facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الهدف ليس الصواريخ


طاهر العدوان
02-01-2009 04:46 AM

ترتكز الحملة الدعائية الاسرائيلية التي تغطي العدوان على غزة على الزعم بان الهدف هو وقف اطلاق الصواريخ الفلسطينية على اسرائيل. لقد وقع الكثير من الفلسطينيين والعرب, سياسيين واعلاميين في مصيدة هذا الهدف المضلل. حيث نسمع اصواتا نشازا ومواقف مخزية تصب في تيار الحملة الصهيونية زاعمة بان مفتاح الحل والامن والاستقرار هو في وقف الصواريخ وبما يقود الى خدمة المزاعم الاسرائيلية بان العدوان هو حرب دفاعية ليس الا.

هدف الحملة الوحشية الحالية ضد غزة ليس صواريخ حماس المتواضعة في المفعول الحربي, انما تدمير »حكومة حماس« او لنقل سلطتها في القطاع لنفس الهدف او الغرض الذي رفعه شارون في حملته المعروفة عندما اجتاح رام الله والضفة الغربية في العام 2002 من اجل تدمير »حكومة السلطة« ومحاصرة قائد الشعب الفلسطيني ورمز نضاله المرحوم ياسر عرفات ثم اغتياله بالسم من اجل تصفية ما بنى من رموز وكيانات للسلطة الوطنية التي تمهد لقيام الدولة الفلسطينية المنشودة.

التدمير الممنهج في الغارات الجوية الاسرائيلية على معالم »الدولة المقبلة« او على كل ما يرمز اليها هو نفسه التدمير الذي تم في الضفة الغربية, والذي رافقه اغلاق جميع المؤسسات الفلسطينية التي كانت قائمة في القدس المحتلة.

لقد نجم عن عملية الاجتياح الاسرائيلي للضفة الغربية تدمير مقرات السلطة الوطنية وتصفية اجهزتها المدنية والعسكرية والاقتصادية والامنية, وتوج الاجتياح بدس السم لعرفات. والنتيجة إعادة ترميم وبناء سلطة جديدة برعاية امنية امريكية وتمويل اوروبي, سلطة لا تمارس حتى صلاحيات الحكم الذاتي, وتُستخدم كغطاء ليس فقط لتبييض وجه اسرائيل (من خلال مفاوضات عبثية مع الاحتلال) ولكن ايضاً من اجل اطلاق اكثر المشاريع طموحاً للاستيطان في الضفة وتهويد القدس. وهو ما بدأ بالفعل وما اصبح واقعاً.

عملية القصف الجوي الشامل لمواقع الحكومة المقالة المنتخبة وللمجلس التشريعي وجميع مرافق (السلطة الحمساوية) في غزة التي قد يتبعها حملة برية واسعة في ظل انقسام وتواطؤ عربي وصمت دولي, انما تهدف الى تدمير ما تم تدميره من سلطة عرفات الوطنية, سلطة فتح في الضفة الغربية, وبذلك يصبح الحديث عن اقامة دولة فلسطينية ليس مستحيلاً فقط جغرافياً وديمغرافيا بسبب شبكة الاستيطان الواسعة والجدار في الضفة والقدس, وانما يصبح ايضاً بعيد المنال عندما تتم تصفية ما تبقى من قيادات في الشعب الفلسطيني تسعى لاقامة دولة مستقلة حقيقية وتتمسك بحق العودة للاجئين وبالقدس عاصمة لفلسطين.

اذا ما نجحت الحملة الاسرائيلية, او الاجتياح الجوي والبري المتوقع في تصفية سلطة غزة, فان النتيجة, ستكون حكماً بلدياً, او ذاتياً محدوداً مهمته توفير الطعام والدواء مقابل الامن, سَلّم تسلَمْ. هذا فيما يتعزز دور الليكود وكاديما وشاس في حكم اسرائيل بما يغذي من جديد الاطماع الصهيونية في الوصول الى فلسطين خالية من الفلسطينيين. وهو ما فاحت به روائح الحملة الانتخابية الحالية في اسرائيل مثل تصريح ليفني بتهجير مليون و 200 الف من عرب عام ,1948 ومثل تصريحات منافس نتنياهو في الليكود المدعو موشي فيجلين الذي يرفع شعار تسفير الفلسطينيين من الضفة الغربية.

الاحساس بجسامة الخطر الذي يمثله العدوان الاسرائيلي هو الذي يدفع الجماهير العربية الى رد فعل غير مسبوق في التظاهر والتنديد, وللاسف فان قرون الاستشعار لهذا الخطر في معظم العواصم الرسمية العربية لا تزال معطلة, وبما يهدد بكارثة ان لم تستجب هذه العواصم لمخاوف الجماهير من هذا الخطر وتداعياته.
العرب اليوم.
taher.odwan@alarabalyawm.net





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :