facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




(الدود) ملأ الكرك .. الحق على من؟


عاطف الفراية
15-04-2007 03:00 AM

(الدود) وتاريخنا معه فيه لفتات عجيبة.. تدخل في تراكيب لغوية شعبية ورسمية .. زمان .. كنا نحفر المزبلة بأيدينا لنبحث عن نوع محدد من (الدود) تحبه العصافير لنضعه على (الفخاخ) التي ننصبها لصيدها..
بعد ذلك قرأت (لبابلو نيرودا) قصيدة يصف فيها (دكتاتور تشيلي) بأنه (دودة) ولأن ثقافتي في الشيوعيين كانت متواضعة (وما زالت) فإنني لم أفهم يومها ما قصده نيرودا في هذا الوصف..وحين يكثر الولد من الحركة يقول له الأهل: (كأن فيك مهيريمة) أي كأن في مؤخرتك (دودة)
وحين كبرنا صرنا نصف المؤسسات والدوائر والسفارات التي يأكلها الفساد بأن (الدود ينخرها)..
والله سبحانه وتعالى وصف بني إسرائيل بأنهم (يعيثون في الأرض فسادا) ويعيثون هنا من (العثة) والعثة هذه من الدود ..
وبناء على هذا التفسير نقول عن الملابس والأطعمة القديمة (خاصة الجميد) إنه (معثث) لأننا نجد العثة في داخله.. ونستعمل (النفتلين) وبالكركي (الفنطليس) كي لا تعثث الملابس..

وفي وصف الفواكه المنتجة بطرق كيماوية والتي لا نجد فيها (دودا) أبدا نقول: (حتى الدود يأنف منها) أما الخضار والفواكه (أيام زمان) والتي كانت لذيذة وطبيعية فقد كنا نجد فيها دودا ولكننا نفعل العكس ولا نأنف منه بل نقول: (دوده من عوده) ..
وكان أبي رحمه الله ينصحنا بأكل التين دون فتح الحبه حتى لا نرى ما إذا كانت(مدودة) أم لا..
وتقول المطربة الشعبية المعتزلة ميسون الصناع وغيرها من مطربينا الشعبيين .. من الفلكلور الأردني:
(علويه يا ناس لو الميتين قعود.. لسمسم الرمل واطلع صاحبي من الدود)

ويقول العرب وخاصة الأرادنة عند الحلف لتأكيد مسألة مهمة أو غير مهمة:
(والله رأيت الأمر بعيني التي سيأكلها الدود) وفي العبارة هذه إيمان عميق بحتمية الموت وبحتمية أن أجسادنا كلها يوما ما ستصبح طعاما للدود...!!

وكان بعض مدرسينا غير العارفين بالأساليب التربوية الحديثة ولا حتى القديمة يصفون الطالب غير المعني بنظافته بأنه (مدوّد)

ويقدم بعض القوميين العرب تفسيرا (للمن والسلوى) التي أنزلها الله تعالى على بني إسرائيل بأنها (نوع من الدود)، ويستشهدون بأن بعض دول آسيا تعامل الدود كغذاء عجيب مليء بالطاقة والبروتين، ومن هنا جاء وصفه في القرآن الكريم حسب بعضهم بقوله تعالى: (أتستبدلون الذي هو أدنى.. (أي البصل والثوم ..الخ) بالذي هو خير.. (أي المن والسلوى أي الدود) حسب بعضهم أيضا..
أما خميس بن جمعة فلا ريب عنده في أن أصحاب هذا التفسير (قومجية) لدرجة أنهم لم يحبوا أن ينسبوا إلى الإسرائيليين غذاء إلا (الدود) في تفسيرهم للآيات الكريمة من سورة البقرة..

