كنا ننعم بالسلام ، كنا نعيش على الأمل ، كنا نحلم بأن نكبر بأن نصبح أفضل ، حتى جاء ذاك الوحش الفتاك لأرضنا ،جاء فالتهم أمننا ، والتهم آمالنا واغتصب كل أحلامنا ،شتتنا فأصبح القريب منا بعيد ، والحبيب علينا غريب ، وأصبح حب الوطن ألم شديد ، وباتت أرواحنا تنزف بجراحها ، والعيون تبكي على أحبابها ، وأصبح الخوف من الغد أكبر، فكان خوفنا في أرواحنا، في شرفات منازلنا ، في فناجين قهوتنا ،فقد سيطر على حياتنا ذاك الوحش .

ولكن لحظة أين هم ؟ أين عروبتهم ؟ أماتت بموت الأشراف ؟ احترقت بحرق أرضنا ؟ فنحن في كل يوم نقتل، وفي كل يوم تنتهك حرماتنا ، وننادي يا من جردت قلوبهم من الرحمة ارأفوا بأرواحنا ، كفانا تشتتا كفانا ألما ، كفانا تدميرا.... فقد سرقوا من فلسطين الزيتون ونحن صامتون ،وأحرقوا نخيل العراق الميمون ولازلنا صامتون ،ودمروا الشام ولازالوا يدمرون ،فنحن أمة لا تحفظ من كتاب الله سوى (إنا لله وإنا إليه راجعون) ،ولكن متى سيدق الفرح أبوابنا؟ متى سيعود الفرح لقلوبنا لا نعلم.

ولكن ثمة يوم سنعود به كما كنا ، في هذا اليوم ستصرخ أرواحنا لتتحرر من قيودها ، فالشام ستصرخ ، والعراق ستصرخ ، وفلسطين ستصرخ،واليمن ولبنان والجزائر... جميعهم سيصرخون ليتحرروا ، فسوف تعود الأراضي المحترقة خضراء ،وسيعود الفرح، وتعود البسمة لوجوهنا كما كانت،وسيختفي هذا الحزن للأبد ، فلعل فجر يوم جديد يشرق على نصر أمة وحرية وطن.

الفائزة بالمسابقة الادبية "في سماء الضاد"

بقلم الطالبة : سارة عبد الفتاح صباح

مدرسة ميمونة الثانوية.