عمون - أكد متابعون للشأن التنموي وأكاديميون في محافظة معان ضرورة تحسين شروط الاستثمار في القطاعات التنموية المختلفة ضمن المحافظة، وخلق فرص عمل لأبناء المجتمعات المحلية، والعمل على تجاوز معوقات الاستثمار في القطاعين السياحي والصناعي.

وقال عميد البحث العلمي بجامعة الحسين الدكتور محمد الرصاعي لـ (بترا) اليوم الأحد؛ إن الفرص الاستثمارية تحتاج لمرتكزات عديدة لكي تحقق النجاح، ومنها؛ التشريعات والقوانين المحفزة ولاسيما في المحافظات والأرياف، كما يتطلب الاستثمار توفر حاضنة اجتماعية تتسم بشيوع ثقافة العمل لدى المواطنين، وحرصهم على توفير نجاح الفرص المتاحة وتحقيق شعور التشاركية لدى المستثمر من قبلهم، لافتا إلى أهمية تحقيق مبدأ المسؤولية المجتمعية والمساهمة في التنمية المحلية لدى المستثمرين وعدم اقتصار جهودهم على تحقيق الأرباح فقط .

وأوضح المستشار السابق في وزارة الأشغال المهندس عوض أبو هلالة أن معوقات الاستثمار في محافظة معان تتمثل في ضعف الإدارات المحلية وقلة خبرتها في التعاطي مع قضايا التنمية والاستثمار، إلى جانب ضعف البنى التحتية في المحافظة عموما والتي تعد من أساسيات استقطاب ونجاح الاستثمار، وان البيئة الاستثمارية تفتقر الى الخدمات الأساسية الجاذبة للمستثمرين والعمال المهرة على حد سواء.

وأضاف أن قلة الدراسات الاقتصادية والتنموية المتعلقة بالاستثمار في المحافظة عامل مهم يحد من اطلاع المستثمر على الفرص الاستثمارية وجدواها الاقتصادية.

وأشار المهندس أبو هلالة إلى عدد من معوقات الاستثمار السياحي في البترا وأبرزها؛ وجود عوائق بيروقراطية تحد من استقطاب المستثمر من داخل وخارج المحافظة إلى جانب المستثمرين الأجانب، إضافة إلى عدم توزيع الخدمات بعدالة لمختلف مناطق البترا وخصوصا خدمات البنية التحتية والمرافق العامة، مبينا أن الاستثمار لا يمكن أن يتحقق في ظل غياب خدمات مناسبة تعد أساسية لنجاحه وديمومته.

وبين أن غياب مرافق جاذبة للسياح في البترا والتي من الممكن أن تطيل أمد إقامة السائح يشكل عائقا استثماريا، ويجعل العملية السياحية ضمن إطار محدد، مشيرا إلى أن ثمة فعاليات سياحية قد تسهم في تطوير السوق السياحي مثل؛ إقامة مسارح صوت وضوء أو إقامة فعاليات سياحية ترفيهية دائمة أو تنويع المنتج السياحي بشكل إبداعي.

وأشار إلى أن القيود الاستثمارية التي فرضت على غير الأردنيين لأسباب عديدة تحد من جذب الاستثمار الأجنبي، مضيفا أن الترويج السياحي للبترا دون المستوى المطلوب.

وبين رئيس بلدية معان الكبرى الدكتور أكرم كريشان أن الظروف والمتغيرات الدولية الاقتصادية والسياسية ووجود أسواق منافسة يحد من عملية جذب الاستثمار سواء للأردن أو لمحافظة معان، وأن دعم الاستثمار المحلي الوطني سيكون أجدى وسيحقق مصلحة وطنية للجميع، مشيرا إلى أن التشريعات الأردنية تقدم تسهيلات كثيرة للمستثمرين وتبذل جهدها لاستقطابهم.

وبين عميد كلية السياحة والآثار السابق في لواء البترا الدكتور محمد الفرجات أن الاستثمار في المحافظة يحتاج إلى تطوير لخدمات البنى التحتية لكي نتمكن من تحقيق انطلاقة تنموية تشمل مختلف القطاعات الصناعية والسياحية والزراعية والتجارية، مشيرا إلى ضرورة تأسيس مطار تنموي من أجل تحفيز عملية الجذب والاستقطاب.

وحول معوقات الاستثمار السياحي في البترا قال الدكتور الفرجات؛ إن الظروف الإقليمية والمتغيرات المحيطة خفضت من نسبة إقبال السياح على زيارة البترا إلى جانب ارتفاع أسعار الخدمات السياحية المقدمة في المنشآت السياحية بسبب ارتفاع الضرائب وأسعار الكهرباء والنقل الخارجي والداخلي بخلاف الدول الأخرى التي أصبحت تستقطب السياح نظرا للعروض والأسعار التشجيعية التي تقدمها لهم.

وأضاف الفرجات أن السياسة المتبعة في السوق السياحي الأردني تتجه نحو الربح المباشر دون العمل وفق استراتيجيات طويلة الأمد تعمل على استقطاب السياح وإطالة أمد إقامتهم، مبينا أن ارتفاع الضرائب على الخدمات السياحية وضعف الرقابة عليها وانخفاض دخول العاملين في القطاع السياحي يخفض من استدامة العملية السياحية بشكل عام.

وأشار إلى أن العامل في استقطاب المستثمرين للاستثمار في القطاع السياحي في البترا هو مدى الجدوى الاقتصادية والمتمثلة بأعداد السياح والزوار الذين يدخلون البترا سنويا، كما أن التركيز على مقاصد سياحية غير تقليدية؛ كالسياحة الدينية وسياحة المؤتمرات وسياحة المغامرة؛ سيسهم في استقطاب الكثير من السياح من دول أخرى.
(بترا)