وكثيرا ما كنت أرى على شاطيء عجمان الطيور الصغيرة تركض بسرعة عجيبة .. خلف الموجة المنحسرة.. وتزرع مناقيرها في الرمل.. ثم تهرب قبل وصول الموجة الجديدة بحركة آلية مدهشة جدا.. حاولت معرفة سرها .. فحفرت في الرمل لأجد أن الموجة تأتي بنوع عجيب من (الدود البحري) الذي يختفي في الرمل بسرعة لا يمكن إدراكها .. وأن العصافير تلتقط بعضه بالسرعة نفسها.. سبحان من علّمها.. ثم رأيت الهنود يفعلون الشيء نفسه لاستعمال الدود البحري كطعم في صنارة صيد السمك.. (سبحان الله.. حتى البحر دوده من عوده)..

ومؤخرا قرأت تقريرا عجيبا عن فوائد دود التمر لأمراض المعدة ، ينصح التقرير بأكل التمر دون فتحه.. تماما كوصية أبي في أكل التين.

وتقريرا آخر بثته الفضائيات تستعمل فيه بعض المستشفيات العالمية (الدود) حيث تزرعه في (القروح) ليأكل البكتيريا التي تعيق اندمال الجرح..(عجيب).
ناهيك عن استعمال (العلق) في الحجامة ومزارع العلق في المختبرات الطبية وخاصة الروسية منها... (هذا قديم).
وقديما في قرانا ساعد (دود المعدة) في انتشار (الملح الإنجليزي) وغيره من أنواع الشربات .. (مؤشر اقتصادي).

والذي فجر ثقافتي الدودية اليوم هو قراءتي من أخبار الوطن في الصحف الأردنية عن (دود الزرع) الذي انتشر بكثافة مؤخرا في حقول الحبوب في الكرك لدرجة جعلت وزارة الزراعة تشعر أخيرا بخطر الدود.. وترسل فريقا لتفقد المسألة...
وحسب نص الخبر (جاءت زيارة الفريق للمحافظة بعد شكاوى متكررة من المزارعين منذ بداية الموسم الزراعي حول انتشار دودة الزرع في محاصيلهم الحقلية بشكل واسع ((وعدم كفاءة المبيدات)) التي استخدمت من قبل الوزارة في مكافحة هذه الآفة..
ويقول الخبر إن الدود أصاب ما يزيد على(أربعين ألف دونم) من محاصيل القمح والشعير في الكرك والقصر والمزار.. (الله أكبر)
وقال مساعد الأمين العام المهندس محمد نصيرات إن الوزارة وضعت خطة من ثلاثة محاور (كلمة محاور تذكرني بحرب الخليج) لمكافحة دودة الزرع التي أصابت المحاصيل
وأضاف إن الوزارة تنبهت لهذه الآفة في الأيام الأولى من انتشارها إلا أن هطول الأمطار تسبب في تأخر عمليات الرش
(يعني الحق طلع على الأمطار وعلى الذين صلوا صلاة الاستسقاء)
أما مدير الوقاية النباتية المهندس محمد ختوم فيرى أن انتشار دودة الزرع ينتج عن الجفاف وقلة الأمطار والتغييرات المناخية في المنطقة.
( هنا بطل الحق على المطر.. صار الحق على قلة المطر)
ودعا مدير الإرشاد الزراعي في الوزارة المهندس خليل جرن المزارعين إلى تغيير الأنماط الزراعية التي يتبعونها سنويا ( من كثر الماء اللي عندنا) . لافتا إلى أن انتشار آفة الزرع يأتي نتيجة إهمال بعض المزارعين لحقولهم وعدم اتباع الارشادات الزراعية.
(هذه المرة الحق على المزارعين)
موضحا أن عدم القضاء على الدودة نهائيا يرجع إلى عدم اختراق مادة المبيد الحشري ورقة النبات
(هنا الحق على ورقة النبات)
حيث تكون الآفة موجودة داخل نسيج الورقة مما يحول دون وصول المبيد إليها.
غضب خميس بن جمعة وعلق على الخبر قائلا: ومن هون لهون يا جماعة.. عمين الحق بالزبط؟
ذكرتوني (بالريبورتاج الشهير) الذي قدمه المرحوم (محمد أمين سقف الحيط) حول حوادث السير.. (هذا قبل أن يصبح مديرا للتلفزيون ثم وكالة الأنباء) وأثبت في أحد الحوادث أنه ( كان الحق على الحمار)
Amann272@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :