عمون - لقمان إسكندر - الرئيس التركي رجب طيب اردوغان لم يركب طائرته، ويصل بها العاصمة عمان. ما جرى أن اردوغان وبعد ان عقد مؤتمره الصحافي في مطار اسطنبول قرر العودة الى المنزل.

هذا ما يفهمه من تابع نشرة التاسعة وغيرها من النشرات الرئيسية ثم حصاد قناة الجزيرة. فزيارة بحجم زيارة "السلطان" الى عمان، لا ترى بالعين القطرية المجرّدة، وهو ما يفتح السؤال عما اذا فعلت الدوحة ذلك بهدف ايصال رسالة ما الى صانع القرار في عمان.

اقتصرت اشارة الزيارة الى المملكة، عدا عن الشريط الاخباري، في الملف الذي فتحته نشرة التاسعة العامة على تصريحات أردوغان حول قرب عملية ضد الارهاب بالاشتراك مع طهران "الحليف الجديد" للدوحة، من خلال قراءة مقدم اخبار النشرة ان تصريحات اردوغان تلك جاءت في المطار قبيل مغادرته الى الاردن، فقط.

اما الحصاد فخلت ملفاته من اردوغان، فهل هذا يعبر عن القراءة القطرية للموقف الاردني؟

سياسيًا، يحق للدوحة ذلك، فالدبلوماسية الاردنية استخدمت قبل عقود سياسة نشرة الطقس في التلفزيون الاردني لايصال رسائل سياسية لمن يهمه الامر. وسياسيا أيضا يحق لها ذلك، فمستوى عين الدوحة الغاضبة علينا يتناسب مع مستوى تناقضاتنا السياسية معها. إن زدنا زادوا. دقة بدقة. أما مهنيا، فالامر مختلف، فيما يخص قناة الرأي والرأي الآخر. هذه سقطة.

طالما تعرضت قناة الجزيرة للاتهامات بانحيازاتها غير المهنية. في الحقيقة كانت قناة الجزيرة ميالة أكثر الى رأي المواطن العربي، فهو الرأي وهو من يدور حوله الرأي الآخر، ومن هنا حازت على ثقته، وحصدت ما حصدته من حجم مشاهدة مرعبة. الا ان الامر بعد عاصفة القطيعة اختلف. جُن جنون جزيرة الدوحة.

كانت القناة القطرية تفتخر بأن خبرا لم يُقرأ في نشراتها لم يقع اصلا، حتى وإن سالت فيه دماء وتهدمت مدن. هذا حق. لكن معول السياسة الملعون بدأ ينقضّ على رأس قناة المواطن العربي، فاسرفت فيه انحيازا، حتى تحولت الجزيرة الى مجرد قناة من بين القنوات، تكيد كيدا، ويكيدون كيدا.

فجأة اكتشفت قطر المجاعة في اليمن، وعلى سبيل المصادفة وقعت على ملفات الدماء في عدن. هنا الجزيرة، حيث دول المقاطعة وجبات الجزيرة اليومية. 

الى حد ما كنا نظن ان علاقتنا بالدوحة محمية باشتباكنا المحايد معها، فماذا حصل حتى لم تر غرفة اخبار الجزيرة هبوط طائرة اردوغان في عمان، في الزيارة التاريخية التي لا تقل اهمية عن اهمية الشراكة التركية الايرانية العسكرية الجديدة؟

هل يعقل ان زيارة اردوغان لعمان أوجعت الدوحة؟ فزارها رغما عنها  وخارجا عن رغبتها ربما لكن ما هو مؤكد هو: علاقتنا بقطر ليست بخير..