facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




انتصار الفلسطينيين المدهش


د. عاكف الزعبي
02-08-2017 05:09 PM


انتصار الشعب الفلسطيني الاحدث للقدس والاقصى سوف يسجله التاريخ على انصع صفحاته بحروف من النور كحلقة متميزة وعزيزة من سلسلة الانتصارات الفلسطينية على مدى الصراع مع العنصرية الصهيونية الغاصبة منذ احتلالها للوطن الفلسطيني وتشريد اهله ومواصلة الاعتداء عليه ارضاً وشعباً وحضارة .

دلالات عظيمة حملها هذا الانتصار الفلسطيني العظيم على ساحات القدس وامام بوابات الاقصى ليس اولها تكريس الاداء البطولي الدائم لشعب اعزل امام ارهاب الاحتلال وقوة السلاح وليس آخرها الانبعاث الدائم للفينيق الفلسطيني الذي ما لبث يفاجئ العالم بإرادته وصموده وتعدد خيارات ادوات نضاله .

أثمن دروس الانتصار الفلسطيني الاحدث واثمنها هو ابراز القيمة الحقيقية لمدى قوة وحدة الموقف الوطني الفلسطيني في معركته ضد الاحتلال وهمجيته وارهابه ، وكيف انها العامل الاهم في كسر شوكته ، وانها كذلك الأداة الماضي لإنارة صفحات سفر النضال الفلسطيني بانتصارات حاسمة التأثير .

ومن بين اغلى هذه الدروس ايضاً استعراض كاشف لتعدد خيارات وبدائل النضال الفلسطيني ومن بينها البدائل السلمية التي تجعل العين في اطهر تجلياتها قادره ان تلاطم المخرز عندما يحقق الشعب وحدته ويستجمع ارادته ويختار ساحات مواجهاته ومواقيتها وادواتها المناسبة .

دروس اخرى ذهبت في طريقها الى القيادات الفلسطينية تشرح لها ابسط واهم قواعد النضال التي تبدأ اولاً وقبل كل شيء بالاعتماد على الشعب ، وقوة النضال الوطني التي لا تكون الا بالوحدة ، وحدة الشعب ، ووحدة القيادة ، ووحدة القيادة والشعب . وتمد تلك القيادات بعد الشرح والتذكير بالعزيمة المعززة لشرعية الإرادة الوطنية وارتقائها الى حجم التحدي .

ودروس ليست اقل اهميه حملها الانتصار الفلسطيني الى القيادات العربية على انشغالها بما هي فيه من انكسارات جلبتها لشعوبها بسبب من غفلتها وغيابها عن التأسيس للمشروع الوطني المستند الى ارادة الشعب
واسهامه في صياغة هويته الجامعة وتحقيق وحدته وتعزيز سلمه الاهلي والاجتماعي وتجديد ثقافته ومشاركته في بناء مؤسساته المدنية الاهلية منها والرسمية وسعيه لامتلاك الادوات القادرة على حماية الوطن ومصالحه العليا ومكتسباته .

هنيئاً للفلسطينيين انتصارهم المؤزر في مواجهة غطرسة دولة الاحتلال والفصل العنصري وهزيمتهم لها ولمخططاتها وكشفهم لحقيقتها امام العالم . وهنيئاً للشعوب العربية بهدية الفلسطينيين لها في وقت هي احوج ما تكون فيه لانتصار يحيي فيها الامل والإرادة ويشد من ازرها في لحظات انكسارها ويؤشر لها على الضوء الذي في نهاية النفق .

لعل هذا الانتصار العظيم يكون حافزاً لتجاوز المماحكات والمناكفات الفصائلية الفلسطينية والمشاركات الرسمية العربية في تعزيزها؟ وثمة ضرورة لحياء يكفي للتراجع عن فصولها الاحدث التي تشهدها ساحة غزة اليوم بين حماس التي تراجعت عن خطايا ماضيها من دون اعتذار للشعب الفلسطيني عن ثلاثين عاماً من مواقفها وسياساتها لتعود الى ما بدأته ولا تزال تسير عليه فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، ودحلان الذي يتنقل من عاصمة عربية لأخرى في مسعى انقسامي اضافي. كما ان على قيادة منظمة التحرير وسلطتها شكم بيروقراطيتها الرسمية الآخذة بالتشكل وانحياز بعض قياداتها لمصالحها الخاصة على حساب مصالح قضيتها وشعبها .

كل انتصار فلسطيني وأنتم بخير وبوعد بانتصار فلسطيني آخر حتى هزيمة الاحتلال وكنس مشروعه الهمجي العنصري.



د. عاكف الزعبي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :