facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




رجاءً .. لا تتحدثوا عن انتصار


18-01-2009 07:37 PM

قبل الوقف الفعلي للعدوان الصهيوني على ابناء قطاع غزة بساعات ، انبرى عدد من قياديي فصائل المقاومة في الخارج ، بالحديث عن تحقيق الانتصار على العدو الصهيوني ، بعد اكثر من ثلاثة اسابيع من هذا العدوان البربري .

وهذا الكلام صحيح ان كان المقياس فقط ، هو وجود المقاومة او فناءها ، فابسط مواطن عربي يدرك ان العدوان والاحتلال والقهر والاذلال ، دائما يعزز روح المقاومة عند كل شعوب الارض ، فالمقاومة كما يدل اسمها ، رد فعل شعبي عكسي لفعل ما ، وهذا الفعل هو في الغالب الاحتلال ، فكيف اذا رافق هذا الاحتلال ، عدوان غاشم ظالم ، ارتكبه عدو حاقد ، تخلى عن كل القيم الاخلاقية ، فارتكب بحق مواطنين ابرياء ، ابشع مجزرة عرفها العصر الحديث ، ان من ناحية شمول العدوان ، كل ما على الارض من بشر وشجر وحجر ، او من ناحية الاسلحة المحرمة دوليا ، وقد شاهدنا جميعنا ضحايا تلك الاسلحة ، الذين ابكت بشاعة اصاباتهم الاطباء المعالجين ، او من ناحية ان المجزرة اعقبت شهورا من الحصار والمعاناة ، انهكت سكان القطاع ، او من ناحية غياب اي عمق استراتيجي ، يوفر الدعم ، سواء العسكري للمقاومة ، او الانساني لضحايا المجزرة الصهيونية ، او من ناحية العجز العربي ، الذي لم يوفق فقط بعقد قمة عربية جامعة ، او من ناحية غياب الاستنكار والادانة الفاعلة من دول الغرب ، وبالاخص اوروبا ، التي اتخذت موقفا مستغربا ، لم يكن متوقعا ابدا .

ان بشاعة المجزرة الصهيونية ضد ابناء غزة البطلة ، لا بد ان تولد مقاومة ان لم تكن موجودة ، وبالتاكيد ستزيد قوة المقاومة الموجودة اصلا ، فالاف الضحايا من الشهداء والمصابين ، لا بد ان يولدوا عشرات الالاف من المقاومين ، الذين سيسعون للثأر من هذا العدو ، لكننا لا نستطيع ان نقول ، ان في ذلك انتصارا ابدا ، لعدة اسباب ، لعل اخرها ما قام به العدو من قتل وتدمير واحتلال جديد .

لقد كرس هذا العدوان ، من خلال الظروف التي رافقته ، والنتائج التي تمخض عنها ، تعميقا للانقسام الفلسطيني ، فترافقت مع المعركة الميدانية مع العدو ، معارك اعلامية شرسة مع الشقيق ، عادت بنا الى عصر الخمسينات والستينات من القرن الماضي ، فازدهرت تهم الخيانة والعمالة ، واعلن المنتصرون تمسكهم بسلطتهم المقاومة ، وتعمق الجرح الفلسطيني اكثر من ذي قبل ، بدل ان يكون هذا العدوان البربري عامل توحد ولم شمل .

كما ترافق مع هذا العدوان ، شرخ عربي كبير ، عجز عن عقد قمة عربية جامعة ، لا بل امتدت التجزئة الى القمم العربية ، فعقدت قمة الدوحة ، ودعي لقمة شرم الشيخ وقمة الكويت الاقتصادية ، وانقسم العرب الى عربين ، تماما كما هو حال الفلسطينيين ، وازدهرت سوق المزايدات ، فبرزت الى سطح الاحداث ، دول عربية لم يكن لها دور يذكر ، طيلة عقود الصراع العربي الصهيوني ، لا بل ان المواطن العربي يحار في تفسير تناقض مواقفها ، فتنطحت لقيادة محور الممانعة ، وامتد التراشق الاعلامي الى الانظمة العربية ، وكأن الانقسام والمعارك الجانبية ، هما قدر الامة العربية .

بعد كل هذا الانقسام فلسطينيا وعربيا ، وبعد هذه المجازر ، وهولاء الضحايا الابرياء ، الذين ادمت جراحهم قلوب بني البشر على امتداد العالم ، وبعد هذا التدمير والاحتلال الجديد ، لا يستطيع المواطن العربي ابدا ، ان يتقبل كلمة انتصار ، ففتشوا عن اي كلمة اخرى غير كلمة الانتصار ، فلا نريد لطرفة " انتصار" الخامس من حزيران عام 1967 ان تتكرر .

m_nasrawin@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :