facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هيا بنت الحسين


ماهر ابو طير
18-01-2009 11:01 AM

هي تلك "الفارسة" التي طبعتها اخلاق الفرسان الهاشميين ، من الجود الى الاحساس بالاخرين ، هي الاميرة هيا بنت الحسين ، التي كنت شاهدا ، دوما ، على انقاذها لمئات الاطفال ، في الاردن ، ممن احتاجوا الى عمليات صعبة ومعقدة ، وبقيت دوما تبتعد عن الاضواء ، بل انني كنت اعرض عليها احيانا حالات لاطفال مرضى ، فلا تتردد بمساعدتهم ، وتقول لي.. لا تعلن ذلك في الاعلام ، وان اعلنت اعلنها باسم "سيدنا"... وليس باسمي.

هكذا كانت ، وهكذا ستبقى ، فارسة عربية ، ولا انسى في مقابلة اجريتها معها ، انها حدثتني نصف ساعة ، فقط ، عن حجها ، كيف كان جميلا ورائعا ، وقالت يومها ، انها حين دخلت الى صحن الكعبة ، غمرها النور الرباني ، وشعرت ان كل الناس اهلها ، وانهم في غمرة من النور ، وان الرضى يرتسم على وجوههم ، وانها لم تنس حجها ذاك ، وستذهب مرارا ومرارا ، الى الحج والعمرة ، وهو مافعلته حقا ، في وقت لاحق ، وتلك الاميرة الاكثر كرما ، مع الناس ، بقيت كما هي ، بتلك السماحة والخير الذي ليس غريبا ، والذي كان نتاجه "تكية ام علي" التي سمتها اساسا تكية الملكة علياء ، لكنها حسبما اخبرتني رأت والدتها في المنام ، محتجة على الاسم ، طالبة تغييره الى "تكية ام علي" ، وهو ما كان فعلا ، واذا كانت الاميرة ليست بحاجة الى مديح او مجاملة ، فان اهم مايميزها هو قلبها النوراني الذي ينزع لمساعدة الناس ، بطريقة لاتعرف الحد ولا الحدود ، وهذا ما يفسر وقفتها لاجل غزة ، وتأثرها الشديد بمقال كتبته وفي تصريحاتها لوكالة فرانس برس.

نقرأ الخبر التالي الذي بثته وكالة الانباء الفرنسية...(الاميرة هيا عقيلة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رئيس وزراء الامارات وحاكم دبي قالت في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس "اعتقد ان الاحباط في الشارع العربي ، والذل ، والجرح ، والغضب والحزن هي اشياء لا يمكن السيطرة عليها بسهولة شديدة في المستقبل في حال استمر الوضع على ما هو عليه" ، واضافت هيا ابنة العاهل الاردني الراحل الملك الحسين بن طلال "لا نعرف الى أي مدى سيتجه هذا الاحباط ... فاثاره يمكن ان تخرج عن السيطرة والعالم لا يستمع" ، وتابعت "كل ما بوسعنا القيام به كأمة عربية هو المحاولة لجعل الغرب يفهم ان هناك اناسا عاديين يودون ان يقولوا شيئا لحكوماتهم لارغامهم على التحرك ووقف اراقة الدماء" ، واكدت الاميرة هيا انها تحاول مساعدة اهالي قطاع غزة من خلال تكية "أم علي" التي تترأسها وهي اول منظمة غير حكومية للمساعدة الغذائية في العالم العربي ، وقالت "ارسلنا مساعدات واعتبارا من هذا اليوم (الاحد) سنقوم بتسيير 15 شاحنة يوميا الى اهالي قطاع غزة. لكنني سمعت الان بأن الاسرائيليين قرروا تخفيض سعة كل شاحنة بنسبة %10 اي بخفض عدد الطرود الغذائية من 5700 طرد الى 5200 طرد" ، واوضحت ان "كل طرد يمكنه اطعام ثلاثة اشخاص ولمدة شهر واحد" ، واكدت الاميرة هيا التي تم تعيينها سفيرة الامم المتحدة للسلام في ايلول ـ سبتمبر من عام 2007 ان "هناك نحو 300 الف مواطن فلسطيني في غزة يواجهون خطر الموت والمجاعة" ، واشارت الى ان "منظمتها حاولت ادخال مساعدات انسانية عبر الاونروا ولكن سيارات الوكالة كانت هدفا للهجمات" ، واوضحت "اصبح من المستحيل تقريبا عمل شيء على الارض ، واشعر بالاحباط مثل بقية الناس" ، واعتبرت ان "حل المشكلة الفلسطينية هو مفتاح حل جميع القضايا في المنطقة. لكن اذا لم يستمع العالم الى الناس عندما يكونون منطقيين ، ما الذي تبقى؟").

بهذه الكلمات المؤلمة والمعبرة تطلق الاميرة هيا بنت الحسين صرختها نصرة لاهل غزة ، وحين تقول ان الشارع العربي يشعر بالذل والجرح والغضب والحزن ، فهي تلخص مشاعر الناس ، بشكل واضح مباشر ، التي يفيض الالم من وجوههم ، في كل مكان في الاردن ، ولعلنا نتوقف عند دعوتها لمناصرة غزة ، عبر تكية ام علي ، التي ادعو كل القطاعات الشعبية والمؤسسات والشركات والمتبرعين بالاتصال بالتكية وزيارتها ، ودعم اهل غزة ، عبر التكية ، التي كبرت اعمالها بحق كشجرة مباركة ، نورانية ، وعلى كل واحد فينا ان لايخجل من مشاركته ، فلربما خمسة دنانير ترسلها ، تكون سببا في انقاذ طفل ، او حياة انسان ، وقد خبرت التكية عن قرب ، فوجدتها من ارقى مؤسسات العمل الخيري واقلها ضجيجا وصخبا ، بل استطاعت خلال سنوات ان تحلق عاليا ، ونرى اليوم ، اعلاناتها لنصرة غزة في الصحف وفي مواقع الاعلانات ، وفي كل مكان ، ومن واجبنا ان نتعاطى مع هذه الحملة التي تتابعها الاميرة شخصيا ، وتعرف كل مستجداتها وتفاصيلها... اولا بأول.

الاميرة هيا بنت الحسين ، ليست مجرد اميرة هاشمية اردنية عربية ، بل هي اكثر بكثير ، حين كانت "الاكثر كرما" واحساسا ، بفقراء الناس ، وبما يجري في غزة ، بين كثيرين ، في هذا العالم ، الذي فقد بصره وبصيرته ، ايضا.

m.tair@addustour.com.jo








  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :