facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ما الذي فعلته بنا قريش ؟!


د. عاكف الزعبي
26-09-2017 02:42 PM

قريش بعصبيتها السياسية الأعرابية وامويتها السفيانية هي من صادرت منجزات الدعوة الدينية. فقد نجحت بالنيل من إرث دولة الخلافة الراشدة، ثم تمكنت من تسييس فكر الدعوة وتوجيهه لصالح استبدادها بالسلطة. حيث عملت على استمالة العديد من الصحابة والتابعين منذ ان بدأت بتنفيذ مشروعها في عهد الخليفة عثمان واستمرت في ذلك الى ان استقرت على اعلان خلافة اموية وراثية في دمشق. وانها لمفارقة تاريخية كبرى ان تنتقل زعامة بني امية بأقل من اربعين سنة من اشد المحاربين للدعوة الى احتواء ووراثة منجزاتها الثقافية والعملية وحرف اتجاهاتها الفكرية واستمالة رموزها وتزعم دولة وراثة واستبداد مع الاحتفاظ بمسماها الاسلامي الذي نظرت اليه للأسف كعلامة تجاريه توظفها وتتغطى بها ليس اكثر .

بالدولة الاموية تكرست عصبية امية القرشية وزعامتها السياسية، وتمت إدامة الاستبداد بالحكم بأدوات مادية ودينية. فسيست السلطة السياسية الفكر الديني ووضعته في خدمتها ليتم تحريفه برعاية من السلطة على يد من استغلتهم من علماء ومشايخ لحسابها وسيرتهم بالرشى والمكاسب الشخصية. تم التواطؤ بين السلطة ومشايخها على تناسي مبدأ الشورى اولاً لتتحول الخلافة الى ملك وراثي . ثم تم التواطؤ بينهما ثانية على صناعة فقه الطاعة المطلقة للسلطان . وكان ان اثمر دفن الشورى واعلاء فقه الطاعة المطلقة للسلطان دوام الاستبداد الذي لم ينته بانتهاء دولة اميه .

ثمرة مرة اصبحت بعد عهد بني امية عابرة للازمان . عبرت منهم لبني العباس فطاب لهم وركبوها ليغيب فكر الشورى الى الابد ويستمر الحكم ملكاً وراثياً ، ويدوم الاستبداد بالحكم ، ويستمر تسييس الفكر الديني وتشويهه وتكريسه في خدمة السلطة .

وظلت الثمرة غير الشرعية للتواطؤ بين الفكر الديني المشوه والمسيس وبين الاستبداد بالسلطة حصاد الامة طوال ثلاثة عشر قرناً منذ أن أنبتتها دولة بني امية مروراً بدولة بني العباس ثم دولة بني عثمان وحتى يومنا هذا.

لنتصور معاً حال شعوبنا البائسة التي رضخت تحت حكم مستبد وفكر ديني مسيس خادم له على مدى الف وثلاثمائة سنة ؟ انه حال زرع في هذه الشعوب تخلفاً ثقافياً وفكرياً وسياسياً عميقاً ، وكرس فيها تقاليد وعادات صار البعض منها اقوى من العقيدة او جزءاً منها على الاقل ، وشوه ثقافتها بعد ان عمل فيها حفراً بلا هوادة على مدى قرون وقرون .

ثمة تداعيات اخرى استدعتها مسيرة الاستبداد وظاهرة مشايخ السلطة ليست اقل خطورة من اثارها الماثلة هذه الايام.

فلم تكن مسيرة تحريفية كهذه لتمر دون سعي لمواجهتها من قبل الفقهاء والمفكرين وقادة المجتمعات. فانقسمت الامة ايما انقسام في فقهها وفكرها وحول مفكريها وقادتها . وذهبت في انقسامها الى فرق وشيع مختلفة فقهياً وفكرياً وسياسياً . وتعددت وكثرت الفرق والشيع وغلا بعضها غلواً عالياً في الفقه والسياسة وسلكت مسالك في التطرف تسببت في الكثير من الفتن والحروب التي شتتت الشعوب وباعدت فيما بين ابنائها وتركت فيهم جروحاً غائرة يصعب علاجها . ولعل جزءاً كبيراً مما تعانيه شعوبنا اليوم يعكس صورة من الانقسام والتشظي والتخلف التي تحتاج لعقود طويلة واختراقات استثنائية واثمانا باهظة للتغلب عليها وتجاوز آثارها .





  • 1 طه صافي 28-09-2017 | 05:12 PM

    اتق الله يا هذا . من انت حتى تتكلم في احد صحابة رسول الله من انت حتى تتكلم في احد كتبة الوحي من انت حتى تتكلم في رجل فتح البلاد من الصين وحتى المغرب من انت حتى تتكلم في رجل بشر به رسول الله ودعا له في حديث صحيح من انت حتى تتكلم في رجل قال فيه رسول الله اول جيش من امتي يغزون البحر فقد اوجبوا . يكفي صحابة رسول الله عندما اسلموا ان خلفتهم اصبحت مسلمة الى يوم الدين وربما انت منهم .من اعدل الناس وافضل الملوك واكثرهم حلما....

  • 2 تيسير خرما 29-09-2017 | 10:21 AM

    فرق شاسع بين خلافة عثمانية والخلافة الإسلامية قبلها عندما كانت تتوسع شرقاً وغرباً بفتوحات فانتشر الإسلام بمعظم العالم القديم، بينما أضاعت خلافة عثمانية 4 قرون بغزو واحتلال مناطق دخلها الإسلام سابقاً ولم تنجح بنشر الإسلام بمناطق غيرها لأنها لم تقم بفتوحات اسلامية بل قامت بغزو واحتلال مناطق غير إسلامية فلم يختلف نهجها عن إمبراطوريات الفرس والروم ولم تستوعب ثقافة أول دولة مدنية في العالم أنشاها محمد (ص) بوثيقة المدينة تحترم مكونات وحقوق إنسان ومرأة وطفل وتحمي نفس ومال وعرض ومساواة أمام عدالة

  • 3 احمد الخطيب 30-09-2017 | 11:10 AM

    كلام مختصر ومفيد يلخص تاريخ أمة ضل سعيها في الحياة الدنيا وهي تتوهم أنها أحسن الأمم وأقربها إلى الله


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :