facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الصمادي يكتب .. البرفيسور فاوسون: درس رفيع في التواضع!

الدكتور تيسير الصمادي والبروفيسور كريس فاوسون
الدكتور تيسير الصمادي والبروفيسور كريس فاوسون
24-09-2017 12:59 AM

عمون - كتب الوزير الأسبق الدكتور تيسير الصمادي على صفحته على الفيسبوك منشوراً، يروي فيه ما حدث معه في الولايات المتحدة التي درس فيها عندما قام بزياراتها مؤخراً ليمنح من جامعته جامعة يوتا درجة الدكتوراه الفخرية، وتالياً ما كتبه الصمادي والصورة التي ارفقها مع منشوره:

في عام 2014، وبعد 16 عاما من نيلي درجة الدكتوراه في الاقتصاد من الجامعة، تلقيت مكالمة من رئيس جامعة ولاية يوتا يخبرني فيها أن مجلس أمناء الجامعة قد قرر منحي درجة الدكتوراه الفخرية Honorary Doctorate in Humane Letters ، وأنه سيتم الاتصال بي من قبل مكتبه لإبلاغي بالترتيبات. وكان من ضمن تلك الترتيبات تحديد مرافق لي من لحظة وصولي إلى مطار مدينة سولت ليك وحتى مغادرتي؛ وقد كانت المفاجأة أن المرافق الذي تم اختياره هو الأستاذ الدكتور كريس فاوسون!!! وعنصر المفاجأة أنني كنت أحد طلاب البرفسور فاوسون في بعض المواد، كما كان أحد أعضاء اللجنة المشرفة على إعداد رسالة الدكتوراه!
وصلت المطار وأكملت الإجراءات واستلمت الحقيبة وخرجت إلى القاعة المخصصة لاستقبال القادمين وإذ بالدكتور فاوسون يلوح لي مبتسما، ذهبت إليه وتعانقنا عناقا خفيفا، ليس كعناق العرب، وسرنا وأنا أدفع العربة، بعد أن هم بدفعها فرفضت قائلا لا بأس أنا أقوم بذلك! وصلنا إلى حيث تقف السيارة فقام بفتح الباب وهم بحمل الحقيبة لوضعها في مؤخرة ولكنني رفضت ذلك مجددا رغم إصراره وهو يقول "أنا سأكون مرافقا لك طيلة وجودك هنا"!، فأجبته "يا سيدي هذا شرف لي، وبالنسبة لي أنا طالب من طلابك وحسب ثقافتي الاجتماعية فإنه عيب كبير أن أدعك تحمل الحقيبة وتضعها في السيارة، فنظرا متعجبا وقال لا بأس، كما تريد!...
ركبنا وقام الدكتور فاوسون بقيادة سيارته ذات الدفع الرباعي وهو يعتذر بأنه قد جاء بهذه السيارة القديمة نوعا ما مبررا ذلك بأنه سلك طريقا لا زالت تتراكم فيه الثلوج، واقترح أن نسير في ذات الطريق بدلا من الطريق الرئيسي الذي يربط مدينة سولت ليك بمدينة لوغان، حيث توجد الجامعة، للاستمتاع برؤية ما تبقى من الثلج!. وكانت السيارة التي يعتذر عن القدوم بها، في حقيقة الأمر، أفضل من 90% من السيارات التي تسير على طرقاتنا!
تابعنا المسير ونحن نتبادل أطراف الحديث حول أمور اختلط فيها الشخصي بالعام والاقتصادي بالسياسة، وأنا أفكر في داخلي بما فعله الرجل عندما حاول دفع العربة ورفع الحقيبة منها لوضعها في السيارة! كنت لا أزال متأثرا بهذا السلوك الذي يتصرف فيه الأستاذ من تلميذه السابق! وما أن وصلنا إلى فندق الجامعة حتى نزل الدكتور فاوسون وهم برفع حقيبتي مجددا من السيارة لنقلها إلى الفندق، وتكرر ذات الموقف!
وبعد أن وصلنا البهو واتممت إجراءات استلام الغرفة قال لي ربما تكون ملابسك بحاجة إلى كي بعد هذه الرحلة الطويلة، اذهب إلى الغرفة واخرج الملابس واحضر ما يحتاج منها إلى كي وأنا سأنتظر هنا! فعلا قمت بذلك وعدت ببدلتين وقميصين في كيس مخصص كان في خزانة الغرفة، فمد يده وأخذ الكيس وهو يقول "اسمع لقد تم اختياري لأن أكون مرافقا لك، ومن واجبي أن أساعدك في أي شيء تحتاجه على مدار اليوم والليلة وأنا سأقوم بإرسال هذه الملابس لكيها، وما عليك سوى أن تأخذ قسطا من الراحة، وسأعود إليك مجددا عند السابعة لاصطحابك إلى عشاء تنظمه عمادة الكلية على شرفك"، فما كان علي سوى الانصياع لما قال شاكرا له قدومه إلى المطار وإحضاري بسيارته إلى الفندق، وقلت له ممازحا: لقد اكتشفت أنك ماهر في قيادة السيارة، بعد أن كنت أظن أنك ماهر بالتدريس فقط، فابتسم وشكرني على هذا إطراء وقال: ربما ستكتشف أن هناك من هو أمهر مني في الاثنتين!
رافقني البرفسور فاوسون لمدة أربعة، أيام ذبت فيها حياء من طريقة تعامله التي كادت أن تنسيني أن الرجل قد درسني وشارك في توجيهي خلال إعداد رسالة الدكتوراه، ولكنني لم أستطع، ولو لمرة واحدة، إلا أن أخاطبه بالدكتور فاوسون؛ رغم أنني كنت أخاطبه باسمه الأول فقط "كريس" خلال أيام الدراسة، كما هو حال غيري من الطلاب!
هذه قصة حقيقية أحببت أن أشارك الأصدقاء بها، متذكرا عبارة أحد الدعاة عندما قال: "ذهبت إلى الغرب فوجدت إسلاما بلا مسلمين، وعدت إلى بلادي فوجدت مسلمين بلا إسلام"!؛ ولا حول ولا قوة إلا بالله.





  • 1 الخصاونه بني عبيد 24-09-2017 | 10:34 AM

    مبروك معالي الوزير الدكتور تيسير انت ايضا صاحب خلق رفيع ولا تنسى يا سيدي انا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قال لنا انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق وحقا نحن في العالم الأسلامي عامه والعالم العربي خاصه اذا حققنا شرطين سوف نصل الى مراتب الأمم المتقدمه وان فقدناهما سنبقى متأخرين وهما النظام والأخلاق وقد لاحظت هذا في كل دول العالم الغربي لا اسلام عندهم انما لديهم النظام والأخلاق يا الله ما اروعهم شوارعهم انظف من غرف نومنا


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :