facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




د. حازم نسيبة .. "رؤية مستنيرة في الشأن القومي العربي"


يوسف عبدالله محمود
24-07-2017 04:45 AM

د. حازم نسيبة علاوة سياسي ودبلوماسي عريق شغل مناصب رفيعة في وطنه الأردن وفلسطين، فإنه ايضاً مفكر قومي بامتياز أثرى المكتبة العربية بمؤلفات يطل من ثناياها فكر متنور، قل أن نجده لدى من عالج الفكر القومي العربي، فالكثيرون من هؤلاء الذين انضووا تحت إبط السُّلَط الحاكمة، انحازوا اليها على حساب القيم والمبادئ التي كان حرياً بهم الاخلاص لها والدفاع عنها مهما كلفهم ذلك من تضحيات. وهذا ما لم يفعلوه.
وبصدق اقول كان د. حازم زكي نسيبة ابن القدس البار استثناء، ففي تناوله لموضوع "القومية العربية فكرتها –نشأتها- تطورها" على مر العصور كان موضوعياً يُغريك ان تقرأه دون ملل او كلل، فهو بأسلوبه العلمي ينأى بنفسه عن الاساليب الخطابية او العاطفية التي ألفناها لدى العديد من الكتّاب العرب الذين تناولوا في كتاباتهم الشأن القومي العربي فأسبغوا عليه "قداسة" منقطعة النظير، وكأن القومية العربية –وكما وصفها د. قسطنطين زريق في تقديمه لكتاب د. حازم نسيبة "القومية العربية"- "شيء فريد في التاريخ"، علماً بأنها واحدة من روابط ودعوات قومية متعددة ظهرت عند شعوب مختلفة في الماضي الحديث وفي الحاضر الذي نعيشه اليوم". (د. حازم نسيبة: "القومية العربية فكرتها -نشأنها-تطورها، ص 11، من منشورات وزارة الثقافة).
في مقدمته يشير المؤلف الى مسألة جوهرية لدى تقديم اية "قضية قومية". "فالقومية شأنها شأن أية ظاهرة اخرى تتعلق بالشؤون الانسانية، انما هي خليط من الشر والخير. انها قوة تربط الاجزاء في كُلّ، وتحمل على التعاون. كما هي قوة للتبديد والصراع، ولها مزايا حميدة كالوطنية والولاء، وانكار الذات، بَينا هي متهمة في الوقت نفسه ببعض هِنات لا تُغتفر لأنها أطلقت بعض الخصال التي تنم عن فساد الخلق والانصياع للغرائز المدمرة للمدنية" المرجع السابق ص 17.
في كتابه المشار اليه سابقاً تحلّى المؤلف بالروح الناقدة وهو يتحدث عن الجانب التاريخي لنشأة القومية العربية. يُحمد له انه نَحّى العاطفة جانباً وهو يقرأ المواقف التي استعملت في دراسة القومية وتقييمها، شأن كبار الكتاب المنصفين.
لا أريد هنا ان استعرض مضامين هذا الكتاب الرصين التي قد اعود اليها فيما بعد، ولكنني سأركز على بعض التساؤلات المشروعة التي تضمنتها مقدمة المؤلف.. فحتى الآن "لم نُبلور هويتنا القومية والروحية والثقافية بحيث تعيننا على استيعاب مستجدات العصر وطرائقه وعلومه". ما زالت هذه "الهوية القومية" حائرة تبحث عن منقذ مخلص!
تحدث د. حازم نسيبة في كتابه عن "الاتحادات غير المدروسة" التي تمت عربياً في القرن الماضي والتي اثبتت فشلها، والسبب كما أرى هو غياب "الديمقراطية" وغلبة "الأنا" على "النحن".
يحزّ في نفس المؤلف ما يشهده العالم العربي المعاصر من خلافات وصراعات، "فخطاب الكراهية" بين الاشقاء العرب بلغ حداً مؤسفاً، يتساءل د. نسيبة: "لماذا كل هذا؟ هل من المعقول ان يكون الانسان العربي قد وصل الى مرحلة كراهية اخيه العربي، وليس مجرد الخلاف في الرأي معه؟ رغم المقولة القائلة بأن الخلاف في الرأي "لا يفسد للود قضية"!
الاقناع او الاقتناع بالرأي لا يتم بالسيف بل بالحوار الهادئ، هذا الحوار الهادئ –مع الاسف- ما زال غائباً عربياً! ما زلنا مسكونين بسلبيات الماضي البعيد.
يتطرق المؤلف الى الهياكل والأطر التي حاولت الجامعة العربية منذ تأسيسها إقامتها، ولكنها مع الأسف ظلت حبراً على ورق. يتساءل هنا: اين ميثاق الدفاع العربي المشترك وميثاق الوحدة الاقتصادية في اواسط الخمسينات؟ لماذا لم يتم تفعيل أي منهما حتى الآن؟ لماذا لم نقتد بالمجموعة الاوروبية التي نجحت في كافة ميادين العمل الاتحادي، بينما فشلنا كعرب في تحقيق ذلك؟
هل هذه دعوة مثالية غير قابلة للتحقيق ام ان تحقيقها ممكن لو خلصت نوايا القادة والمسؤولين العرب؟
لو تسامينا عن الخلافات الجانبية، الخلافات غير المشروعة تبدد ولا تجمع. كم بددت مواردنا العربية هذه الخلافات؟
يحزّ في نفس المؤلف ان يظل العالم العربي عاجزاً عن تحقيق "الامن الغذائي لمواطنية" علماً بأنه يمتلك من الامكانات الزراعية وغير الزراعية ما يجعله قادراً الا "يبقى عالة في غذائه على غيره" تُرى، متى يُفارقنا هذا العجز؟
عَرَبُنا يمتلكون مليارات الدولارات المجمدة في البنوك الغربية، والامريكية، لماذا لا تُسترد وتستثمر عربياً؟ لماذا لا تسود "الحاكمية الصالحة" في جميع اقطارنا العربية؟ لماذا تظل "الحاكمية" حول شخص واحد زائل او فئة، او نظام حكم معين؟
دعونا يا قوم نتقي الله في شعوب عربية واسلامية تتطلع الى الرخاء والسلام. دعونا نُفعّل طموحات المؤلف وهي طموحات انسانية نبيلة تمسك بها على امتداد حياته.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :