facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الخاسر الأكبر !! أن تعيش و .. فقط


م. باهر يعيش
05-08-2017 01:10 AM

إلى من لا يطرب لزقزقة عصفور، لتغريد عندليب، من لا يخشع قلبه لدعاء كروان،ِ لحَوْمِ نحلة في سعيها حول وردة تعبّ من رحيقها عسلا شهدا فيه شفاء للناس! إلى من لا يهزّه الشّجن لنغمة مبحوحة حزينة من ناي أصابه الأرق سحرا فصدح أعذب الآلام والألحان على رجع وجعه! من لا تشجيه ذكرى شجرة تفيّء في ظلها مع رفيق مع حبيب مع غريب ألتقيا بلا موعد وافترقا بلا وداع!من لم يتحسّر على ضفائر صبيّة صَعّدت ضحكتها غمزتها غمّازتها قلبه نفضته حتى سابع سما فلم يفهم ما تعنيه إلا بعد أن شاب شاخ كبر وقد فاته الحظ ووصله الفهم متأخّرا بعد أن بات يعزّ يشقّ عليه فغُصّ و...بكى!

إلى... من لم يتأمّل في خلق البشر والشجر، شجرة لبلاب أوسرو أو حور أستعارت قوامها من حور من إنس، أو دالية مدّت فروعها وأنبتت حملت لمعت عنبا أستعارته من بحر من لؤلؤ ومرجان! إلى من لم يتأمّل في زرقة البحر والسماء، في وقار الصحراء وعنفوانها وكبريائها، في عنف عصف الريح وسكون ما قبل العاصفة، من لم يطهّر جسده وروحه بحبّات مطر يسّاقط وابلًا عاصفًا أو يهلّ بردًا وسلامًا، يسيل دموعا من رحمة عبر شفاه البشر والأنعام إلى صحارى قلبها ونفسها إلى شعاب رئاتها ولفائف أدمغتها لتتفجّر ينابيع من حياة من فرح وألم يضجّ أحساسا وعاطفة. شفاه لم تَعُبّ الشّهد قراحا لتنغرز أجنّة في جدران رحم أرض تبعث الحياة نهرا يشقّ الصّخر نحو بحار الوطن...بحارنا!.

إلى... من لم يَنعُم بابتهال أمّه بحنانها بالقلق الشديد باللهفة عليه في غيبته والقلق اللذيذ في...أوبته، من لم يمسح دمعة ندت عنها برموش عينيه كما مسحت أقفيته صغيرا باليد بالكفّين، من لم يفهم حرص أبيه ولهفته عليه ولو من وراء حجاب جدّه وزئير صلابته وصرامته ولم يرحم شَعرا شاب فار ثار شيطانيا كالشوك والخرشوف فوق حاجب أب أفنى عمره في نحت الصّخر ليوصله ألى الأريكة التي يعرّش عليها واشاح بوجهه عنه كديك من حبش. إلى من سمع ولم يلبّ نداء أخت/أخٍ أن يعود تحضنه ويحضنها، تلثم جبينه تتحسّس/يتحسّس دفقات قلبه/قلبها سويّة مع(آآخّ) تهزّ أعماق النفس، من لم يتودّد يحنّ يحبّ يعشق حبيبا قرينا شريك عمر يخلص له ويرى بزوغ الشّمس ما بين الرّمش والرّمش، وإلى من لم تزيّن فستان سهرتها، ربطة عنقه آثار حلوى من يد طفل جلس في حجره شدّه بها نحو شفاه كرزيّة ورديّة.

إلى... من لم يمدّ يده أبدًا ليساعد أحدًا ولم بتلقّ مساعدة من أحد، من لم يقرأ أسفار التاريخ والجغرافيا والحياة من وعن أمم خلت وستخلو. إلى من لا يتبحّر، لا يسمع يصغي يقشع يخشع يشفع، من لا يرى لا يتكلم لا يحاور لا يناور ولا يناقش. إلى من لا يقف مع وطنه في الضرّاء كما(حلبه) في السّرّاء، من لا يلثم علم بلاده يدفؤه ويتدفّأ به من قرّ الزّمان، من لا يحتمي يتفيّئ بظلّه ويحميه من هجير شّمس غريبة حارقة خارقة ومن قهر بني الإنسان. إلى من لم يسم نحو سحاب وطنه، يلبّي نداءها ويحمي سماءها ويتفيّأ بظلالها، ينثر بذور الخير نبتًا أخضر أحمر أبيض أسود ألوان العلم نتيه به ويتيه بنا.

إلى كلّ هؤلاء وأولئك: منّا و...فينا: من فاته أيّ ممّا فات، من لم ير لم يمرّ بمثله، لم يتماه يستجب للنداء كما سلف، فأنّه (فاته الكثير...فقد الكثير) لا يغرّنك ما على ظهرك من أحمال واهية وأن ثقلت، تزهو بها/كالعيس في الصحراء يقتلها الظّمأ...والماء فوق ظهورها محمولا/. سل نفسك، نبضات قلبك قلّب ذاكرتك، سل رجفات رمش اعتاد الضّباب والعتمة قبل أن تشيخ وتتوه:

ياهذا (الشّيء): سل روحك: حينما كنت تعيش في الدّنيا، هل كنت تحياها؟ فارق كبير بين أن (تعيش) في الدّنيا تتنفّس ترعى الطّعام وتمارس الكرّ والفرّ والجنس كقط أو كفحل جاموس بلا ودّ بلا عشق بلا إحساس، وبين أن (تحياها) هل مارست الحياة خبرتها كنت زهرة أو حتّى دودة أرض أو دودة قزّ!؟ أن كانت (الّا) ما سترطن به! فعليك العوض ولا عزاء لك. أنت الخاسر الأكبرأن تعيش في الدّنيا وفقط ولا تحيا. سارع (ألحق حالك) فقد تلحق بقطرات تبلّ بها بعضا من جفاف بعضك بعد عيش لا نبض فيه وقبل فراق بلا موعد لرحيل ينهيك، لن تأسف به عليك لن تتذكّرك بعده زهرة سوسن لا نحلة ولا حتى...بعوضة.

mbyaish@gmail.com
الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :