facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




القائد مرة أخرى وفِي كل مرة


د.مروان الشمري
30-07-2017 03:23 AM

لم تكن معركة اعتيادية تلك التي أشغلت الأردنيين والعرب وانطلقت شرارتها بتلك العملية البطولية في ساحات الأقصى لتطلق دولة البغي والعدوان يد إجرامها غير المستغرب وتطال هذه المرة الحرم القدسي الشريف بإجراءات باطلة قانونيا ومحرمة دوليا لما فيها من منع لأداء الشعائر الدينية وممارسة فاضحة لسياسة العقاب الجماعي المحرمة دوليا والتضييق على أهل القدس، أبدا لم تكن معركة سياسية اعتيادية على الإطلاق. نتنياهو الذي تلاحقه صحافة بلاده بفضيحة تلو الاخرى وتلاحقه طلبات اليمين المتطرف الاجرامي والمعرى والمكشوف دوليا والمعروف بانه كاذب ودجال كان كمن يبحث عن طوق النجاة فاعتقد لبرهة ان إغلاق الحرم هو ذلك الطوق وانه قد ينجح بفرض واقع جديد مستغلا الانشغال العربي بأولويات ليست أولويات وبصراع عربي عربي لم يبقي من كرامة أمة العرب اي فتات تقتات به بعدما مزقتها إربا مخططات قوى الشر وأفعال الخوارج والمتناقضات التي لفت سماء دول كثيرة فباتت متخبطة متورطة في الشيء وضده. اعتقد نتنياهو ان الأردن لن يقدر على تمريغ انفه في التراب بعد افعاله المستنكرة في القدس. لم يفلح نتنياهو في وقف سيل الضغوط الدولية عليه التي ولدتها جهود الملك المفدى ومساعيه التي لم تتوقف لحظة في تحريك كل القوى الديمقراطية عالميا واعلامهم بان ما يجري في القدس اما ان يتوقف فورا وأما فإن الاردن لديه أوراق اخرى سيستخدمها ان اضطر لذلك لوقف الصلف الصهيوني وممارساته القذرة.

في الأثناء، كان احد مجرمي الكيان والذي يعمل أمنيا لدى سفارته غير المرحب بها في عمان يقدم على قتل مواطنين اردنيين بعد ان امتهنت دولته قتل البشر دون ان يتحرك لها جفن، وبناءً على اتفاقية فيينا والقانون الدولي اصر على التمسك بالحصانة رغم محاصرة السفارة من قبل رجال الأمن وحتى وزير الداخلية، فاضطر النتن ياهو لطلب النجدة الدولية بعد رفض الملك الإجابة على مكالماته وتدخلت فعلا واشنطن وغيرها للطلب من الاردن الالتزام باتفاقية فيينا والسماح للديبلوماسيين بالخروج ولَم يجد الاردن مهربا من ذلك، فسمح لهم بالخروج بعد تعهدات باستمرار القضية، غير ان كبير زعران اسرائيل الذي يواجه مآزق داخلية كبرى رأى فرصة في استقبال المجرم استقبال الأبطال لإرضاء عناصر اليمين المتطرف الذين تحالف معهم، وفعلا كان ذلك الاستقبال الذي ساء الأردنيين وفجر غضبهم. ولكن الشيء من مأتاه لا يستغرب وعلينا ان نذكر أنفسنا كل يوم بان هذا الكيان ما هو الا عصابة مارقة متمردة على كل القوانين الدولية والمواثيق الانسانية وتحظى هذه العصابة برعاية دولية من قوى عظمى ليس للأردن وحده القدرة على مجابهتها ومع ذلك يستمر الاردن في دوره الطليعي المتفرد دون غيره من كل العرب حتى ممن لديهم الامكانات في رعاية القدس والذود عن حقوق الشعب الفلسطيني والاصرار على الثوابت الاردنية والفلسطينية في هذا الصدد ويصر الملك على قول صريح صحيح لا لَبْس فيه بان الوضع التاريخي للقدس لا يمكن تغييره وان اي إجراءات صهيونية سيتم مقابلتها بقوة واصرار وحزم وبما تضمنه القوانين الدولية التي تكفل ذلك.

الجهد الملكي والذي كنت تحدثت عنه في مقالات سابقة لا يمكن لعاقل ان ينكره بل ان الملك وحده دون غيره من يقف قويا وبصلابته المعهودة امام الصلف الصهيوني في الوقت الذي يترنح فيه كثير من زعماء هذه الأمة امام الصهاينة ورعاتهم، ومع ذلك تجد سهام المتربصين لا تتوقف تجاه الاردن وكان المطلوب هو أضعاف الاردن لصالح اسرائيل وغيرها تسهيلا ربما لتنفيذ مخططات لاحقة للخلاص من القضية الفلسطينية التي أرقت بعض العرب وأخرجتهم وباتوا يَرَوْن الخلاص منها أمرا حتميا طالما تكشف تقصيرهم مع فلسطين والأردن.

لكن، لا بد لي هنا من الإشارة الى الفشل الحكومي الذريع والتخبط المستمر في كل أزمة تمر بها البلاد بدءا من الإعلان عن عدم السماح للديبلوماسي بالخروج رغم علمهم بانه لا يمكن ذلك حسب اتفاقيات دولية نحن ملتزمون بها، ثم الكذب في بيان رسمي والقول بان اسرائيليا أصيب إصابة بالغة وهنا أضع الف خط تحت هذا الإدخال وعلى الحكومة تفسيره وتبيان من يقف وراءه، ثم الغياب التام لأي عنصر حكومي سياسي عن التواصل مع الشعب وتغييب تلفزيون الأردنيين عن ما يجري مقابل السماح لقناة تلفزيونية أجنداتها باتت محل شك بالتغطية وما بين ذلك كله من مشهد حكومي تائه غائب ضائع.

ان ما تمر به المنطقة والعالم يتطلب حكومات قوية قادرة على الوقوف امام شعبها بصراحة دون وجل او تردد، ان الوضع الان يتطلب حكومات صارمة قادرة على اتخاذ القرار وإدارة الأزمات والتواصل مع الشعب، انني ارى جزءا كبيرا من مشاكل الاردن في الطبقة السياسية التي ما زالت تتداور على مواقع القرار والسلطة التنفيذية في البلاد وارى ان الاردن الذي يملك قائدا عز نظيره يحظى باحترام العالم اجمع ويدير الملفات الخارجية الشائكة والمعقدة بحكمة واقتدار فإنه بلدا كبلدنا يستحق حكومة في المستوى من غير ذات النخب المهترئة والتي اصابها عفن السلطة والتسلط والاتيكيت والبيروقراطية والتزاوج مع المال والأعمال. هذه رسالة لكل من يهمه الامر فالقادم من الأيام والسنين لا يحتمل المقامرة والرهان على حكومة منتهية الصلاحية لا تستطيع ادارة بلدية فكيف الامر ببلد كان قدره على الدوام ان يكون في عين العاصفة، ورغم ذلك فإن رعاية الرحمن وحكمة عبد الله تقودانه بأمان في بحر اقليم ملتهب، ومع ذلك يبقى الشعب الأردني يطالب بحكومات ترتقي الى مستوى الجهد الذي يبذله الملك وترتقي لمستوى طموحات الشعب.
والله من وراء القصد





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :