من هذا الهجوم على نقابة الاطباء هو الانحياز والدفاع عن مبدأ المواطنة الا انه غاب عن سعادة النائب ان الطبيب اصلا هو مواطن ويتمتع بالحقوق والواجبات التي نص عليها القانون، فان للإصلاح طرقه المشروعة والتي لن يكون من ضمنها في يوم من الايام التشهير وقتل الشخصية والايذاء فالدكتور عبدالله الداوود اضافة الى جرم التشهير به فقد تعرض كذلك الى الشتم والاحتقار في تعليق المواطن الذي ارفقه مع نشر الفيديو مما الب المواطنين عليه حيث تلقى الطبيب سيل من الشتائم والاساءات من قبل الكثير من رواد صفحات التواصل والمنتديات فلا ادري ما موقف المنافحين عن المواطن اليس في ذلك تعدي واضح لكرامة الانسان وخصوصيته.

ان النقابة من منطلق انها هي الجهة مسؤولة عن الحقوق المشروعة للزملاء ورفع الضيم عنهم فقد تصدت لهذا التعدي الصارخ والمساس لكرامة احد منتسبيها فهي لا تسمح ان يكون الطبيب ضحية لفوضى الاعلام الذي اصبح سلاحا خطيرا يهدد الامن الاجتماعي اذا ما اسيء استخدامه .

لقد كان من الاولى ان يتحلى هذا الشخص بالحكمة وان يتعامل مع الموقف ضمن الاطر السليمة وان كان اقلها النصيحة وان كانت النصحية خلق غائب في حياتنا الاجتماعية وأننا أحوج ما نكون له في التعامل مع بعضنا البعض وان البعد عن هذا الخلق يرسخ الخصومات ويكثر من العداوات والتي تفاقمت في مجتمعنا وللأسف . فتجد صفحات التواصل الاجتماعي اصبحت مرتعا لنشر اسباب الشقاق والنزاع بين ابناء المجتمع حيث تشيع عملية التشهير بعيوب الناس وهتك الحرمات بحجة النصح والجهر بالحق.

في المقابل وردا على ما طالبت به سعادة النائب فلا بد من الاشارة الى ان النقابة كانت من المبادرين في محاربة افة التدخين التي استشرت في مجتمعاتنا فكان اول قرار اتخذه مجلس النقابة بعد انتخابه العام الماضي جعل جميع مبانيه منطقة خالية من التدخين وهذه كانت سابقة في النقابات المهنية ، كما طالبت في مقالات كثيرة والتي كان اخرها مقال نشر في جريدة الرأي بعد يومين من حادثة فيديو التشهير موضوع نقاشنا انتقدت فيها قضية التدخين في الاماكن العامة وان موقف الحكومة باستثناء المقاهي والاماكن السياحية من قانون الصحة الذي ينص منع التدخين بالأماكن العامة فيه التفاف على قانون الصحة العامة .وفيه انتهاك واضح للقانون حتى ان هذا الامر لوحظ داخل قبة البرلمان بعد ان رصدت الكاميرات العديد من المخالفات لأعضاء المجلس الذي منع التدخين داخل اروقته. ولعل ذلك حدث ويحدث على مرأى من سعادة النائب المسيمي. وعلى الرغم من هذه البيانات والمواقف التي تبنيتها منذ انتخابي نقيبا للأطباء تجاه محاربة التدخين والحد من انتشاره فلم أجد اي وقفة او مساندة من قبل النواب وعلى رأسهم سعادة النائب حياة المسيمي التي نكن لها كل الاحترام.

نقيب الاطباء

الدكتور علي العبوس