facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الفاكس معطّل!


احمد حسن الزعبي
23-07-2017 01:11 AM

عند انتشار «الفاكس» كوسيلة تواصل سريعة قبل ربع قرن أو يزيد ، اندهش الراحل نزار قبّاني بهذا الاختراع معتقدأ انه الوسيلة الأسرع والأسهل والأخيرة للتواصل مع الحبيبة بعد أن تخطّت الرسائل الورقية والبريد والساعي الذي لا يطلّ..فكتب قصيدة بعنوان «حب على «الفاكس»..قال فيها:

كنت في الماضي

عندما أعيش قصة حب

أستعمل ورق الرسائل

والهاتف

وأزهار القرنفل

ودواوين الشعر

لأقول لك : «احبّك»

واليوم أقتحم حجرة نومك بـ»الفاكس»

لأندس تحت شراشفك..

وأتناول إفطار الصباح معك

ما أجمل الحضارة

حين تسمح لي بالدخول عليك

بلا استئذان..

الذي يحيّرني هل كان الشاعر الكبير نزار قبّاني يدرك وظيفة الفاكس فعلاً ؟؟ لأنه يقول « وأتناول إفطار الصباح معك»..الفاكس يرسل الورق وليس البشر الا اذا كان يقصد المعنى المجازي، لو كنت مكان حبيبته «لسحبت الفيش» هل ينقصني أن يزمّر الهاتف ويرن ويصفّر وأنا في عزّ النوم حتى تنزل ورقة مكتوب عليها أحبك..أو أتلقى «رول من غزل ع الريق» ...ما علينا ، هذه القصيدة تحديدا ً «الحب على الفاكس» انقسم عليها النقّاد بين مؤيد لاستخدام الاختراع الجديد في القصائد الرومانسية ومعارض وكلّ له كان حجّته ؛ الفريق الأول قال أنها مهارة نزار التي لا يجاريه فيها شاعر بكسر مفهوم المقبول وغير المقبول بالشعر فاستخدم «الفاكس» في الحب بطريقة ذكية ، والبعض الآخر قال إن إدخال الآلة على الشعر تماماً كمن يزرع عموداً اسمنتياً في واحة زنبق وبقي الجدال مستعراً إلى أن تعطّل الفاكس عن العمل..المهم ان الفاكس أشعل في ذلك وقت النقد وحرّك الماء الراكد.. والأهم منه أنني عكس نزار قباني تماماً فلم تقتحم رسائل الحبّ والقصائد الغزلية غرفة نومي بل « التبليغات القضائية « فقد اقتنيت «الفاكس» في بيتي قبل سنوات فقط لأتلقى البلاغ القضائي من المحكمة مباشرة ممهوراً بموعد الجلسة القادم في قضية المطبوعات والنشر الجديدة وبلائحة الادعاء التي يسردها خصومي من المسؤولين بعد أن حُكمت في نصفها وأنا غايب فيلة.

قبل يومين كنت أبحث عن «مكبس أوراق قديم فوجدت الفاكس الأول أسفل الخزانة تحت المكنسة الكهربائية المعطلة والمسجّل وأشرطة وردة الجزائرية وجدته في حالة يرثى لها «لفافة الحبر مدلوقة» الأزرار مخلوعة الشاشة مكسورة ومكان الورق ملىء بجثث الفراشات الميتة ربما سقطت من سطور نزار .. وسألت نفسي كم وسيلة تواصل قفزت على ظهر هذا المسكين ، البريد الإليكتروني ، الفيسبوك،التويتر ، الماسنجر، الواتساب ،الفايبر .. والحبل على جرار الاختراع ..

على طاري الفاكس..زمان كان العرب يندّدون باقتحامات الأقصى والجرائم الإسرائيلية من خلال فاكس الجامعة العربية..الآن بماذا يندّدون؟؟ لا سيما اذا عرفنا أن الفاكس العربي معطّل وحبر الكرامة قد نفد تماماً؟؟.


الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :