facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الدولة والاخوان المسلمون


ماهر ابو طير
06-01-2009 04:51 AM

احيل مدير المخابرات السابق الفريق محمد الذهبي على التقاعد بناء على طلبه بعد ثلاث سنوات من العمل في موقعه ، ونقرأ في اسبوعية المجد انه كان بامكانه ان يصبح عضوا في مجلس الاعيان ، الا انه فضل الراحة والاستراحة ، وكانت ذروة فترة خدمته ، فتح صفحة جديدة مع الاسلاميين في الاردن ، وحركة حماس ، كانت احدى نتائجها ، عدم اضطرار الاسلاميين في الاردن ، للانفجار ، في توقيت مذبحة غزة ، بعد ان عادت اليهم بعض مساحتهم ، في وقت سابق ، فجاء تعبيرهم راشدا ومنطقيا ، خلال الايام القليلة الماضية.

في سدة جهاز المخابرات ، اليوم ، شخصية جديدة ، فاللواء محمد الرقاد ، تسلم مهماته ، في توقيت حساس جدا ، ولعل السؤال اليوم ، ماذا سيكون موقف الدولة من الحركة الاسلامية ، والحوار الذي انفتح باتجاه حركة حماس ، هل ستستمر العلاقات والاتصالات ، ام انها سوف تتراجع ، هل الانفتاح باتجاه الاسلاميين كان استراتيجية سياسية امنية في مرحلة محددة فقط ، ام انه توجه استراتيجي كامل للدولة ، ولمن يقرر سياساتها وتوجهها ، هل سنشهد خلال الفترة المقبلة ، انقطاعا ، في الحوار على المستويين الداخلي والاقليمي ، ام استمرارا لهذا الحوار ، ولماذا لم تحدث اتصالات مع حماس خلال الايام القليلة الماضية ، بعد ان تأسست ارضية تمكن الاردن ، من الحديث مع التنظيم في هذا التوقيت ولاعتبارات عديدة.

لا مصلحة للاردن ، في كل الاحوال في انقطاع الاتصالات والعلاقات مع الحركة الاسلامية ، فهذه الحركة هي التي قادت الجماهير ، في بعض الحالات ، لتعبر عن رد فعل الشارع الاردني ، وهذه الحركة تصرفت بشكل راشد ، في الاغلب ، باستثناء تعبير جارح لاحدهم ، اطلقه ، ولم تقف الدولة عنده ، ليس لضعف فيها ، وانما لمعرفتها ان انفلات الاعصاب يعمي البصر والبصيرة ، في بعض الحالات ، ولا احد يعرف على وجه الخصوص ، ما الذي ستؤول اليه معركة غزة ، رغم التفوق العسكري لاسرائيل ، الا ان الجميع يعرف ان حماس لن تنتهي في القطاع ، بالاضافة الى ان اسرائيل ذاتها قد لا تريد انهاء حماس كليا ، لانها تريدها ان تبقى عقدة في وجه سلطة محمود عباس ، مفيدة في عرقلة حل الدولة الفلسطينية ، وفي تحجج اسرائيل بوجود ارهاب ضدها ، وتريدها ان تبقى كذلك حتى يبقى الصف الفلسطيني غارقا في الخلافات والمحاسبات.

من المصلحة اذا ان يتم طي ملفات كثيرة مع الحركة الاسلامية في الاردن ، وابرز ذلك ملف جمعية المركز الاسلامي الخيرية ، واعادة الجمعية الى "الاخوان المسلمين" في ظل مصاعب اقتصادية مقبلة على الطريق تجعل الجمعية مهددة في مواردها ، ومن المصلحة ان تبقى هناك علاقة متوسطة مع الحركة الاسلامية ، وقد لا تكون بذات الشكل القديم المنفتح ، ولكنها لا يجوز ان تقوم على الابعاد والاقصاء ، الكاملين ، ففي مثل توقيت الحرب على غزة ، يقرأ المحللون والاستراتيجيون كيف اثمرت علاقة نصف منفتحة على الاسلاميين ، بصيانة ردود فعل الحركة في الشارع الاردني ، التي لم تجد نفسها امام ثأر في الساحة المحلية لاي سبب كان.

من يدفعون باتجاه القطيعة مع الحركة الاسلامية ، يدفعون باتجاه سحب الحلفاء من الشارع ، حتى ضمن صيغ متفق على بعض ما فيها ، ومن يدفعون باتجاه القطيعة وتحجيم الحركة الاسلامية ، هذه الايام ، يريدون ان يتقدم كثيرون من هذا الفراغ السياسي ، في ظروف خطيرة ، مؤهلة للتكرر ، وقد نشاهد غدا ، في غياب الحركة الاسلامية ، بدلاء على قدر عال من التطرف ومناهضة الدولة ، وربما الرغبة بتفكيكها ، ما دامت الحركة الام قد غابت ، او تم تغييبها ، خصوصا ، ان هناك اليوم ، من يريد ان تعود الدولة الى مرحلة القطيعة الكاملة مع الحركة ، التي كان لها دور ايجابي في ظل الاحداث الاخيرة ، على قاعدة ضبط الجماهير ، وعقلنتها ، في توقيت يتفلت فيه الجهلة من كل رابط ، والعلاقة مع الحركة الاسلامية ، لها جوانب مهمة جدا ، دون ان تكون علاقة وظيفية ، لها دور محدد ، ولربما نريد اجابات عن كثير من الاسئلة التي يتم طرحها اليوم ، حول العلاقة مع الاسلاميين ، ولعل الاجابة المفترضة هي ان العلاقة معهم والتي تحسنت خلال الشهور الماضية ، كانت علاقة اتفقت عليها الدولة ، ولم تكن مجرد مرحلة ، وهو ما ستثبته الايام ، او تثبت عكسه.

جبهتنا الداخلية ، بكل ما فيها ، امر مقدس ، وحين ينفجر العالم من حولنا ، لا نجد سوى تماسكنا الداخلي.

m.tair@addustour.com.jo





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :