facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أسـئلة الشيخ جوجـل العشـرة


عمر كلاب
17-09-2017 01:04 AM

في الوقت الذي يتسربل فيه الداعية فيس بوك بنسخته العربية بالعمامة والمسبحة والموعظة من مساء الخميس الى مساء الجمعة، يعلن محرّك البحث جوجل عن اكثر الاسئلة حضورا على صفحته، والتي تكشف مدى الاهتمام العربي والكوني في اكثر لحظات الكون سوادا وغباء، فقد حاز على قصب السبق سؤال عن كيفية ربط ربطة العنق وحصل على المرتبة العاشرة سؤال عن كيفية اعداد “ البان كيك “ وما بينهما اسئلة عن الحمل والتقبيل، من عشرة اسئلة هي الاكثر انتشارا كان سؤال واحد يمكن اعتباره ذا قيمة بشرية عن كيفية اعداد السيرة الذاتية اما باقي الاسئلة فهي محض ترفيهية او لا تخضع لكل ما تتداوله النخبة او تتداوره، اي اننا معزولون عما يدور في اذهان البشر، او ان مرحلة التصحر العقلي قد وصلت منتهاها.
امام هذه المعلومة، يجب اعادة قراءة ظاهرة الاعتماد الرسمي والمؤسساتي على مواقع التواصل الاجتماعي لتوصيل الرسائل واعادة تحليل ظاهرة الارقام الفلكية لتعداد المتابعين على الصفحات ومراقبة تفاعلهم مع المواد المنشورة، خاصة وان متاجر شراء وبيع الاعجابات منتشرة بغزارة وتقدم خدماتها لمن يدفع، فصفحة تحصل على مليون اعجاب، ستجد ان حجم التفاعل داخلها لا يصل الى خمسين الفا فقط لا غير واذا ما ضيقنا الزاوية قليلا سنجد ان نصف الخمسين هم من بلدنا او من البلد التي نسعى الى ايصال الرسالة لمواطنيها، فارقام الانتشار تقودنا الى نفق مظلم وبعيد عن الغاية المنشودة، ولعل تجربة بسيطة على صفحاتنا الشخصية تكشف صدق ما نشره موقع جوجل عن اسئلته الاكثر انتشارا.
عندما تضع منشورا سطحيا او صورة جميلة لكائن انثوي، تجد مئات الاعجابات، وعندما تضع صبية تستخدم صورة نجمة سينمائية بديلا لصورتها- لغايات اخفاء علامات ضبط الجودة - فنجان قهوة وتعلن انها تتثائب مثل غزال يصحو من النوم، تحصد الاف الاعجابات، في حين تحصل مقالة او حكمة على اعجابات بعدد اصابع اليد، ولعل تجارب الصفحات الرائجة تكشف مدى التصحر والتجريف في مجتمعنا الاردني حصرا وباقي المجتمعات العربية عموما، طبعا هذا التفصيل لا يناقش مضمون الصفحات الرائجة ومدى التسطيح الحاصل داخلها، ولعل اصحاب المواقع الصحفية يعرفون ذلك من خلال نقرة صغيرة على ايقونة الاكثر قراءة والاكثر تعليقا التي تسبب مخرجاتها صداعا لكل كاتب او لكل صاحب عقل منسجم مع ذاته.
اليوم نشهد ظاهرة الهجوم الرسمي والمؤسساتي على الشبكة العنكبوتية لتحقيق التواصل مع الجمهور واستخلاص التغذية الراجعة منه، لكننا نغفل اسئلة جوجل وضرورة تحليلها ومتابعتها، ككاشف للتحليل المنهجي والضروري، وهنا يمكن ان نسأل مثلا الجهات التشريعية التي نشرت على المواقع العنكبوتية مشاريع القوانين، عن التغذية الراجعة قياسا بحجم الرفض اللاحق للنشر الاعلامي او التطبيق الفعلي لتلك القوانين، كي نعرف ان المتابعة الافتراضية هي لمواضيع سطحية ولحظية، ولا بديل عن التواصل البشري الحقيقي، وزيارة التجمعات البشرية في المناطق وتحليل المواقف حسب الفئة العمرية ومنسوب التعليم وباقي المدخلات الحقيقية لكشف منسوب رضى الجمهور دون الاستكانة الى ارقام افتراضية ستصدمنا في التحليل الواقعي.
اسئلة جوجل الاكثر انتشارا، ومراقبة سجلات وتراتبية المواقع الاكثر مشاهدة على مستوى الدولة، ستظهر حجم الخطأ في الاعتماد على الشبكة العنكبوتية لقراءة الرضى او الرفض، فالمؤسسات والجهات الرسمية لا تقرأ ابدا حجم التفاعل والنشاط لمعجبيها، خشية ان يفقد اصحاب الوظائف الافتراضية والالكترونية وبمجملهم يحصلون على رواتب عالية جدا رواتبهم وامتيازاتهم، لذلك يمارسون التضليل والضلال لصاحب القرار، ويجعلون من التواصل الافتراضي وتعداد المعجبين للصفحة مقياسا وبديلا عن التواصل الفعلي، ورأينا كيف نجحت اعداد ضحلة في تزييف وعي مجتمعات كبيرة، بحكم انها امتلكت ناصية العالم الافتراضي وعزلت اصحاب الرأي الواقعي، والاهم عزلت المجاميع الكبيرة التي لا تمتلك احترافية التحليل والتعامل مع الشبكة العنكبوتية عن الواقع وجعلتهم قطعانا يسهل قيادتها.
العالم الافتراضي ضروري وله مهمات كثيرة ولكنه سوق مفتوح لمن يملك ويعرف، وهو وسيلة رخوة للمعرفة ووسيلة تفريغية للوعي والتغيير حيث تكفي كبسة على ايقونة كي يرضى الانسان عن نفسه ويستشعر انه قام بما عليه من واجب، لكنه بالقطع يحتاج الى دقة اكثر كي يكون كاشفا للقرار وبديلا حقيقيا للتواصل مع الجمهور وتحديا للجهات الرسمية وعلينا اعادة قراءة الظاهرة وتحليلها وفقا للمعلومات الجوجلية الجديدة.

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :