facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اشتداد الأرهاب الفكري عند الأزمات ..


مالك نصراوين
26-01-2009 10:44 PM

منذ بداية وعينا السياسي ، نحن ابناء هذا الجيل ، والذي ابتدأ اواسط الستينات ، وفي ظل انتعاش الحركات السياسية العربية في ذاك الوقت ، وانتشار ثقافتها وسط الجماهير ، كان الشعار الابرز التي ترسخ بالاذهان ، هو قمع الانظمة العربية لشعوبها وقواها السياسية ، والتي تحمل فكرا معارضا لانظمة الحكم ، نتيجة لاديمقراطية تلك الانظمة ، وعداؤها وقمعها للراي الاخر المختلف ، وكنا نعتبر الشعوب ضحية الحكام ، وقد ترسخت في اذهاننا تلك المقولة ، بتأثير انتماءاتنا الحزبية ، التي تحولت الى ما يشبه الانتماء العاطفي ، نرى كل ما يقال صحيح ومحق حتى اليوم ، نتغاضى عن التغيرات الهائلة التي احدثتها الانظمة باتجاه الديمقراطية ، وفي نفس الوقت نتغاضى ايضا عن الجمود الذي ما زال يشل فكر بعض الاحزاب وثقافتها ومقولاتها السالفة ، لا نشغل عقولنا للتاكد من صحة ما يقال ، بل نقلب أدمغتنا كي تنسجم مع افئدتنا ، ونستمر في تبني هذه الافكار السياسية وعشقها ، رغم ان الزمان قد عفى على كثير منها ، تماما كما هو حال العاشق الولهان ، الذي يتعامى عن عيوب من يحب .


نتيجة تلك الثقافة ، ساد الاعتقاد لدينا ، ان الشعوب ديمقراطية بطبعها ، والحكام هم اعداء الديمقراطية ، الا ان جاءنا زمن ، اصبحنا فيه نشفق على الديمقراطية من ديكتاتورية الشعوب او ديكتاتورية الاغلبية ، او لنسمها الديكتاتورية السائدة والمهيمنة ، فقد لا تكون تمثل الاغلبية فعلا ، لكنها تبدو كذلك ، لهيمنة فكر ترعرعنا عليه وتعاطفنا معه ، واصبح الخروج عنه او التعديل عليه عارا ، فاضطر غير المقتنعين به الى مجاراته ، حتى لا يبدو كمن يغرد خارج السرب ، او درءا لتهم هو بغنى عنها .


في عام 1990 وعقب احتلال الكويت ، ظهر في الاردن تيار شعبي جارف يساند العراق ، رغم ان القطرين عربيين ، وقد طغى هذا التيار على الاصوات المعارضة ، وهي ليست بالضرورة مؤيدة للكويت او عميلة للغرب ، لكنها تملك موقفا مبدئيا ، يرفض اذلال العربي للعربي ، ولها وجهة نظر عقلانية ، استشفت الخطر القادم ، وكان ينبغي افساح المجال لها للمجاهرة برأيها ، غير ان الذي جرى ، كان قمعا شعبيا وليس رسميا لتلك المواقف ، رغم اننا كنا نعيش بداية عصر الديمقراطية ، التي ولدت عام 1989 ، وكان الأولى بشعب "عانى" من الاحكام العرفية وغياب الديمقراطية ، ان يحسن ممارسة هذه الديمقراطية الوليدة ، لا ان يتبنى قمعا جديدا ، وكان الأولى ايضا باصحاب الافكار المعارضة من النخبة السياسية ، الذين طالموا كانوا يفخرون بتاريخهم النضالي ، ومعاناتهم ابان الاحكام العرفية ، ان يتصدوا لهذا التيار الجارف ، ويجاهروا بمواقفهم ، كما فعل الامين العام للحزب الشيوعي الاردني آنذاك ، الدكتور يعقوب زيادين ، والذي قامت الدنيا عليه ولم تقعد ، لانه عارض احتلال الكويت ، والجميع يعلم مواقفه السياسية التي لا يصح معها اتهامه بالعمالة لامريكا ، وهو عدو سياساتها اللدود ، بينما جارى اخرون التيار الشعبي المهيمن بموقفه ، رغم قناعاتهم المعاكسة .


وها نحن اليوم نعيش نفس الحالة ، عقب المجزرة الصهيونية ضد ابناء غزة ، فهناك قمع شعبي لكل من يقول كلمة معارضة لما يجري ، يترافق مع قمع اعلامي تمارسه بعض المواقع الاعلامية ، التي تتماشى مع هذا التيار السائد ، رغم ان كلمة الحق هذه لا تؤيد – لا سمح الله- قتل العدو للاشقاء ، بل هي كلمة حق بوجه من يسعى الى ترسيخ الانقسام الفلسطيني ، وشطب المكاسب السياسية التي حققها هذا الشعب بنضاله الطويل ، من خلال ممثله الشرعي والوحيد ، منظمة التحرير الفلسطينية ، وبدافع الغيرة على فلسطين وشعبها والامة العربية ، فاصبح كل من يقول كلمة الحق عدوا للمقاومة ، ومنهزما واستسلاميا ... الخ ، وعلت اصوات تطالب باغلاق المواقع الاعلامية ، امام أي رأي آخر ، فما اشبه الليلة بالبارحة .

m_nasrawin@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :