ها هو عيد الاضحى المبارك يحث الخطى ليدخل ابوابنا بعد يومين حاملا البركة والفرحة في ظل هذه الظروف الحزينة التي تخيم فوق نفوس العرب والمسلمين ..

ومن الجميل في هذه المناسبة العطرة ان يقوم الملايين من المسلمين بذبح الاضاحي من قبل الحجاج ومن الناس عامة مستذكرين قصة النبي اسماعيل علية السلام وشاكرين الله تعالى عديد نعمه ...

ومن فضائل هذه السنة ان يتمكن الفقراء والمحتاجون من الحصول على كميات من اللحوم قد تكفيهم فترة من الزمن في ظل ارتفاع الاسعار وغلاء المعيشة ، وهذا ولاشك يقوي اواصر المحبة والتكاتف بين طبقات المجتمع الواحد ..

لكني هنا اود ان اتوقف عند هذا السلوك الرائع فأقول ان اللحمة وحدها لا تكفي لإدخال البهجة الى قلوب الناس، حيث يجب ان تصحبها الرحمة والزيارة المباشرة للرحم والاقارب والاصدقاء وخاصة الفقراء والمساكين منهم لتفقد احوالهم واحوال اولادهم، فقد اصبح الناس في عصرنا هذا لا يعرفون شيئا عن اهلهم وذويهم الا عن طريق الفيسبوك والواتس اب وغيره من الوسائل الجافة الغريبة على مجتمعنا ..

وارجو ايضا ان يكون العيد فرصة لفتح صفحة بيضاء جديدة للتسامح وتصفية القلوب بين المتخاصمين وان نكون من السباقين في المبادرة فنحصل على الاجر العظيم من رب العالمين ..

واخيرا فاني انصح الناس كطبيب قلب ان لا يسرفوا في تناول اللحوم في ايام العيد فهي مشحونة بالدهون والدسم الذي يضر بالقلب وشرايينه وان يكون الاعتدال شعارنا في كل ما نأكل او نشرب فالمعدة بيت الداء والحمية رأس كل دواء وكل عام وانتم بخير!