facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تعزيز المؤسسية هو الحل


د.نبيل الشريف
04-10-2017 12:30 AM

لم يصمد خبر نقل السيد مدير عام موسسة المواصفات والمقاييس، إلى مؤسسة وطنية أخرى أكثر من 24 ساعة، فقد اشتعلت مواقع التواصل الإجتماعي مطالبة بضرورة إبقائه في موقعه ليكون «سدا منيعا ضد محاولات العبث بمصالح المواطنين». وسواء أكان للضغط الشعبي دور في إبقائه أم أن لذلك أسبابا أخرى، فإن ما حدث يجدر التوقف عنده وبحثه من الزاوية الأشمل والأعم بعيدا عن خصوصية هذه القضية.

ولا بد من الإشارة الى أن مدير المواصفات والمقاييس، الدكتور حيدر الزبن، استحق وقفة الناس إلى جانبه لأنه أدى عمله بإخلاص وأمانة.

ولا شك أن المسؤول الذي يستطيع إقناع الرأي العام بسلامة منهجه وإستقامة سلوكه هو مسؤول ناجح، فالناس لديها مجسات وأدوات قياس لاتخطئ. ولا يخفى أيضا أن صورة المسؤول أمام الرأي العام مهمة ويجب أن يحرص كل المسؤولين على إيجابية صورتهم أمام المواطنين – كما فعل بنجاح مدير المواصفات-، فالإنجاز هو الطريقة الفضلى لتقديم الصورة المنصفة لأي مسؤول.

ولكن ما حدث يستحق وقفة تأمل من زوايا عديدة أعم وأشمل (بعيدا عما حدث في مؤسسة المواصفات) فالملاحظة الأبرز هي أن المسؤول المخلص يلقى دعما وحماية من الراي العام، فالناس ترد الجميل لمن يعمل بإخلاص وجدية ولا تتردد في التعبير عن رأيها بقوة إذا ما شعرت ان هذا المسؤول في حاجة إلى دعم أو إسناد.

وهذه رسالة إلى كل المسؤولين كي يحصنوا أنفسهم بالعمل الجاد والمخلص، ففي ظل الإعلام الجديد، أصبح لرأي المواطن قوة لا يستهان بها. فكما تنهال سياط الرأي العام بقسوة على رؤوس المقصرين والفاسدين، فإن المواطنين لا يتخلون أيضا عمن يثقون بهم من المسؤولين، بل يقفون إلى جانبهم بلاهوادة.

أما الجانب المقلق في هذا الأمر بشكل عام – وهو ليس مسؤولية مدير المواصفات بالطبع – فهو نزوعنا في المجمل إلى اختزال المؤسسات في أشخاص، وهي ظاهرة عامة شائعة في مجتمعنا، بل في المجتمعات العربية، فنحن نبحث دائما عن البطل المخلص أو الفارس المنقذ، مع أن القوة الحقيقية للمؤسسات تكمن في كينونتها هي وفي شخصيتها الإعتبارية، فالأشخاص زائلون اما المؤسسات فباقية.

ولطالما تغنت الجماهير العربية بأشخاص وربطت خلاصها بالقدرات الفردية لهذا المخلص المنقذ أو ذاك، وكثيرا ما جنت هذه الجماهير الخيبات لأن بعض الأشخاص لم يرتقوا إلى مستوى التوقع او لم يكونوا على قدر الآمال التي عقدت. وحتى لو نجح الأفراد في تلبية التوقعات لفترة، فإن الرهان عليهم ليس بالحل الصحيح، بل يجب أن يكون الرهان دائما على المؤسسات.

وأذكر في هذا الصدد أن مذيعة ( سي إن إن ) الشهيرة كريستيانا أمانبور سألتني أثناء تغطية القناة لوفاة فقيد الوطن والأمة جلالة المغفور له الحسين العظيم رحمه الله إذا ما كان الأردن في خطر فقد ارتبط إسم الأردن بإسمه رحمه الله. وقد كان الرد على سؤال الصحفية أن أحد أهم أسرار نجاح قيادة الحسين العظيم هو أنه بنى دولة مؤسسات لأنه يدرك أن الأشخاص زائلون أما المؤسسات فهي التي تحظى بالديمومة والإستمرار، وهذا ما كان فعلا بالنسبة للأردن، فقد إنتقلت الراية إلى يد صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني المعظم الذي قاد الأردن نحو آفاق جديدة من التميز والنجاح والإبداع.

ولاشك أن احد أهم التحديات التي تواجهنا تكمن في تعزيز ثقة الناس في المؤسسات وعدم ربطها بالأشخاص. ولكن الواقع الذي نعرفه جميعا يشير إلى أن المؤسسات تتضاءل بينما يعلو دور الأشخاص فيصبح الشخص هو المؤسسة إلى الحد الذي يصر فيه بعض مراجعي المؤسسات على التعامل مع أشخاص بعينهم ويرفضون السير بالإجراءات المعتادة في هذه المؤسسات.

إننا نتحدث عن ظاهرة عامة وتجاوز ما حدث في مؤسسة المواصفات، فقد انتفض الناس في هذه الحالة، وهم محقون في ذلك، إنتصارا لشخص آمنوا به وبقدرته على حماية مصالحهم، وهو أهل لهذه الثقة التي اكتسبها بجدارة من خلال عمله الجاد وأدائه المخلص، ولكننا نتحدث عن ظاهرة أعم وأشمل وهي تتلخص في إختزال المؤسسات بالأشخاص إذ أن هذه بلاشك ظاهرة غير صحية، فالأصل في الأمور أن تكون المؤسسات قوية وذات مصداقية لأنها الأبقى والأثبت.

الراي








  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :