facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




دمائكم يا أطفال غزة سيطاردنا .. فأف لنا


14-01-2009 05:16 PM

طغوا أصحاب الأخدود .. وشاركناهم الطغيان منذ تعلمنا لطم الخدود ، شاركناهم الجريمة حينما قتلنا الهواء في غزة و حينما أوصد الجار المعابر و أغلق الحدود ، حينما صفقنا للعدو المتوحش اللدود .. حينما صافح التاريخ فرعونهم وعاد المجد للنمرود .

يا ويحنا ما الذي اقترفته أيدينا ، يا ويلنا مما اقترفت ألسنتنا ، ومما حملت أفكارنا .. يا عارنا .. عذرا يا طفلة في غزة فتحت قبور مئات الأطفال بعدها ، بعدما غمسوا بالدم لقمة عشاءها الذي لم تستمرئه ، حينما امتدت لها يد صاروخ الشيطان الأعظم قبل ان تمتد للطعام يدها .. يا يدها الشريفة التي قتلت عزائمنا ، وأزهقت آخر روح للكرامة في جباهنا ، يا خزيّنا !

يا طفلة غزة .. قتلناك برعبنا ، بفرائص لنا تتراعد ، كأنها الورق أمام ريح الجنون العاتية ، وصَمتنا على ذبحك ، ونحرك .. وإغماد خنجر الخناعة في ظهرك .. فهذا ما فعلته بنا القناعة ، أنيابنا ، لا ناب ليفني ، الذي أوغل في طهر الوداعة والدماء الزكية.. كانت البداية معبر في أبو سالم ، وانتهينا اليوم في خزاعة !

يا أطفال غزة .. دمائكم في رقابنا ، تلك هي خطايانا ، لا غفر الله لنا ، لا رفع الله عنا شدة ، ولا أقال عثرة ، فنحن أكذب من الكذب نفسه ، نحن خلفاء اللدادا " الذي أحب أكل لحم الأطفال ، فأحببنا لحمكم المشوي ، عبر الشاشة .. واستمتعنا بطعامنا وشرابنا ونومنا الذليل ، ورأسك عند القبر مرتفع أطول من مآذن ٍ أسرفنا في تطاولها ، ولم تطل صرخاتك شغاف قلوبنا ، ولا أذان نخوتنا .

نحن كأولياء الشيطان .. فأصبح صمت بعضنا دعارة سياسية ، ورقيق وطني ، وقتل لآيات الله بدم بارد ، يا نحن يا جنوب أعداء الله ، فلم تكن إسرائيل يوما عدونا ، بل نحن من بنيّــنا هرما من تخاذل ، وتواطؤ ، وعمالة ، وسفالة حتى نحارب الله ، فقد مات فرعون منذ سبعة الآف عام ، ونحن يلزمنا سبعون ألف عام حتى يغسل الفسفور الأبيض خطايانا ، وسبعون سبعون ألف ملك يجرون سبعون ألف خطام ، كل خطام يجرّ خلفه جزء من جهنم ، حتى لتحرقنا تلك النار التي وُعد فيها الكافرين والفاسقين وأصحاب الأذناب الطويلة من المنافقين والمتعاملين بالبنكنوت وجواسيس صهيون ، ومن يعصر قلوب الأطفال ليصنع نبيذا يقدمه للسيدة الأولى في تل أبيب ، ونحن نقف على تلالنا ، بالجلابيب والجلابيات ، و"جلايب " المظاهرات والاعتصامات وأكياس الطحين ، تبا لنا ولأكياس الطحين ، يا عارنا الذي من أجل حفنة منك نستكين .

يا طفلة في غزة .. رسمتها القذائف آية تصرخ في وجوهنا : بأي ذنب قتلت ، ويا روحا تنتزع الروح من أجسادنا الرخيصة ، وعـِزّة علمتنا أخيرا إن لا عزّة لنا سوى نباح نقترفه في اليوم مليون مرة ، بعد أن حبونا على أيدينا وأرجلنا ، بل قوائمنا ، فـغـُرست أنيابنا في جلودنا ، ملوثين بالانهزام والهزيمة ، كذئاب الليل نتراكض للوليمة ، وعند الحق نصاب بالكساح والنباح .. على بعضِنا يستأسد بعضُنا ، وعلى أعداءنا "نستفئر " ، كل واحد منا يعرف جحره ، يقعيّ في وكره ، يلعق جرحه ، يئن كقط ٍ أصابته صليّة من رصاص ، ورصاصنا أقلام ، نخوض بها معارك الكلام ، ومعارك النصر الذي يقوده السيد الإمام .. فنحن تقدميون في كل شيء إلا في معاركنا مع العدو ، فحينما لا نجد ما نهرب عليه من حمير التصريحات أو بغال القرارات ، أو خنازير النكايات ، سنهرب على الأقدام ..
ذلك هو يا صغيرتي ما نسميه في عرفنا ، بالإقدام !

دمكم يا أطفال غزة سيلون التاريخ أحمرا ، تطاردنا لعنته ، كما طاردتنا دماء أطفال "سارييفو " وبغداد ، وأحلام فقراء قرى الأردن وبواديها .. ألا يكفي لعنة الله التي طاردتنا منذ خنا عهده ووعده ، وتحزبنا وتشيعنا ، وقتلنا آل البيت الكرام بالمنجل والشاكوش والبعث و تكفير الدم الحرام ، أهذا ما تركه فينا سيد الأنام ؟!

ألا يكفينا القحط الذي أصاب وجوهنا ، وأصاب قلوبنا ، وأصاب الرجولة والمروءة في عروبتنا .. يا عروبتنا يا قربانا ذبحناه على أبواب غزة ، كي ترضى عنا قتـَلتـُنـّا ، عروبتنا ، حماستنا ، شيوخنا ، زعاماتنا ، عمائمنا ، آياتنا مهمازنا الذي أدمى أدبارنا ، وحين السلام كلنا مغاوير ، وحين البأس ولينا الأدبار .. يا شعبنا إحذروا التتار .. إحذروا العدو الذي يلبس عمامة الأخيار ، فغير بلادنا ليس لنا خيار ، ودون اصطفافنا في صفنا ، كف كل واحد فيكم في كفنا ، نمدكم بالمحبة والسلام ، دون ذلك لن يكون لنا اعتبار ، فعذرا يا غزة التي أشبعوك رجولة ، وأبت رجولتهم أن تتفوه بكلمة حق على المنابر .. فسلام عليكم أهل الديار !


يا حبيبة لنا لم نرّ سوى الدماء تخضب وجهها .. لم يقدموا لك سوى صفعة على وجهك .. لا كسرة خبز تقيم أودك ، ولا قطرة دم تسبق موتك .. قتلوك وقتلونا ردحا من زمان ، وردحا بالكلام ، وهم يجعجعون ولا يطحنون .. يحرّضون ولا يـُقدمون ، يقولون مالا يفعلون ، كأنهم الشيطان يوسوسون ، ثم يتبرأون ، فيستغفرون الله وهم مجرمون .. تباً لنا ولهم ، كم نحن قذرون .

فلتحثوا نساءنا التراب على رؤوسنا ، ولنلبس الفساتين ، ونتبرج ، ولنضع الخلاخيل ، ولنرقص كالغانيات في ساحات الوغى الليلي ، فذلك هو الصهيل .. كلنا خيول تـُتعب النظر ، ولكن أتعبنا العويل .

يا أطفالنا .. لا تصدقوننا ، فنحن كاذبون ، منافقون ، نحن لسنا آباءكم .. نحن أبناء الهزائم وآباء الخيانات ، حتى أوطاننا نبيعها بسهرة على شرفة القمر ، بكأس وكيس وكـــــــــ ...... ! لا ينبغي لكم أن تسمعوها فنحن عبيد ثلاثة الكاف ، ولتخرج من بينكم ، نار تحمي الديار ، تقبض على جمر الوطن ، وتقسم على أن تتوحد الصفوف ، وتحُرم دماءكم ، تصون العهود ، وتجابه اليهود ، وترفع جباه هذا الشعب الذي " تفـسفر " وتعثر وقتلته الردةّ ، بين "رّيس " لا ريش عليه مَحّـقا ، ووزراء حملوا أوزارا فوق أوزارهم ، ونواب جاءوا بالنوائب ، وزعماء زعموا إنهم سيحررون الأرض والإنسان ، فأفلتوا الأرض وفرطوا بالعرض ، مقابل أعمام وعمائم ، وأسياد وسادات ، و تراخوا حينما كشر الوحش اليهودي النازي الغازي عن أنيابه ، وجرد مخالبه .. ولم يقطع أحد إصبعه ، بل تفهمّوا مطامعه .. وسيأتي اليوم الذي يفيض فيه النيل ، ويفور التنور معه !

قتلوك ِ يا صغيرة ، قتلوك العبيد يا حرة يا أميرة ، وقتلناك معهم حين ابتسمنا في وجوههم . فلله درك ِ ، وعلى الله أجرك وأجر من تبعك !
.......................... وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون !

Royal430@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :