عمون - ماذا لو نشرت الدولة التسجيل المصور للحادثة التي وقعت بين الجندي معارك أبو تايه الحويطات وجنود أمريكيين في تشرين الثاني 2016م، وأسفرت عن مقتل 3 من الجنود الأمريكيين، وذلك خلال تأدية ابو تايه لواجبه الرسمي بحراسة بوابة قاعدة الملك فيصل الجوية؟

شعر أردنيون بغصة لدى سماعهم ما انتهت إليه قصة معارك، فيما برزت احتجاجات في مناطق الجفر إثر صدور حكم، تضامن معها أردنيون من مناطق أخرى. إنه تضامن يبحث عن سؤال: ما الذي جرى؟ وهل أخطأ ابو تايه بالفعل؟

الحادثة تحولت إلى قضية رأي عام، بعد أن أصدرت المحكمة العسكرية قرارها بالأشغال الشاقة المؤبدة بحق الجندي معارك الحويطات، وتنزيل رتبته إلى جندي ثان وطرده من الخدمة العسكرية.

اجتماع حاشد لأبناء عشيرة الحويطات، ومحتجون يغلقون طرقا رئيسية وفرعية بالإطارات المشتعلة ويضرمون النيران بسيارة رسمية، وفعاليات تضامنية يشارك بها ممثلون عن محافظات المملكة، وشعارات وغلق للإنترنت في المنطقة، وأسئلة كثيرة.

حسب قرار الحكم، القابل للاستئناف أمام محكمة عسكرية، فإن مجموعة من المدربين الأمريكيين المتواجدين في قاعدة الجفر، توجهوا صباح ذلك اليوم إلى تمرين عسكري مشترك، ولدى عودتهم لدخول القاعدة، سمع المتهم إطلاق عيار ناري، فباشر بإطلاق النار تجاه المركبات التي كانت تقل الجنود الأمريكيين، ما أدى إلى مقتل ثلاثة منهم وإصابة رابع بالإضافة إلى إصابة المتهم نفسه.

ما الذي جرى في الجفر في تشرين الثاني من العام الماضي؟ ولماذا لا تنهي الدولة الجدل..؟ سؤالان ما زالا تائهين في مناطق الحويطات بحثا عن إجابة. فلماذا إذن لا تنشر الدولة التسجيل المصور للحادثة حتى تنهي جدل الرأي العام الاردني حيال ما جرى؟

ما أثار حفيظة الناس هنا هو تصريح الناطق الرسمي باسم السفارة الأمريكية إريك باربي، في بيان صحفي أصدره عقب صدور الحكم قال فيه: "إن القتلى من الجيش الأمريكي اتبعوا جميع الإجراءات المتعارف عليها عند الوصول إلى القاعدة يوم الحادث، كما أشرنا من قبل..."

هل كان باربي صادقا وهو يقول ان قتلى الجيش الامريكي اتبعوا الاجراءات المتعارف عليها؟ الاجابة مجهولة للرأي العام الأردني ولا يطفئ لظى البحث عنها سوى تسجيل ما جرى. فليس الرأي العام الامريكي ارفع شأنا من "الأردني".

وأضاف "نشعر بالاطمئنان بأن العدالة أخذت مجراها بحق مرتكب الجريمة.. ونقدر السماح لنا ولأهالي الضحايا حضور سير إجراءات المحاكمة".

وأكد الناطق الرسمي باسم السفارة الأمريكية أنه وبالرغم من هذه المأساة، يبقى الأردن شريكا استراتيجيا للولايات المتحدة.