facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نحو حكومة قادرة واستراتيجية وطنية


عدنان الروسان
05-08-2017 03:17 AM

أضحى من الواضح تماما للجميع الأسباب التي خلقت الوضع الاقتصادي و الاجتماعي المتردي الذي نعيشه في الأردن ، و بعيدا عن التراشق بالاتهامات التي ملأت المواقع الصحافية و الإعلامية و مواقع التواصل الاجتماعي ، إلا أن علينا بداية أن نقر بأمرين مهمين حقيقيين لأنه من دون الخروج من حالة الإنكار أو المراوحة في خانة النفاق السياسي ستبقى الأزمة تراوح مكانها ، أولا أننا نعاني من سوء في الإدارة السياسية و الاقتصادية و الثاني أن المجتمع يعيش حالة من الإحباط و اليأس و خيبة الأمل من الحكومات المتعاقبة و من كل مؤسسات الدولة مما انعكس على الأداء الوطني العام و أحدث شرخا بين المكونين الرئيسيين الأكثر أهمية للوطن الشعب و الحكومة الناظمة.
هناك مجموعة من العوامل إضافة إلى سوء الإدارة و فقدان الثقة بين السائل والمسؤول ساعدت على إطالة أمد الأزمة الاقتصادية و الاجتماعية التي يعاني منها الأردن ، الأزمة المالية العالمية التي انعكست بصورة غير مباشرة على الأردن و كان لها أثرا مهما على سيل المساعدات الذي كان منهمرا و يكاد يجف هذه الأيام ، و عدم تمكن الحكومات المتتالية منذ الأزمة المالية العالمية على إيجاد و لو حلول جزئية لوقف الهدر الحكومي في الإنفاق ، و وقف نمو العجز في الموازنة و تعاظم الدين العام ، و تصرف الحكومات و كأن الدين الذي نقترضه من المؤسسات المالية الدولية و دول العالم لن يطالبنا به أحد.
و لوضع استراتيجية وطنية واقعية و فعالة و سريعة النتائج لا بد لنا من النظر في أوضاعنا الداخلية و الوضع الإقليمي و من ثم الوضع الدولي و حصر مواطن القوة لدينا و مواطن الضعف لدى الآخرين و أين و كيف يمكن أن نستثمر جهدنا و وقتنا و علاقاتنا بطريقة تعطي مردودا ايجابيا ينعكس على الوضع العام و يشعر المواطن البسيط بالفرق الذي أحدثته هذه الاستراتيجية .
و من أهم الأولويات و قبل البدء بأي خطوة لا بد لنا من حكومة و رئيس وزراء تتوفر فيهم المواصفات التي يمكن أن تكون ضرورية لبناء تلك الاستراتيجية و تنفيذها بفعالية ، و حتى نكون واقعيين و لا نطيش على شبر ماء ، فلن نطلب البحث عن عمر بن الخطاب أو عمر بن عبد العزيز أو عبد الرحمن بن محمد الأندلسي ، و لكن إذا كان لا بد من اختيار رئيس من النخبة السياسية فمن باب أولى أن نعطي الفرصة لرئيس شاب و نبتعد عن ديناصورات الحرس القديم ، و نوكل للرئيس أن يختار وزراءه بنفسه دون تدخل من أحد و أن يكون هناك فريق وزاري يريد بالفعل أن يخلق واقعا جديدا يبعث الأمل من جديد في نفوس الناس و أن يضع الأسس للاستراتيجية التي نتحدث عنها ، و يستفيد دون حساسيات من تجارب الدول الناجحة حولنا .
لا بد من الاستفادة من المتغيرات الإقليمية و الدولية و استخدامها و توظيفها لخدمة الاقتصاد الأردني و خلق فرص جديدة للإبداع الوطني الشبابي ، و التفاعل مع الآمال التي تكاد تخبو لأبناء الشعب الأردني و التماهي مع أداء الملك في الملف الأهم ، ملف الاستثمار ، و النظر إلى آفاق جديدة في هذا المجال ، و هناك ملفات و آفاق إذا ما تنبه لها الرئيس الجديد فإن الاقتصاد سينتعش خلال أشهر قليلة " و لا أدري لماذا تهملها الحكومات دائما رغم أنها واضحة تماما و لا تحتاج إلى رؤوس أموال كبيرة للاستثمار فيها " ، إن الاهتمام بموضوع الاستثمار بصورة إبداعية مع القطاع الخاص في بعض الدول العربية و الأوروبية و بعض دول أسيا و ربما الولايات المتحدة الأمريكية نفسها سيؤثر في ملفي البطالة و الفقر خلال فترة وجيزة جدا و يكسر حالة الجمود و المراوحة في المكان التي نعيشها.
لا بد من الاهتمام بالسياسات الاقتصادية و السياسات المجتمعية و إعادة هيكلة بعض القطاعات و النظر في بعض السياسات الاقتصادية و توظيف القدرات الإبداعية لبعض الأردنيين و إطلاق حملة وطنية تقودها الحكومة بهمة و اقتدار ، إضافة إلى العمل على إعادة النظر جذريا في السياسة الإعلامية للحكومة و التي من الممكن أن تساهم مساهمة كبيرة جدا لإعادة الثقة بمؤسسات الدولة المختلفة و على رأسها الحكومة ذاتها ، إن العمل السريع على معالجة الخلل الخطير في أداء الصف الثاني من المسئولين في القطاع العام ، و تحجيم دور قوى الشد العكسي في مجالات الاستثمار خاصة سيقود الأردن إلى وضع جديد وخلال فترة وجيزة يكون فيه قادر على تجديد شبابه و قدرته على التفاعل مع الداخل و الخارج.
الأمر ليس مجرد تنظير و حديث يتخطى الواقع و الإمكانات ، بل هناك وسائل و أدوات متوفرة لدينا لو أخرجناها و استخدمناها فسنرى أن لدينا القدرة على خلق ظروف جديدة تحسن من الوضع السياسي و المجتمعي و تعيد تلاحم المجتمع مع الدولة و الخوف عليها لا الخوف منها ، هناك حديث طويل و حوار مهم يمكن أن نبدأ به و ننجزه في فترة معقولة دون أن نغرق في التنظير و لا يتسع مقال في صحيفة للحديث في التفاصيل ، غير أنني تماما أن هناك إمكانية كبيرة جدا يمكن أن تحقق معجزة أردنية على غرار معجزات حققتها دول أخرى في السنوات الماضية لو توفرت الحكومة التي نتحدث عنها و رئيس شاب يمتلك حيوية و قدرة على الفعل و لديه الرغبة الصادقة في العمل و الإنتاج و أن يتفرغ هو و فريقه الوزاري لقراءة جادة للمجال الحيوي الجديد الذي نشأ في الفترة الأخيرة للأردن و الذي لم يتبنه إليه احد كما لم تعمل الحكومة على استثماره و توظيفه ليكون جزءا من العمق الاستراتيجي الأردني .
نحن بحاجة إلى تغيير ايجابي و بحاجة إلى الخروج مما نحن فيه و خير البر عاجله و سنحاول إلقاء الضوء على بعض الجوانب لهذه الرؤية التي نتحدث بها إذا اتسع الوقت و اتسع صدر عمون لها.





  • 1 خالد محمود 05-08-2017 | 01:05 PM

    اي فقر أي بطالة لا يوجد خطط اقتصادية ناجعة المهم اليوم يمشي على سلامه جمعة مشمشية المهم يكون تقاعدهم عالي.

  • 2 المحامي محمد امين ابورمان محارب من القدماء 06-08-2017 | 05:30 PM

    نريد ونتمنى ان يكون اعضاء الحكومه الجديده ممن لم يسبق لهم الخدمه باي حكومه سابقه وان يكونوا من رحم الطبقه التي عانت التهميش والاستبعاد بسبب سعيهم المتواصل بطلب تطبيق العداله واسس الدوله المدنيه وسعيهم لان يطبق الدستور والقانون على الكافه دون تمييز لفئويه او محاباه وتنفيع وان يحاسب من سرق مال الشعب واستغل منصبه والله المستعان ان يتحقق حلم المواطنون


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :