facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




خالد الكركي بين الرؤية السياسية والدور الاجتماعي

الكاتب برفقة الدكتور خالد الكركي
الكاتب برفقة الدكتور خالد الكركي
د. جمال الشلبي
03-10-2017 02:16 AM

إن علاقة المثقف بالسلطة السياسية والمجتمع علاقة معقدة ومتعددة الأوجه عبر المكان والزمان. وتزداد أهمية هذا الموضوع عندما يتعلق الأمر بالرؤية والدور الذي يلعبه المثقف في منطقة جغرافية مشتعلة بالأحداث والتطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية المتلاحقة كمنطقة الشرق الأوسط . هنا، يبدو خالد الكركي المثقف الأردني الحاصل على درجة الدكتوراه في العام 1980 من جامعة كامبردج ببريطانيا انموذجاً للمثقف، ليس فقط الأردني بل والعربي، الذي تتجاذبه أمواج السلطة تارةً والإصلاح الاجتماعي تارة أخرى؛ فقد تبوأ أرفع المناصب السياسية بصفته رئيسا للديوان الملكي، ونائباً لرئيس الوزراء، ووزيراً للإعلام والثقافة. ومن زاوية أخرى، استطاع خالد الكركي أن يلعب أدوراً تخص المثقف بأبعاده المختلفة مثل: رئيساً لمجمع اللغة العربية الأردني، أستاذ جامعي، ورئيساً لرابطة الكتاب الأردنيين، ورئيساً لجامعات خاصة وعامة، ونشر أكثر من 20 كتاباً حول السلطة، والثقافة، والفكر العربي في إطار البحث عن التنوير والتغير والنهضة المنشودة.

ويمكن اعتبار المقال الهام الذي نشره الكركي بعد وفاة الملك الراحل الحسين بن طلال في العام 1999 في الصحيفة الأردنية الأولى آنذاك " الرأي" بعنوان" سلام عليك" والذي يعبر فيه عن مشاعره تجاه الملك الذي حكم الأردن ما يقارب نصف قر ن 1953-1999 بداية لعملية الجدل والنقاش حوله:

1. فقد لاقى هذا المقال اهتماماً رسمياً وشعبياً لأنه صادر عن شخصية سياسية وثقافية هامة كانت قريبة من صاحب القرار الأول بالأردن في مرحلة من أخطر المراحل السياسية في مسيرة الأردن وهي؛ حرب الخليج الثانية عام 1990 وتداعياتها، وعملية السلام بين العرب وإسرائيل في مؤتمر مدريد 1991 وانعكاستها على الشرق العربي برمته : كيف لا وهو رئيس ديوانه ومستشاره الخاص لمدة ثلاث سنوات. ولذلك، شكل هذا المقال برأي الدكتور نبيل حداد أستاذ النقد العربي بجامعة اليرموك "ملحمة صغيرة" بالمعنى الأدبي للكلمة لما تضمنه من خطاب أدبي رفيع، وموقف سياسي واضح.
2. في حين وجد البعض من المثقفين وبعض أعضاء السلطة نفسها بهذا المقال الفرصة المناسبة لاستهداف الكركي، خاصة، وأن الموضوع يتعلق بعلاقة "المثقف والسلطة".

وبناءً على ما سبق، فإن نموذج الكركي "كمثقف" يطرح العديد من التساؤلات الكثيرة التي سنحاول أن نجيب عليها في دراسة ستصدر قريباً على شكل كتاب تحت عنوان " خالد الكركي بين الثقافة والسلطة". ومن هذه التساؤلات المهمة التي يمكن طرحها هي:

- هل يمكن أن يتعايش المثقف مع السلطة؟ أم أن المثقف هو " الوجه الاخر للسياسي والمشروع البديل عنه" كما يقول المفكر اللبناني علي حرب؟ وما هي الطروحات الفكرية التي يطرحها؛ قومية، ليبرالية، إسلامية؟

- وبصفته مثقف أتى من شريحة اجتماعية غير تقليدية بالعرف السياسي الأردني؛ بمعنى أنه لم يأتي من طبقة ارستقراطية أو برجوازية، بل جاء من طبقة الفلاحين، وربما نكون أكثر دقة إذا قلنا بأنه أقرب ما يكون إلى الطبقة " المتوسطة – الدنيا" حسب تصنيف عالم السياسة الفرنسي موريس دوفيرجيهMaurice Duverger ، ومن ثم، فإن السؤال الذي يمكن طرحه: كيف يمكن للمثقف- وهو في السلطة- أن يمارس دوره في المجتمع كـ "مثقف عضوي" يخدم شريحة معينه كما نظر له المفكر الاشتراكي الإيطالي أنطوني غرامشي؟

- وهل يمكن للمثقف كخالد الكركي أن يؤثر في النظام السياسية والاجتماعي القائم أم إن العكس هو الصحيح؛ أي أيهما يؤثر بالأخر الفاعل actor أم النظامsystem كما يقول عالم السياسة الفرنسي ميشيل كروزيه Michel Crozier؟

- إن الإجابة عن هذه التساؤلات - بالتركيز على أطروحاته السياسية التي منها مواقفه السياسية من قضايا الوحدة العربية، والصراع العربي الاسرائيلي، والاحتلال الامريكي للعراق، والربيع العربي- ستكون العنصر الأهم في التحليل. في حين موقفه الاجتماعي وقدرته على التعبير عن أحلام وأحاسيس وأوجاع القاعدة الشعبية وحاجاتها سيكون العنصر الثاني المهم في التحليل؛ لا سيما وأنه إبن هذه القاعدة التي تبحث عن " الحرية، والكرامة، والحياة" كما يطالب وينادي. أليست الثقافة كما يقول على حرب" صناعة الحياة"؟.
وباختصار، فإن الدراسة القادمة قريبا جداً ستركز على أهداف الكركي الفكرية وتحليلها، والتي تتمثل بأجمل صورها بـ" الوحدة، والحرية، والعدالة". وهذه الأهداف- كما يقول بنفسه- "ليست ميداناً لحوار الإقليمين، وصغار الكتبة، وأنصاف المتعلمين"؛ ما يجعلنا نرى في رؤية الكركي ودوره التطبيق الفعلي، بشكل أو بأخر، لرؤية هشام شرابي لدور المثقف الذي يتبلور في بعدين: "الوعي الاجتماعي والدور الاجتماعي".






  • 1 مدنب قصري 03-10-2017 | 10:14 PM

    كل التقدير والمحبة للمثقف والسياسي العربي الاردني الكبير الدكتور خالد الكركي، وللمحلل السياسي الدكتور جمال الشلبي.
    أثمن هذا التحليل القيم وأشكر موقع مون الذي أتحفنا بهذا التحليل العميق.


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :