سؤال موجع ينكأ الجروح التي ملأت الجسم العربي الإسلامي ، وربما يضحك منه البعض !! وربما قال قائل : حلم إبليس بالجنة !! سؤال لم يعد مطروحاً حتى عند المفكرين الذين خفت نجمهم ولم يعد الناس يسمعون لهم ولا يبحثون عنهم !! حتى الأحزاب العابرة للحدود عادت أدراجها لتدخل البيات الشتوي الطويل في رحلة تيه لا يدرون عنها أهي أربعين سنة أم أربعين عقداً ؟! أما دولنا فليست معنية بالموضوع من أساسه لأن النهضة تتطلب تنازلات لا يستطيعون تقديمها ناهيك عن ظروف دفع الفواتير التي تدفعها الدول الصغيرة للدول الكبيرة الاستعمارية التي لا زالت على نفس التفكير في الرغبة في السيطرة وفتح الأسواق والصراع الحضاري بينما الإنسانية لا تعني لهم شيئاً الا في الخطابات الإعلامية ومنظمات حقوق الإنسان التي تستخدم ألسنتها في مقام دون آخر !! .

هل نلقي السلاح ونعلن بأننا انتهينا ؟ أم أن الأمر لا يزال في دائرة الممكن ولو كانت الرحلة شاقة ؟؟ ألسنا نرى أن أمريكا لم تكن موجودة قبل بضع مئات السنين وكذا استراليا والهند ودولة الصهاينة ؟؟ ألم تكن بريطانيا العظمى تسيطر على العالم والآن لا تقف في أعلى درجات الأمم . ألم يكن الاتحاد السوفييتي والآن هو في خبر كان ؟ إذن فكرة الصعود والهبوط واردة لكل الحضارات ، وما يهمنا عوامل النهوض : كيف ننهض ؟ ومن أين نبدأ ؟ من المدرسة والبيت والمسجد ؟ أم من رأس الهرم ؟ أم من الحكومات التنفيذية ؟ ما هو دور الجامعات والجماعات والأحزاب والإعلام؟ وما دور الاقتصاد والصناعة ؟ وهل يتم ذلك عبر مؤتمر نهضوي ؟ وقبل ذلك هل التفكير في المسألة وارد أم هو ترف فكري وخيال واسع وبكاء على الأطلال ؟ لا أزعم أنني أملك الإجابة ولكنني اطرح الأمر بين يديكم فحالنا في غاية السوء وأخشى من وجود هاوية تنتظرنا في نهاية النفق.