facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




القادم أسوأ وعلى العرب أن يتحركوا قبل فوات الأوان


د. رلى الفرا الحروب
06-01-2009 09:42 PM

جملة بالغة الخطورة قالها مراسل إذاعة لندن ( البي بي سي) احمد البديري صباح الأمس، فماذا قال؟

"مسؤولون عسكريون وسياسيون اسرائيليون قالوا لي على مدار الأيام الماضية: لماذا نتوقف؟ نحن منتصرون والعرب معنا وامريكا معنا والاوروبيون معنا وكنا نخاف من شارعنا ان يتحرك عند رؤية صور الاطفال القتلى ولكن هذا لم يحدث فلماذا ننسحب..لن نفكر في ايقاف النار الا ان تعاظمت خسائرنا ..هذه هي الحالة الوحيدة التي يمكن فيها ايقاف الحرب والاستجابة للمبادرات".

إن وضعنا هذه الإفادة الهامة إلى جوار تصريح لبن أليعازر قبل أيام نقلته وكالة الاسوشيتد برس قال فيه إن الحرب على غزة ستستمر على الأقل طيلة أربعة أسابيع، وإن عرفنا أن باراك أوباما لن يتولى منصبه كرئيس فعلي للولايات المتحدة الأمريكية إلا في العشرين من يناير، وإن قدرنا أنه سيلزمه بعض الوقت قبل أن يتدخل لوقف المحرقة النازية الجديدة في غزة هذا إن تدخل بالأساس، فإننا أمام حرب ستستمر على الأقل لمدة شهر أو يزيد وستشهد مزيدا من التصعيد كما حدث بالامس وستنتهي نهاية مأساوية يكون فيها حجم الخسائر الإنسانية في المدنيين : أطفالا ونساء وشبابا وشيوخا شديد الوطأة على ضمير العالم ، وحجم الخسائر السياسية عربيا لا يمكن إصلاحه.

المشكلة الآن إذن: سياسية وانسانية. لماذا سياسية؟ لأن القضاء على المقاومة في غزة يعني القضاء على آخر الاصوات الفلسطينية التي تعارض التسوية المخزية التي يريد الغرب فرضها على العرب والتي تحظى بالفعل بموافقة عدد من زعماء العرب المؤثرين وعلى راسهم بعض قوى "الاعتدال"....سنواجه بأمر واقع كانت إسرائيل تخطط له منذ زمن ويبدو أن الوقت قد اقترب لتحقيقه قوامه دولة فلسطينية في غزة فقط ، أما الضفة الغربية فسيتم الحاقها اداريا بالاردن بشكل او بآخر شريطة ان تبقى منطقة منزوعة السلاح، وهذا ما حذر منه الملك عبد الله الثاني أمس على قناة الجزيرة حين قال: "إنني أفكر فيما بعد غزة....هناك مؤامرة تستهدف الشعب الفلسطيني وحقوقه وعلينا أن نعمل جميعا بسرعة لإيقاف الأجندة الإسرائيلية".

مضمون كلام الملك عبد الله الثاني لم يكن مفاجئا للساحة الإعلامية والسياسية فقد بات معلوما للجميع أن هناك مؤامرة واسعة الاطراف تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وأن ما يحدث في غزة ليس إلا أحد فصولها، ولكن المفاجئ أن يصرح الملك علانية بوجود هذه المؤامرة وأن يخرج موقفه تجاهها من حيز أروقة السياسة إلى حيز الإعلام. هذا يعني أن الملك عبد الله الثاني يقول ضمنا إن علينا أن نتحرك جميعا شارعا وقوى سياسية للحيلولة دون تصفية القضية لأن حجم الضغوط التي تمارسها أمريكا وإسرائيل وبعض القوى الأوروبية ربما يثمر قريبا عن تغيرات جوهرية ستضر بالأردن كما ستضر بفلسطين.

ليس سرا أن الإدارة الأمريكية طالما انتهجت نهجا تاريخيا مشينا في تغيير النظم التي لا تنصاع إلى تعليماتها وليس سرا أنها تستخدم أدوات متعددة لتنفيذ مثل تلك المخططات منها الانقلابات العسكرية والثورات الشعبية والتغيير من داخل الأسرة الحاكمة أو هرمية النظام الحاكم نفسه عبر الاستبدال، وليس سرا أيضا أن إسرائيل لا تنوي التخلي عما تعتبره تاريخيا يهودا والسامرة ( أي الضفة الغربية)، كما أنها لن تسمح بوجود دولة فلسطينية لا تثق بها في عمقها، ومن ثم فإن المعطيات المادية والمخططات الإسرائيلية تقول إن اللاجئين الفلسطينيين سيعودون إلى غزة التي ستحصل على ما يعتقد بعض المسؤولين الفلسطينيين أنه ستمائة كيلومتر إضافي من العريش عبر التأجير أو غيره من البدائل القانونية وستتحول إلى ما يسمى دولة عموم فلسطين وتصب فيها الاستثمارات العالمية لتحقيق مستويات معيشية مقبولة تقترب من نظيرتها في إسرائيل، وبذلك يتم إغلاق الملف الفلسطيني وتعلن جميع الدول العربية تطبيعا كاملا مع اسرائيل.

وللأسف الشديد فإن بعض فلسطينيي الضفة الغربية الذين جرى تطويعهم وترويضهم إلى جانب العديد من قادة النضال الوطني الفلسطيني سابقا مسؤولي السلطة الوطنية الفلسطينية حاليا الذين تحولوا إلى تجار يعملون في مجال البزنس والاستثمارات يساهمون في إقرار هذا المخطط : بعضهم مساهمة نشطة بالمشاركة في المخططات التآمرية والعمل على تنفيذها، وبعضهم مساهمة سلبية بامتناعهم عن المقاومة وتركيز كل جهودهم في تحسين ظروف حياتهم الاقتصادية، وللأسف فإن كثيرين منهم لا يمانعون في حل مثل هذا باعتباره عمليا وباعتبارهم يريدون العنب لا مقاتلة الناطور بغض النظر عن القضية الفلسطينية والارض والتاريخ والهوية والتراث.

أما البعد الإنساني فيما يحدث فيتلخص في المأساة التالية: ليس أمام المدنيين في غزة مكان يلجأون اليه للحماية...الحدود مغلقة امامهم برا وبحرا وجوا فهم محاطون من جهة بالإسرائيليين الذين يريدون موت اكبر عدد منهم وهذه فرصة ممتازة لتصفية من يستطيعون تصفيته منهم خاصة وان العامل الديموغرافي لطالما كان هاجسا امام اسرائيل، ومن جهة ثانية بالمصريين الذين تغلق حكومتهم الحدود بذريعة انها لا تريد تهجير السكان من ارضهم، والمحصلة ان الاطفال والنساء والمدنيين لا يجدون مكانا يحتمون فيه من الموت والإصابة....

لو كانت اسرائيل لا تريد قتل المدنيين حقيقة ولو كانت معركتها فقط مع قوى المقاومة لأعلنت منطقة محمية ودعت السكان المدنيين إلى التوجه إليها ولسمحت بإقامة خيام أو مقرات مؤقتة لاستيعابهم ثم دخلت المدن بعد ذلك لقتال حماس والمقاومة كما تدعي، ولكن الحقيقة ان جزءا من اهدافها هو قتل اكبر عدد ممكن من الفلسطينيين وإصابة الاحياء منهم بإعاقات دائمة وترويعهم جميعا وصولا إلى الهدف النهائي وهو تركيعهم وتغيير افكارهم لتقبل السلام المفروض الذي يحرمهم من مناطق شاسعة من ارضهم ، ويمحو تاريخهم وكأنه لم يكن ، كما يحرمهم فعليا من السيادة.

نحن الان نواجه كارثة انسانية بكل ما في الكلمة من معنى ...في كل الحروب في التاريخ لم يحدث ان لا يجد المدنيون مكانا يحتمون به او يفرون اليه....الفلسطينيون في غزة لا يجدون مكانا يحتمون به... دماء الاطفال والنساء والشيوخ والشباب هي عربون صفقة السلام المشبوهة القادمة التي بشر بها بوش دون أن يحدد حدودها طيلة السنوات السابقة ولكنه يأتي اليوم ليعلن تلك الحدود بشكل غير مباشر بتجديد دعمه للعدوان على غزة ، فماذا نحن فاعلون؟

أمير قطر والرئيس السوري ومعهم ثماني زعماء عرب آخرون يطالبون بعقد قمة عربية طارئة خاصة بعد فشل مجلس الأمن الدولي في استصدار قرار بوقف إطلاق النار وفتح المعابر للمرة الثالثة، والرئيس السوري لوح بإمكانية عقد قمة بمن يحضر ، وهو ما يؤكد عمق الهوة بين الزعماء العرب في هذه اللحظة التاريخية الحرجة من عمر الأمة ويعمق الفجوة بين رؤيتين متصارعتين لمستقبل المنطقة إلى جوار رؤى أخرى فردية مبعثرة لا وزن لها ولا تأثير.

هل تكون القمة مخرجا لأهل غزة وللمأزق الفلسطيني كله؟ لن تكون كذلك إلا إن حضر المصريون والسعوديون بإرادة ورغبة للفعل والتوافق مع بقية العرب، وليس سرا أن النظامين المصري والسعودي هما من يعرقلان القمة حتى اللحظة.

لقد قال أمير قطر في كلمته المؤثرة أمس الأول:

"لقد دعونا في قطر إلى عقد قمة عربية طارئة لاتخاذ موقف من العدوان على غزة، وقد أثبت تحرك الشارع العربي والعديد من قوى السلام في العالم أن هذا هو أقل ما تتوقعه الشعوب منا، وكان رأينا وما زال أنه بوسعنا أن نفعل شيئا وأن الإشكال لا يكمن في القمة بل في إرادتنا التي نأتي بها إلى القمة. وأنه حين تتوفر لدينا الإرادة فإن بإمكاننا أن نتخذ قرارات مؤثرة على الساحة الدولية وعلى إسرائيل."

إذن، المشكلة ليست مشكلة إمكانية أو قدرة بل مشكلة نية وإرادة. وبما أننا نتحدث عن الإرادة يمكننا إذن الاستطراد في سيناريوهات الحل ، فما هي الحلول المتاحة للخروج من المأزق؟

بما أن إسرائيل ترفض إدخال المساعدات إلى اهل القطاع لانها تريد إخضاعهم في اقصر وقت ممكن في حين أن دخول المساعدات يبقي لهم رمقا للمقاومة ويساعدهم على الصمود، فان على الدول العربية توظيف كل علاقاتها وإمكاناتها للضغط على اسرائيل لفتح ممرات آمنة لدخول المساعدات الغذائية والدوائية والإنسانية والمستشفيات الميدانية وغاز الطهي ووقود التدفئة وتخصيص مناطق محمية للمدنيين تبقيهم في منأى عن القصف والعمليات الحربية كما ينص على ذلك القانون الدولي، وفي حال أخفقت تلك الجهود وأصرت اسرائيل على رفضها، فان على هذه الدول المبادرة إلى:

وقف كافة أوجه التعاون الأمني الاستخباري مع دولة العدو والولايات المتحدة الامريكية فالكثير من النجاحات التي سجلها أولئك انما بنيت على اكتاف الاجهزة الامنية العربية
تجميد معاهدات السلام وسحب السفراء العرب وطرد نظرائهم الإسرائيليين.
إعلان حالة الطوارئ في الجيوش العربية واستدعاء جنود الاحتياط للتلويح باستعداد العرب لدخول حرب إن لم توقف اسرائيل المجزرة.
تعليق عضوية الدول العربية جميعها في الأمم المتحدة بكافة هيئاتها وعلى رأسها الجمعية العامة ومجلس الامن احتجاجا على انحيازها المفضوح لاسرائيل وفشلها في التوصل إلى قرار يوقف اطلاق النار ويحقن الدماء، والتهديد بانسحاب جماعي منها.
تهديد اوروبا والولايات المتحدة الامريكية بسحب الودائع البنكية والاستثمارات وإيقاف كافة اشكال التعاون الاقتصادي معهما.

هذه الاجراءات السريعة كفيلة بدفع ما يسمى المجتمع الدولي إلى إعادة النظر في موقفه والضغط على اسرائيل لموقف المجزرة

هذا على المدى القصير والفوري، أما على المدى المتوسط والبعيد، فإن هناك عددا من الاقتراحات منها:

تشكيل لجنة حقوقية سياسية من عدد من القانونيين المتميزين والشخصيات السياسية العربية بالتنسيق مع نقابات المحامين في الوطن العربي ووزارات العدل الراغبة في المشاركة وبإشراف ودعم مالي من جامعة الدول العربية او بعض الدول العربية التي تملك إمكانات مالية لمحاكمة المسؤولين الحاليين في الحكومة الاسرائيلية باعتبارهم مجرمي حرب وتوقيع عقوبات سياسية واقتصادية على اسرائيل.

لقد تمكنت اسرائيل على الدوام من الافلات من العقاب الدولي جراء تراخي العرب الذين لا يحسنون الاستفادة من الادوات المتاحة امامهم، وهذه هي النقطة التي ينبغي التوقف امامها لمراجعة المواقف...لدينا مجموعة من المجازر الجديدة في غزة ولبنان وجنين فلنبدأ بالعمل من اجل إدانة اسرائيل في المحاكم الجنائية الدولية المختصة واستصدار عقوبات من مجلس الامن الذي يغمض عينه على الدوام عن جرائم اسرائيل ويفتحها على المستضعفين فقط من الدول.

وضع خطة إعلامية متكاملة تشرف عليها جامعة الدول العربية أو أي هيئة أخرى يتم تشكيلها لهذا الغرض تستهدف التأثير في شعوب العالم ( خاصة في الغرب ) وتوعيتها بأبجديات الصراع العربي الاسرائيلي وحشد دعمها المعنوي وتعاطفها في مثل هذه الازمات، وهذا يستدعي تخصيص مبالغ مالية كبيرة من قبل الدول الاعضاء لشراء عدد من وسائل الإعلام العالمية المطبوعة والمرئية والمسموعة أو إنشاء أخرى جديدة تخاطب الآخر بلغته وتقدم وجهة نظرنا فيما يحدث، لأن الواقع المرير هو ان الصهاينة واليهود والاسرائيليين يسيطرون سيطرة شبه تامة على وسائل الاعلام حول العالم وليس في الغرب وحده، وقد شهدنا وسائل إعلام عربية منحازة إلى وجهة النظر الامريكية الاسرائيلية وتحاول التأثير في عقول شبابنا ، أي أننا بتنا مستهدفين في عقر دارنا بعدما تحولوا إلينا في أعقاب إحكام سيطرتهم على وسائل الاعلام الرئيسة في العالم.

على المجتمع المدني العربي والاسلامي التحرك لتشكيل جماعات ضغط فاعلة تؤثر في مواقع صنع القرار داخليا وخارجيا وتكون قادرة على إيقاع عقوبات تجاه من يعادي قضايانا على غرار ما يفعله اللوبي الصهيوني المؤثر في امريكا واوروبا بل وفي العالم كله وعلى رأسه الدول العربية ذاتها بالأخص المعتدلة منها، ولتحقيق ذلك لا بد من ان يتبرع الأثرياء بالأموال لمثل هذه الجمعيات ليوفروا لها العناصر المتفرغة للمتابعة والعمل والأدوات اللازمة للتأثير من مثل عقد المؤتمرات وتوجيه الرسائل الالكترونية واستمالة صناع القرار في مواقع مختلفة وتمويل الحملات الانتخابية للسياسيين وغير ذلك مما تمارسه اللوبيات اليهودية والصهيونية في امريكا وأوروبا وباقي دول العالم.

عقد مؤتمر عربي ودولي لإعادة إعمار غزة على غرار ما حدث في لبنان بعد انتهاء العدوان وتخصيص صندوق دائم لدعم صمود الفلسطينيين على ارضهم، وفرض دولار على كل برميل نفط يباع يخصص لدعم الفلسطينيين وإعادة إعمار الأراضي الفلسطينية بالأخص في غزة.

هذا بعض مما يمكن فعله، والزعماء العرب قادرون بكل تأكيد على اجتراح المزيد من الحلول إن أرادوا، فهل يريدون؟
الانباط.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :