facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




في رثاء العقيد محمد راتب الديخ


04-01-2009 09:30 PM

وترجل الفارس عن فرسه في عز عطائه وشبابه الذي لم يكن يوما الا معطاءاً للوطن تتفجر منه الهمم بذل نفسه وعمره ما بين ادراج مكتبه لا يتوانى في خدمة وطنه بجهد عرقه الندي ونفحات حبه لوظيفته حتى انسته اسرته واصبح ليله كنهاره في مكتبه لا يعرف له عنوان الا تلك الغرفة المكتظة بالاوراق والمعاملات دون ان ينتظر من احد ثناءاً او شكراً او حتى وساماً.

شاءت الاقدار ان نكون معاً من ضباط فوج خالد بن الوليد ( الفوج الرابع ) في جامعة مؤتة وكان مثالاً للإنضباط واحترام الوقت واطاعة الرؤوساء واحترام الزملاء ، وكان شاباً يافعاً وسيماً خلوقاً احبه الناس لحسن خلقه فكان لا يتوانى عن مساعدة الناس يبحث عن الخير اينما كان ، يساعد زملائه يسمع كلمتهم ينقلها بصدق وامانه للرؤوساء ، ولكن شاءت الاقدار وارادة الله وحكمه ان يصيبه ذلك المريض الخبيث ( السرطان ) وهو في ريعان شبابه وقبل عشر سنوات اصاب المرض ذلك الدماغ الذي لم يسترح يوماً ولم يبخل بعطائه على احد ، وبدأ صراعه مع هذا المرض اللعين يتخبط به من مستشفى الى مستشفى ومن طبيب الى آخر داخل الاردن وخارجه ، وهو يتقيد بتعليمات واوامر الاطباء وجرعات الدواء فتراه قد تغيرت كل ملامح جسده ووجهه وهو صابر يتحمل آلام المرض ويتجرع الصبر والالم مع الدواء ، على امل ان ينتصر جسده الواهن على هذا المرض العنيد الذي افقدنا كثيراً من الاصدقاء والاقارب دون رحمة ، الى ان تحسنت صحته وانطلق الى الحياة من جديد ليرتبط بانسانه تتحمل معه العناء والألم ولتنجب له اثنان من الصبية في عمر الزهور جزاها الله على صبرها واعانها الله على تربية الصبيين وعلى فراق الغالي الذي لن يعوضها عنه كل الدنيا وما فيها.

وبدون سابق انذار عاد اليه ذلك الضيف الثقيل العنيد الذي ابى ان يفارق هذا الجسد وكأنما هو ايضاً احبه لسمو اخلاقه فتردت صحته واقترب الموت منه واصبح على بعد خطوات ، وهاتفته لاسمع صوته وذهبت لاراه وهو على سريره في المستشفى وتحدثنا طويلاً عن ذكرياتنا ايام الدراسة وعن مدى عشقه لوطنه ، وراح بعد ذلك في غيبوبة استمرت اسبوعين ومات سريرياً الا ان قلبه بقي ينبض متشبثاً بالحياه ، الى ان جاءت إرادة الله وذهب اليوم بجسده وروحه الا انه لن يغب عنا مهما طال الزمان ستبقى في قلوبنا ولن ننساك لاننا احببناك اكثر من اخ او صديق فالى جنات الخلد يا محمد وانا لله وانا اليه راجعون .
bsakarneh@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :