عمون – لقمان إسكندر - "إذا فاز الاخوان بالانتخابات فهي نزيهة". هذه هي الجملة التي كانت متداولة بين أنصار الجماعة، منذ أن بدأ التسخين للانتخابات البلدية ومجالس المحافظات.

كان مرشح جماعة الأخوان المسلمين غير المرخصة في مدينة الزرقاء علي أبو السكر عقدة العقد الاعلامية. وقد فاز. مؤشر "ابو السكر" واحد من النماذج المنتظرة لما سيقرره الإخوان، فيما إذا كانت الانتخابات نزيهة أم لا. هذا هو الانطباع لديهم. وبغض النظر عن دقة هذا المقياس، لكنه من بين أدوات القياس المعتمد لدى الشارع.

إن نجاح الإخوان المسلمين في الانتخابات، بالنسبة الى الجماعة نفسها، كان على شعبتين: اختبار ورسالة. أما الاختبار، فيتعلق بما تفكر به الدولة تجاههم حاليا. هل ستعيدنا الى الطاولة؟ "هل ستتركنا نفوز؟ هل يعني فوزنا أن سياسة الدولة ستستمر في تبريد أزماتنا معها؟". ما زالت الجماعة غير المرغوب بها مشغولة بتجميع أوراق "دلال" تثبت بها للدولة أنها هنا.

اشتباك الاخوان مع الدولة اشتباك الضرة مع زوجها على ضرّتها، يوم تطلب ودّه، لا لتسعى إلى الطلاق معه.

أما "الرسالة" فهي محاولة "غير المرخصة" تجميع مزيد من "رأس المال السياسي" لإقناع "الرسمي" أن من المجدي له الشراكة مع الجماعة، ومضاعفة أثمان الاشتباك البارد بينها وبين السلطات، وزيادة البيض الإخواني في السلة الوطنية.

على ذكر "غير المرخصة" ما هي أخبار المرخصة؟

يشعر الإخوان بالنشوة اليوم وهم يرون أسماء أعضائهم تتصدر لوائح الفرز، وكالعادة سيذهبون بعيدا وهم يشيرون الى مجريات امس الانتخابية وأن الدولة بهذا ترسل لهم رسائل تطمين عبر مراكز الاقتراع. ربما هذا صحيح. لكن ما هو أدق منه أن الدولة نجحت وانتهى الامر في تأطير الجماعة بهذا المستوى من حرية المناورة، وعلى الجماعة ان تكون عقلانية في تقدير موقفها.

الاخوان بالنسبة الى الدولة زوجة عجوز مقدّرة ومعززة، على أنّ عليها أن تقتنع بمساحة مناورتها الحالية، وألا تتنافس مع شابة تمتلك أدوات الاغراء السياسي المعاصرة.