facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




محمد دحلان .. ان حكى!


محمد خروب
11-01-2009 03:15 PM

ثمة من خرج على الناس يوم امس يقول اذا كانت المقاومة تريد تدمير الشعب فلا نريدها.. وبعيداً عن اسم من أدلى بتصريح كهذا في وقت تنهمر حمم الطائرات الفاشية وقنابل مدافع مجرمي الحرب في اسرائيل على قطاع غزة، وخصوصاً المدينة الباسلة غزة، سواء كان هذا الشخص رئيساً لسلطة وهمية أو دولة على الورق، انتهت صلاحيته رسمياً قبل يومين أم رئيساً لحكومة توصف بأنها حكومة تصريف أعمال، وهي في واقع الحال لا تصرّف شيئاً بقدر ما تـَصْرِفُ من الرصيد الوطني والنضالي والحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني، والذي يظهر في اصدارها الاوامر لقوات الامن (...) التابعة لها والتي اشرف على تدريبها ورعايتها الجنرال دايتون، بالتصدي للمتظاهرين المنددين بجرائم اسرائيل ضد ابناء شعبهم في غزة تحت حجج واهية ومتهافتة، مثل رفع اعلام حماس أو التقدم باتجاه حاجز تقيمه قوات الاحتلال للتنكيل بالفلسطينيين، أو حماية قطعان المستوطنين (ونحسب انها لهذه المهمة قد انتدبت)..

نقول: بصرف النظر عن تصريحات صادمة كهذه، فإن من الخطورة بمكان تجاهل أنها مواقف تندرج في اطار ثقافة حرص اصحابها على ترويجها والدفاع عنها، ولم يعودوا يكترثون بالضرر الذي تعود به على المشروع الوطني الفلسطيني، الذي يتعرض الان لعملية تصفية حقيقية بعد أن تم تشويهه واهماله والقفز عليه، تحت ذرائع وتفسيرات ومغالطات يصعب وصفها بغير انها اندماج اقرب الى التماهي مع المخططات الرامية الى تقزيم الحلم الفلسطيني وتحويل حقه في اقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 بعد ان فعل اتفاق اوسلو ما فعله، رغم انه مات ولم يدفن بعد حتى بعد عملية السور الواقي التي شنها ارئيل شارون وشاؤول موفاز والتي رأى فيها شارون استكمالا لحرب التحرير التي توقفت في العام 48 واستؤنفت في حزيران 67 وقد آن الاوان لمواصلتها في اذار 2002، وقبله كان برنامج النقاط العشر في العام 1974 الذي دشن لمرحلة جديدة ومشروع اخر وجد تعبيراته الواضحة في اعلان الاستقلال والدولة في 15 تشرين الثاني 1988.

اصحاب ثقافة رفض المقاومة واعتبار السلام خيارا استراتيجيا في المسار الفلسطيني والايمان العميق بان الحياة مفاوضات ، يقولون في صراحة لافتة وفي ظروف لم يحدث ان سُفِكَ فيها الدم الفلسطيني على هذه الدرجة من الفظاعة والوحشية والاجرام إلاّ اثناء فصول النكبة الاولى التي توالت حتى اللحظة ولم تنته، انهم لا يريدون المقاومة وربما سيكون جارحا القول ان هذا من حقهم ما داموا قد اختاروا هذا الطريق لكن السؤال الذي يطرح نفسه بالمقابل.

إذا كان السلام الذي تسعون اليه عبر المفاوضات لم يفض الى شيء وقد ثبت ان الغاية من ورائه هو التفريط بالحقوق المشروعة والثابتة للشعب الفلسطيني (قضايا اللاجئين وحق العودة والمياه والسيادة) ما يعني تصفية القضية الفلسطينية نهائيا فمن يريده من الشعب الفلسطيني وعلام تراهنون اذا، بعد ان وصلت الامور الى نقطة اللاعودة وباتت الصورة واضحة وليست في حاجة الى رتوش او طقوس؟.

ويسألونك عن الشرعية.. الان.

يقول محمد دحلان الذي انتعش بعد محرقة غزة وكان قد اختار او أُجبر على الاختفاء، ولم تكن غير جنيف (...) محطة لاستراحة ابن المخيم ، المحارب ووقتاً مستقطعاً للادلاء بالتصريحات واللقاءات الصحفية واستذكار المناسبات، وقال كثيرون لعقد الصفقات التجارية وغير التجارية واستحضار التاريخ المجيد الذي سطره، رغم أنه لم يتجاوز العقد الرابع من عمره الا بسنوات قليلة.

يقول ابو فادي: امكانية عودة غزة الى الشرعية هو قرار مرهون بحركة حماس.. ثم لا يلبث في مكان آخر من المقابلة التي اجرتها معه وكالة الصحافة الفرنسية في مكتبه برام الله قبل ايام، ان يعبّر عن قناعته بأن اسرائيل لا تريد انهاء حكم حماس على قطاع غزة..

هل نحن أمام أحجية معقدة، ام ارتباك ومحاولة لالغاء عقول الناس والايحاء بأن ما يحدث في غزة هو مجرد رد فعل اسرائيلي بربري على تجاوزات حركة حماس الحليفة لاسرائيل كما يريد دحلان ان يوحي، بل هو يجاهر بذلك بعد أن يبدي زهده في العودة الى غزة مستغلين المعركة والدم ويرى في ذلك غير اخلاقي (...) ثم لا يتردد في القول مباشرة على نحو يشطب كل ما تشدق به لا نوافق ان تبقى غزة تحت سيطرة ميليشيات حماس ..

حسناً..

يمكن للمرء أن يكتب مجلدات عن الاخطاء التي وقعت فيها حركة حماس سياسياً واعلامياً وسلطوياً (بعد ان سيطرت على غزة في 14/6/2007)، ويمكن للمراقب ان يرصد الكثير من الممارسات والمواقف السلبية التي وقعت فيها حماس أو استـُدرِجت للوقوع فيها، كما بمقدور الذين يقفون على الطرف الاخر من فكر حماس وايديولوجيتها ان يعلنوا معارضتهم واختلافهم مع نهجها السياسي والاجتماعي والثقافي والفكري والايديولوجي..

لكن حماس تبقى في النهاية جزءاً لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني وتحظى بدعم جماهيري لا يستهان به، ان لم نقل الاكبر ومحاولة شطبها أو أضعافها أو اعتبارها نبتاً شيطانياً أو فرعاً ووكيلاً لايران وغير ايران، هي محاولات خائبة لن يكتب لها النجاح، ليس فقط لأن الاخرين ليسوا افضل حالا وجرت تجربتهم وسقطوا في الاختبار فحسب، وانما ايضاً لأنهم بذلك يريدون ايجاد مشجب يعلقون عليه خطاياهم والتستر على ما الحقوه من اضرار على المشروع الوطني الفلسطيني، الذي آن الاوان لأن يتم اعادة كتابته والتمسك به والالتزام الصارم بمضامينه التي لا تفرط ولا تساوم ولا تهادن، تحت يافطات سلطة موهومة ومفاوضات عبثية.. والأهم من ذلك كله الان، احترام قدسية الدم الفلسطيني وارواح الشهداء وعذابات الثكالى والايتام وآهات الجرحى والمكلومين، والدعوة لوقف العدوان وليس البحث عن تمديد سلطوي أو استعادة امجاد تسلطية غابرة في التحكم والتنكيل والايذاء.
kharroub@jpf.com.jo





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :