facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




استطالة القامات


ماهر ابو طير
26-01-2009 02:58 AM

عقدة البطولة تصيب كثيرين ، في حياتنا السياسية ، ولا تجلس مع مسؤول حالي او سابق ، الا ويحدثك ، عن بطولاته التي انقذت الاردن سرا ، او علنا ، ولا تعرف في مرات كثيرة ، سر هذه العقدة ، التي تجعل كثرة ، تظن نفسها ، انها الاب الشرعي للمرحلة ، او ما قبلها ، او ما بعدها ، فما اكثر الذين يدعون "أبوة" الاردن.

كثرة من هؤلاء ، تنسى انها كانت ، اساسا ، في موقعها ، وحصلت على كل امتيازات موقعها ، من اجل دور وظيفي محدد ، احد اشتراطاته هو ممارسة البطولة الوظيفية ، بحيث لا تكون هذه "ابوة" بقدر كونها وظيفة مدفوعة الراتب ، اساسا ، وهذا الاردن يحتمل كل يوم ، وكل سنة ، وكل شهر ، وكل عام ، اسماء جديدة ، تنتسب الى سجل الذين يدعون انهم لما كان الاردن ، ولما كان البلد ، وهي عقدة غير طبيعية ، ولا تسمع من مسؤول حالي او سابق ، في العالم ، ايحاءه او قوله ، انه لولاه لما حدث كذا وكذا ، فهؤلاء يؤمنون بوجود "ماكينة" وادارتها لا تعني تفردا بالبطولة.

لا زعامات في الاردن ، ولا ارباع زعامات ، والانجازات فقط سببها الملك ، الذي يوجه كل الاطراف خلال العشر سنوات الاخيرة ، من اجل مصالح الاردن ، ومصلحة الناس ، وحياتهم ، وعلى هذا فان الفضل يرد الى صاحبه فقط ، ومثلما واجه الاردن مرحلة رئيس الحكومة الاسرائيلية السابق ارائيل شارون ، ومثلما واجه التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، من الغلاء مرورا بحرب غزة ، وصولا الى كل تداعيات المشهد الداخلي ، والعلاقات مع اقليم تلاعبه ويلاعبك ، قادر دائما على مواجهة السنوات المقبلة ، فالملك عبدالله الثاني بن الحسين يمتلك من الذكاء والحصافة والغريزة التي تؤهله لحماية الاردن ، والعبور به في كل قضاياه الداخلية والخارجية.

استطالة القامات ، سياسيا ، في اي مرحلة ، امر غير محمود ، وقد قيل فيه من الذم والقدح ، الكثير الكثير ، غير ان البعض سرعان ما يقع في ذات الفخ ، فخ استطالة القامة ، وهو فخ يقتل صاحبه ، على طريقة "الصدمة والترويع" ، فلا قامات الا قامة الملك ، وقامة الاردن ، وبعد كل هذا فان الاردن لا ينقصه الرجال القادرين على خدمته ، والذين يعرفون ان الخدمة الوظيفية ، هي تكليف ، وليس حالة رمزية ، ولا يصح ان تتحول الى حالة رمزية ، وقد خبرنا عشرات الاسماء التي حاولت الاستطالة ، او ان تتحول الى انصاف زعامات ، او ان تغرق في استجلاب الرمزيات ، فكانت النتيجة واحدة ، فهناك عين الملك التي ترقب المشهد ، بكل تفاصيله ، وهي التي تؤمن ان الاردن بحاجة فقط الى من يؤمن به ، ويخدمه ، دون ادعاء ودون تضخم في "بروستاتا" الحضور او الوجود ، ودون استدعاء للاحساس بشراكة في غير محلها ، او قوة خارقة ، لا تكون موجودة ، اساسا ، الا بفعل الموقع والوظيفة ، لا بفعل الشخص الكامن ، خلقيا ، او حياتيا.. او اكتسابا.

للاردن اب واحد ، هو عبدالله الثاني ، وهو الذي يدير دفة الحكم ، ويقرر الذي يريده ، وخياراته نحترمها ، وابوة الملك للاردن ، مسنودة بتاريخ ممتد عبر الاف السنين ، وهو تاريخ لا يمكن تجاوزه اليوم ، فالهاشمية السياسية ، اذن لم تكن وليدة مرحلة ، ولم يكن استمرارها او قوتها ، نتاج عطاء خارق لاي موظف ، مهما بلغت رتبته ، او ظن ان الزمان زمانه ، فقد اثبتت التجارب دوما ، ان الهاشمية طوق نجاة بحد ذاتها ، وبدفع ذاتي من سرها ، لا من اي احد اخر ، وكل "احد اخر" يظن في فترة ما ، انه كان مظلة المرحلة ، سيصحو على طرقات تذكيره بحقيقة ان هناك فرقا بين استحقاقات الوظيفة وبين تسبب الوظيفة في عقدة الشعور بأبوة غير مطلوبة ولا شرعية ، او عقدة الشعور بالبطولة او الزعامة ، وغير ذلك من درجات الشعور بالعظمة.. والوجود.

على كل واحد ان يعرف مساحته وحجمه ، وان نتذكر المثل القائل "لا تقعد في مجلس تقيمك الرجال منه" وان نتخلص من الانتفاخات التي رأيناها في حياة عدد لا بأس به من حياة مسؤولين ، وان نتذكر جميعا ، ان اي انجاز هو انجاز الملك وحده ، واي ابداع على مستويات اقل ، هو ابداع مدفوع الثمن ، عبر الراتب والامتيازات ، و"البريستيج".

اعانك الله ايها الاردن ، على الذين يحملونك "الجمائل".. رغم انها مقبوضة الثمن مسبقا.

.. وبرغم انها مقبوضة الثمن الا ان الاردن لا يسلم احيانا من «استطالة القامات» او «اطالة اللسان» وكليهما خطيئة.

m.tair@addustour.com.jo







  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :